بناء السد يحرم نساء قرى برواري من منازلهن وبساتينهن

السد المبني بجانب العديد من قرى ناحية برواري التابعة لناحية سرت شمال كردستان يؤثر سلباً على الحياة، وبينما تسبب بانخفاض المياه وزيادتها في حدوث انهيارات أرضية في القرية، فإن الانزلاقات والتشققات في المنازل تجبر أهالي القرية على الهجرة.

مدينة محمد أوغلو

سرت ـ تم بناء سد Çetin HES على مجرى نهر بوتان في سرت شمال كردستان من قبل شركة ليماك القابضة عام 2020، مما تسبب بأضرار مادية في العديد من قرى ناحية برواري حيث تضررت القرى الواقعة على المنحدرات القريبة من السد بسبب الارتفاع والانخفاض المستمر لمستوى مياه السد وقد شهدت هذه القرى تدهور في الأراضي الزراعية وتصدعت المنازل ومنها ما تهدم كما أن الحدائق تعفنت ويكافح الأهالي من أجل حل المشكلة.

 

شقوق عميقة في المنازل وانزلاقات في الحديقة!

كما أدى بناء السد عام 2020 إلى غمر العديد من القرى والمناطق الزراعية، وبينما تمت مصادرة هذه المناطق من أجل مشروع السد، عاش سكان قرى في بيئة غير صالحة للسكن وبانت هذه التأثيرات بعد فترة من بناء السد في القرى التي تضررت فيها الزراعة والمساحات المعيشية.

ويعيش الناس فيما يشبه "فيلم رعب" ويضطرون إلى البقاء على قيد الحياة مع ظهور شقوق جديدة في كل مرة بمنازلهم مع مرور كل يوم بينما يتم إخلاء المنازل التي بها الكثير من الشقوق أو الانزلاقات، وطالب سكان قرية زينوك (جوليتشلر)، الذين ذكروا أنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولا يريدون مغادرة قريتهم، بالرد على شكاواهم.

 

"ارتخاء التربة بسبب تغير المياه يسبب انهيارات أرضية"

والتقى أهالي القرية بكل من والية المنطقة والمحافظ لحل مشاكلهم جراء الأضرار، وطالبوا بتدعيم منازلهم وتغطية الأضرار المالية للمنازل المنهارة.

وقالت سكرتيرة مجلس التنسيق الإقليمي في سرت فرات شيمشك، لوكالتنا حول المظالم التي يعاني منها القرويون "مع ارتفاع منسوب مياه السد تصبح التربة الحمراء مشبعة بالمياه وثقيلة، وعندما ينخفض ​​منسوب المياه من الممكن أن ترتخي التربة وتسيل مما يسبب انهيارات أرضية، وفي هذه الأراضي الخصبة تعتبر أشجار الرمان وكروم العنب مصدر الرزق. فإذا كانت هناك أية مظالم، فيجب معالجتها".

 

كان عليها أن تنتقل من منزلها المتضرر!

وأفادت خاتون أكاي، بظهور ثقوب وشقوق كبيرة في منزلها بسبب السد، واضطرت لمغادرة منزلها، وقالت إنهم لم يتمكنوا من دخول منزلهم بسبب الخوف وتعيش اليوم مع إحدى جاراتها "منزلنا قديم لكنه لم يتأثر بالعوامل الجوية كما حدث بعد إنشاء السد منذ نحو 5 سنوات. لولا السد لما تعرض هذا المنزل للضرر بهذه الطريقة، وقد تضررت العديد من المنازل بهذه الطريقة، وليس منزلي فقط".

وأضافت "لو بقينا في هذا المنزل سنموت لذلك عليهم إما أن يوقفوا هذا السد أو يوافقوا على مطالبنا"، متسائلةً "كيف سنعيش بهذه الطريقة؟ في معظم الأيام لا نستطيع النوم ليلاً بسبب الخوف. بدأت الشقوق في منزلنا صغيرة وتكبر يوماً بعد آخر ولا نعرف ماذا نفعل بعد انهياره". 

وأكدت على ضرورة إيجاد حل لمشكلتهم "عليهم أن ينهوا معاناتنا، أريد منزلي الخاص، ولكن لن نقبل ترحيلنا من هنا فنحن لا نريد أن نترك قريتنا. لم يتضرر منزلنا فقط، بل حديقتنا أيضاً وجميع أشجارنا إما انزلقت أو على وشك الانزلاق إن هذا السد لم يجلب لنا إلا الأذى".

 

"لم يبق لدينا منزل ولا حديقة"

وكذلك تضرر منزل خالية أكاي، التي وصفت أهالي القرى المحيطة بالسد بـ "الضحايا" قائلةً "نحن ضحايا هنا، فلقد ظهرت الشقوق في جميع منازلنا ولا يستطيع أطفالنا البقاء في المنزل بسبب الخوف وانهار عدد من المنازل بالفعل، أما نحن فقد خسرنا حديقتنا والبستان".

وأضافت "لم يتركوا لنا أي خيار سوى الهروب، لكني لا أريد أن أترك قريتي، وبالمقابل لا نعرف ماذا نفعل الآن فلا يوجد حل، لقد أنهى هذا السد كل شيء بالنسبة لنا، فالأشجار ماتت ومنها لم يعد يثمر، لذلك على السلطات المعنية تقديم المساعدة لنا حتى نتمكن من مواصلة العيش هنا".

 

"لم يعد لدينا مكان للعيش"

وأخيراً قالت جواهر سولماز "لقد تسبب هذا السد بأضرار جسيمة لنا، ولم يبق لدينا شيء، ولا نعرف ماذا نفعل، لذلك فليعيدوا بناء بيتنا، وعليهم أن يوقفوا هذه الكارثة، نحن نريد حقوقنا فقط فكيف يمكننا أن نعيش هنا بدون منزل وبدون حديقة؟".