وقف المرأة الحرة دعم مهني واقتصادي وفكري للمرأة واهتمام بواقع الطَّفولة

يعمل وقف المرأة الحرة في سوريا على دعم النساء مهنياً واقتصادياً، وكذلك يهتم برعاية شؤون الأطفال والأيتام، وافتتاح الدورات الفكرية

دلال رمضان 
كوباني ـ .
افتتح وقف المرأة الحرة في سوريا بدايةً في مدينة قامشلو عام 2014، ليتوسع عمله أكثر ويشمل كافة مدن شمال وشرق سوريا، لمساعدة النّساء والأطفال على تخطي الظّروف الصّعبة، وتأهيلهم نفسياً ومعنوياً.
ويعمل الوقف على نشاطات عدة منها رعاية أطفال دار قوس قزح للأيتام، وتوعية النّساء عبر المحاضرات والنّدوات الاجتماعيّة، وتنظيم دورات محو الأمية باللغة الكردية، وافتتاح قسم خاص للدعم النَّفسي لأطفال دار الأيتام الذي افتتح في 11 آب/أغسطس 2018، ويحتضن 12 طفل/ة من حديثي الولادة حتى الـ 16 عاماً.
وهنالك روضة آري التي تضم الأطفال الذين تخلفوا عن دراستهم، ويوجد فيها أربع لجان (لجنة التدريب والتَّعليم، لجنة الصَّحة، لجنة الإعلام الي تعمل على متابعة جميع نشاطات وقف المرأة وتوثيقها وأرشفتها)، بالإضافة إلى افتتاح دورات تجميل، وخياطة، ودورات لتعليم اللغات الكردية والإنكليزية، وكذلك الحاسوب، والإسعافات الأولية، ودورات محو الأمية، إضافة للمحاضرات الصَّحية والتَّوعوية. 
 
 
وقالت عن أعمال الوقف الإدارية في وقف المرأة الحرة الذي افتتح في مدينة كوباني عام 2018، ديانا أحمد (30) عاماً، والتي تعمل فيه منذ قرابة العام والنّصف كمدرسة للحاسوب، أن الهدف من عملهنّ مساعدة النساء على تنمية مواهبهنّ وتمكينهنَّ من تحقيق الاستقلال المادي، ويستقبلنَّ النساء من عمر الـ 15 حتى 35 عاماً. 
وعن الدورات تشير إلى أن مدتها تختلف حسب اختصاصها، "معظم الدورات تستمر ثلاثة أشهر ومنها الخياطة والتجميل، والمتخرجات يمنحنّ شهادات مهنية من أجل العمل، في حال رغبنَّ بافتتاح مشاريع خاصة".
أما دورات الحاسوب "تعطى لمدة 40 يوماً إلى جانب محو الأمية باللغتين الكردية والعربيّة والتي تكون لمدة شهرين أو أكثر، حسب مدى استيعاب المتعلمات، وتعليمهنَّ القراءة والكتابة بصورة جيدة، من خلال عملنا نسعى لاستقطاب أكبر عدد من المتدربات". 
والكادر التّدريسي في المركز جميعه من ذوي الاختصاصات والحديث لديانا أحمد "لوقف المرأة في كوباني فرعان الأول في صرين والثاني افتتح مؤخراً في منبج، ويحتويان جميع الأقسام المهنية والدَّورات التّعليميّة، ويتم تخريج حوالي 100 امرأة كل ثلاث أشهر، وتعين الأوائل منهنَّ في المؤسسات المدنية في حال وجود شواغر، فطالبات الحاسوب يذهبنَّ لقسم الأرشيف، والخياطة إلى الورشات، والإسعافات الأولية يعملنَّ بمشاريع خاصة، أو لدى الأطباء وفي المستشفيات".
"كل ذلك بغية مساعدة النساء على الاستقلال المادي والنمو الفكري، فهنالك العديد منهنَّ لا يجدنّ معيلاً، لذا كانت دوراتنا المهنية متنوعة، وتكون هذه الدورات مجانية في الشّهر الأول وبالتقسيط في الأشهر الأخرى، وبأسعار رمزية ليتمكنّ من مساعدة عوائلهنًّ"، كما قالت ديانا أحمد. 
وعن روضة آري تبين أن الأطفال فيها من عمر ثلاث إلى ست سنوات، وهنالك قسم للدورات الصَّيفية لعمر الـ 14 عاماً وما فوق، لتعليم اللغتين الكرديّة والعربيّة. مشيرةً إلى أنه في دار قوس قزح للأيتام عملوا على تأمين الرّعايّة لهم من قبل أمهات ومعلمة مختصة ومعالجتهم نفسياً.
وفي مجال الإسعافات الأولية قالت "نطلق حملات توعوية في قرى كوباني، إضافة للمحاضرات في مركز الوقف عن العنف ضد النّساء، والمخدرات، وسرطان الثّدي، والأمراض الأخرى، ونتلقى مشاركة وتفاعلاً من النّساء".
 
