النزاع الدائر في السودان يحرم العديد من النساء عملهن

على مدى ستة أشهر منذ بدء النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، عانى الأهالي من ويلات القتل والنزوح، والتي أثرت على أوضاعهم النفسية والاقتصادية والاجتماعية.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ أسفر النزاع الدائر في السودان عن مقتل أكثر من 3 آلاف شخص ونزوح الملايين ولجوء أكثر من 60 ألفاً إلى دول الجوار، بالإضافة إلى انهيار المنظومة الصحية والخدمية والاقتصادية، حيث عجزت الحكومة عن صرف استحقاقات العاملين بالدولة ورواتب المتقاعدين.

توقفت رواتب العاملين بالدولة منذ بدء النزاع في منتصف نيسان/أبريل الماضي، فأصبحت المعاناة مضاعفة يتساوى في ذلك من هم موجودين في مناطق النزاع وسكان المناطق الآمنة، فقد عجزت الحكومة عن دفع رواتب العاملين لديها، كما فقد الكثيرون من سكان العاصمة وظائفهم نتيجة إغلاق المؤسسات الخاصة التي يعملون بها بسبب النزاع.

ويعاني حوالي أكثر من 300 معلم ومعلمة الذين يعملون في قطاع التعليم الحكومي من عدم منحهم رواتبهم، ومنهم ولاء فتح العليم وهي معلمة بالمرحلة الثانوية ووكيلة المدرسة التي تعمل بها، فرغم وجودها في منطقة آمنة إلا أنها تعاني من عدم حصولها على راتبها منذ بدء النزاع.

وقالت إن الأوضاع قبل الحرب كانت جيدة حيث كانوا يصرفون رواتبهم في وقتها ويمارسون مهام عملهم بشكل طبيعي ولكن بعد الحرب بدأت معاناتهم حيث توقفت الرواتب أولاً والمنح الحكومية التي يتم صرفها لهم "منذ بدء النزاع في السودان لم يتم صرف رواتب العاملين لدى الحكومة وهذه معاناة جديدة تضاف إلى معاناتنا السابقة فلا يوجد لدينا أي عائد يمكننا من تحمل تكاليف السفر أو استئجار منزل".

وأوضحت أنه "في شهر نيسان تم صرف راتب شهر، وخلالها عانينا من صعوبة الحصول عليه فالتطبيقات البنكية لا تعمل في أحيان كثيرة وإن كنا سنستلم هذه الأموال عن طريق أفراد فإن الأمر صعب إذ يتواجد هؤلاء الأفراد في أماكن بعيدة يتطلب الوصول إليهم وقتاً وجهداً ومالاً".

شهد أزهري طبيبة ونائبة أخصائية في طب الطوارئ فقدت عملها بسبب الحرب والنزوح وبحثت طوال أشهر عن عمل في المنطقة التي نزحت إليها لكنها لم تجد، أوضحت أن "الفرص العمل قليلة هنا ففي إحدى المستشفيات وجدت قائمة انتظار يوجد فيها 60 شخصاً، وحتى الآن لم يتصل بي أحد من قبل المشفى".

وأوضحت أنها عملت في مشفى أخر "العمل هنا ليس كما في العاصمة ولا الرواتب، أنا أشعر كل يوم أن ما أعرفه من معلومات وما اكتسبته من علم يتناقص شيئاً فشيئاً لأني لا أستطيع ممارسته وتطبيقه وليست هنالك أي إضافة، مثلاً ليس هنالك جهاز موجات صوتية في الطوارئ وليس هنالك معرفة جديدة يمكنني اكتسابها هنا".

سلمى أحمد وهي ممرضة كانت تعمل في المستشفيات الخاصة الواقعة في الخرطوم والتي كانت منطقة اشتباكات شديدة منذ اللحظة الأولى، قالت "أسرتي كانت تعتمد على عملي فقد كنت أعمل بدوامين لأتمكن من تلبية احتياجات أسرتي والرواتب كانت جيدة ويمكننا العمل في أي وقت نرغب فيه فالأوضاع كانت مستقرة إلى حين بدء النزاع في المنطقة".

وقالت "تمنيت أن يكون النزاع الدائر حلماً، فالأوضاع في المناطق الأخرى صعبة وفرص العمل قليلة، ذهبت إلى عائلتي حيث يقيمون في ولاية الجزيرة ورغم أنني كنت على استعداد للعمل في أي ولاية من ولايات السودان إذا وجدت عملاً براتب جيد يمكنني من تلبية احتياجاتي واحتياجات أسرتي لكن ليس هنالك عمل أغلبية من يعملون في مهنة التمريض يعملون برواتب ضئيلة لأنهم يدرسون كورسات التمريض فيقبلون بأي مبلغ ليس كوضعنا نحن خريجي كليات التمريض".

وأكدت أن "الحرب أثرت علينا كثيراً من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، أتمنى أن تنتهي الحرب سريعاً ونعود إلى مناطقنا".