شهيدات مجزرة باريس الأولى... أيقونة النضال لكافة النساء
المناضلات الثلاث ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز بنضالهن ومقاومتهن مثلن قضية الشعب الكردي وعكسن صورة المرأة الكردية الحقيقة للعالم.
نورشان عبدي
كوباني ـ في التاسع من كانون الثاني/يناير عام 2013، تعرضت ثلاث ناشطات ومناضلات كرديات، ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز، لمجزرة من قبل الاستخبارات التركية في العاصمة الفرنسية باريس.
ولدت المناضلة ساكينة جانسيز المعروفة باسم (سارة) في قرية "عرش الخليل" التابعة لمدينة ديرسم بشمال كردستان عام 1957 والتي كانت تعتبر من أهم النساء المؤسسات لحركة التحرير الكردستانية، فيما كانت فيدان دوغان (روجبين) ممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني في باريس، أما ليلى شايلمز (روناهي) كانت ممثلة للمرأة الشابة في باريس.
حول استهداف النساء وارتكاب المجازر بحقهن وبشكل خاص المناضلات، قالت سميرة محمد علي الإدارية في دار المرأة بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا، إن "المناضلات الثلاث كن نساء عاملات ضمن المجتمع لهن تأثير خاص عليه، ولأن الدولة التركية لها موقف معادي للمرأة الريادية تقوم باستهدافها دائماً وكانت نتيجة تلك الذهنية القمعية استشهدت المناضلات الثلاث".
وأوضحت أن الدولة التركية منذ آلاف الأعوام تهدف لفرض سياستها وفكرها القمعي على كردستان وبشكل خاص على المرأة الكردية "الدولة التركية دائماً تسعى لفرض سيطرتها وذهنيتها الفاشية وخاصة على المرأة الكردية ولذلك تقوم باستمرار باستهداف النساء وتكرر المجازر بحق المرأة التي تعمل لخدمة المجتمع وتحمي هويتها ضمنه"، لافتةً إلى أنه "من أجل قتل النساء واستهدافهن ليس من الضروري بالنسبة للدولة التركية بأن تكون امرأة تعمل في المجال العسكري يكفي أن يكون لها دور ضمن المجتمع وتعمل من أجل إكمال حلقة الديمقراطية والعدالة ضمن أفراد المجتمع".
وأشارت سميرة علي إلى تأثير شخصية المناضلات الثلاث عليها كامرأة "المناضلة ساكينة جانسيز كانت ريادية وإدارية للنساء في كافة المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والدبلوماسية وبفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان استطاعت أن تدخل منزل كل امرأة لتتأثر بها وبفكرها وريادتها في قيادة المجتمع فأنا من النساء اللواتي تتأثرن بشخصيتها"، مضيفةً "المناضلات فيدان وليلى كان لهما بصمة في المجال الدبلوماسي وأثرتا بفكرهما على العالم بأكمله وكانتا من النساء المؤثرات على المجتمع وبنضالهما بنيتا جسراً في المحافل الدولية، لهذا السبب وعن طريق الاستخبارات التركية تم اغتيالهما".
بتضحيات المناضلات أصبح للمرأة الكردية بصمة في أنحاء العالم
وبينت سميرة علي أنه "في دولة كفرنسا وبقواتها الاستخباراتية وتدعي الديمقراطية، تم استهداف ثلاث نساء بارتكاب مجزرة بهذا الشكل، هذا يعتبر بأن كافة الدول لن تتقبل النساء كرديات في المجتمع لذلك فرنسا حتى يومنا الراهن لن تكشف عن حقيقة مجزرة باريس الأولى حتى تم ارتكاب مجزرة باريس الثانية أيضاً"، مؤكدة أن استهداف النساء لن يضعف إرادتهن "بالرغم من عدم تقبل تواجد المرأة في المجال السياسية والدبلوماسي والعسكري، إلا أن اليوم وصلت النساء لمراحل متقدمة وأصبحن ذوات هوية وإرادة واتخذن مكانهن في كافة مجالات الحياة، وذلك من خلال إيصال شعار"Jin Jiyan Azadî"، الذي انطلق من ميراث نضال ساكينة وفيدان وليلى إلى كافة أنحاء العالم فهو يمثل هوية المرأة ضمن المجتمع".
وأضافت "بالرغم من المحاولات الكثيرة لإمحاء هوية المرأة، لكنها تشبثت بمكانتها ودورها وبنضالها سطرت التاريخ وأحزرت العديد من المكتسبات، كما قدمت تضحيات كثيرة كالمناضلات الثلاث اللواتي أصبحن رمز الحرية والفكر الحر وعلى خطهن ودربهن عملت النساء على رفع وتيرة النضال ضمن المجتمع، ففي أجزاء كردستان الأربعة نشاهد بأن النساء أثبتن تواجدهن في السياسة والرئاسة والمجال العسكري والدبلوماسي".
"نضال النساء أظهر للعالم سياسة الدولة التركية الفاشية"
ولفتت إلى أن الدولة التركية مستمرة بارتكابها للمجازر بحق الشعب الكردي بدءاً من مجزرة باريس ومروراً بديريك وصولاً إلى مدينة كوباني وغيرها العديد من المجازر، فمن أجل حماية أرضهن وشعبهن ضحت النساء بأرواحهن سواءً ناشطات سياسيات أو مدنيات بـ "هذه الانتهاكات يجب أن يعرّف تاريخ الدولة التركية وسياستها للعالم".
وفي ختام حديثها، شددت الإدارية في دار المرأة في مدينة كوباني سميرة محمد علي على ضرورة أن "تسير النساء على خطى مناضلات الحرية من أجل إظهار حقيقة الدولة التركية وارتكابها للمجازر بحق المرأة، ولكي نظهر حقيقة مجزرة باريس التي تقوم فرنسا بإخفائها منذ أكثر من عقد".