"رسكلة النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي" مشروع يكرس مفهوم الاقتصاد الأخضر
أكدت المشاركات في مشروع "رسكلة النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي"، أن دور المرأة لا يقتصر على واجباتها في المنزل بل يتجاوزه ليكون أسمى وذلك من خلال تفعيل دورها في المحافظة على البيئة انطلاقاً مما اكتسبته من خبرة في المشروع.
إخلاص الحمروني
تونس ـ أطلقت جمعية القصرين الخضراء التي تأسست في عام 2019 بتونس مشروع "رسكلة النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي" في عام 2022 ويستمر حتى العام الجاري بالشراكة مع بلدية مدينة القصرين بهدف توعية النساء بأهمية الفرز الانتقائي وتكريس مفهوم الاقتصاد الأخضر والتغيرات المناخية.
أوضحت فاطمة نجلاوي مهندسة إعلامية، أنها اختارت بعد تخرجها الانضمام إلى الجمعيات البيئية ومشاركة المجتمع المدني أنشطته المقاومة للتلوث لأنه وفق قولها، لا يمكن لنساء هذه الجهة البقاء مكتوفات الأيادي ومشاهدة النفايات في كل مكان بل من واجبهن التحرك والمشاركة لمكافحة هذه الظاهرة عن طريق المشاركة في الجمعيات البيئية.
وأضافت "بحكم أن القصرين منطقة فلاحية وأغلبية السكان ينشطون في القطاع الفلاحي انخرطت مع بعض النساء في نشاط بيئي له علاقة بطبيعة الجهة والمتمثل في الحصول على سماد صديق للبيئة نستعمله في الزراعة والذي نحصل عليه بعد فرز النفايات المنزلية وتدويرها"، مبينة أن التدريب في هذا المشروع مكن نساء الجهة من إنشاء حدائق ومزارع فلاحية صغيرة يقتاتون منها، وقد تمكنت هؤلاء النساء من توفير مصدر دخل لهن من جهة ومن جهة أخرى حافظن على نظافة المدينة وجمالها.
ولفتت فاطمة نجلاوي إلى أن المرأة في مدينة القصرين لا تمثل فقط نصف المجتمع بل أساسه لأنها تقوم لوحدها بأغلب الأنشطة سواء كان في البيت أو خارجه، مؤكدة أن دور المرأة وخاصة القاطنة في المناطق الريفية لا يجب أن يقتصر على الأدوار التقليدية بل يجب أن يكون متنوع وخاصة في المجالات الأخرى منها الاقتصادية والثقافية وخاصة البيئية، المجال الذي يتطلب تعاون كل شابات وشباب الجهة من أجل مقاومة التلوث والتخلص من الفضلات.
وأوضحت "اكتشفت من خلال مشاركتي في مشروع "رسكلة النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي" أن المرأة يجب أن تكون صديقة للبيئة ومن واجبها أن تعلم هذا الواجب للأجيال القادمة بدءاً من أطفالها، ونحن كمجتمع مدني عملنا على توعيتها بضرورة المحافظة على محيطها نظيف وسليم عن طريق تدوير النفايات المنزلية والمواد البلاستكية وتحويلها إلى سماد تستفاد منه في نشاطها الزراعي".
من جهتها أكدت جميلة خليفي المهتمة بالمجال البيئي، أن مدينتها تشهد انتشار كبير للنفايات المرمية في الطرقات وبصفتها مواطنة محبة للبيئة ترفض مثل هذه الظاهرة الأمر الذي شجعها على الانخراط في جمعية "القصرين الخضراء" الناشطة في هذا المجال وفتحت لها المجال من أجل أن تكون عنصراً فاعلاً قادراً على تغيير الواقع البيئي في الجهة.
وبينت أنها "اكتسبت من برامج هذه الجمعية عدة خبرات وتعلمت أهمية المحافظة على بيئة سليمة للأجيال القادمة، فمن خلال انخراطي في مشروع "رسكلة النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي" تعلمت كيفية الاستفادة من الفضلات المنزلية وتحويلها إلى سماد صالح للاستعمال، كما اكتسبت خبرة في فرز الفضلات المنزلية من مواد بلاستيكية وغيرها وإعادة تدويرها لاستخراج مواد أخرى من أجل الحفاظ على سلامة بيئتنا ونظافة محيطنا".
ووجهت جميلة خليفي رسالة إلى النساء القاطنات بمدينة القصرين "بصفتنا نقوم بأغلبية الأنشطة وخاصة المنزلية، نحاول معاً تغيير سلوكنا من أجل المحافظة على مدينتنا عبر ما اكتسبناه من مهارات في المشروع المتعلق بتثمين النفايات وأيضاً يجب تعليم هذه الممارسات الصديقة للبيئة للأجيال القادمة".
سنية سمعلي مديرة مشروع "رسكلة النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي"، وناشطة في المجتمع البيئي ومن مؤسسات جمعية القصرين الخضراء، قالت إن "هذا المشروع يعد نموذجي حيث قمنا بتدريب ما يقارب 30 أسرة وعدداً هاماً من الأطفال وتوعيتهم بأهمية الاقتصاد البديل وأهداف التنمية المستدامة، وفي مرحلة ثانية تم توسيع هذا المشروع وتعددت أهدافه وقررنا الاستفادة من آلة صناعة الأسمدة البيولوجية للتخلص من النفايات الموجودة في كل مكان (هناك ما يقارب 79% من النفايات العضوية في كامل الجهة)".
وأشارت إلى أن نساء الجهة تعتبرن من أكثر الناشطات في المجتمع وتربطهن علاقة بالبيئة أكثر من الرجال بحكم أنهن ربات بيوت وهن من تنظفن المنازل وتجمعن النفايات، وقد تعلمت المنخرطات في هذا المشروع كيفية التخلص من النفايات ونجحن في إعادة استعمالها بعد فرزها وتدويرها.
وبينت سنية سمعلي أنه في ظل تواصل الثغرات المناخية تتبع الجهات المعنية استراتيجية للحد من تأثيراتها السلبية، موضحة أنها بصفتها ناشطة في المجال البيئي ترى أنه من واجب الشباب إنشاء مشاريع صديقة للبيئة ومبادرات قادرة على التوعية بأهمية المحافظة على بيئة سليمة.