 
أما لارا حميدي (21) عاماً، خريجة قسم التّمريض في أكاديميّة روج آفا 2017، وتعمل في قسم الإسعافات الأولية منذ عام فقالت "أعطي دروس في هذا المجال للمتدربات، ومحاضرات توعوية صحية عن الأمراض في الكومينات والقرى المحيطة". 
وأضافت "تشمل دروسنا الإسعافات الأولية نظرياً وعملياً، وتستمر لمدة 45 يوماً، وتكون النّظرية منها عن الحروق، وقياس الضّغط، أما العملية لمدة أسبوعين عن فتح الوريد، واختبار التّحسس، وسحب الدّم وقياس السّكر، ويشترط في قبول المتدربات إجادة القراءة والكتابة". 
وبينت أنهنّ يعملنّ على افتتاح دورات للإسعافات الأولية في قرى مقاطعة كوباني، إن كان عدد المتدربات كافياً "النساء من القرى يعانينَّ صعوبة للوصول إلى المدينة، نظراً لعدم توفر وسائل النقل".
 
 
وقالت مدينة قادر (25) عاماً، وهي مدربة الخياطة منذ عام تقريباً، أنها تعلم المهنة لـ 40 امرأة "أعلمهنَّ أخذ القياسات والقص، إلى جانب تعليم الموديلات الجديدة، وفي ختام الدورة توزع على المتخرجات شهادات مهنية".
والعديد من النّساء استفدنَّ من هذه الدّورات، وبهذا تخطينّ الأزمة الاقتصادية التي كنَّ يعانينَّ منها، وامتلكنَّ الخبرة اليوم، كما بينت. 
 
 
بينما قالت عين زلخة بوزان أوسو، إحدى المتدربات أنها " فرصة يجب أن نقتنصها لتعلم المهنة التي نحبها، فأنا أصبحت قادرة على الخياطة لي ولأطفالي، دون الحاجة للذهاب لخياط آخر". مضيفةً "سوف استمر بهذه الدورة حتى النّهاية رغم بعد المسافة بين منزلي والمركز".
 
 
أما أمينة شيخ علي (30) عاماً وهي إدارية المركز منذ عام تقريباً، إلى جانب عضوتين أُخريين، قالت إن التدريب يشمل إعطاء دروس فكرية "الشّهر الماضي أعطينا محاضرات عن العنف ضد المرأة، وزواج القاصرات، والطلاق، والتهاب الكبد، والتّسمم الغذائي، وسرطان الثدي". وكان ذلك في الكومينات والمجالس. 
والهدف من هذه الدّورات تأهيل وتوعيّة المرأة وجعلها أكثر تمكيناً، لتتخطى جميع القيود والعادات والتقاليد وتكون فعّالة رغم جميع الظّروف، ويوجد إقبال كبير على عملهم كما تؤكد. 
وافتتح الوقف مركز آري في منطقة صرين بتاريخ 26 شباط/فبراير 2020، الذي قام بدوره بافتتاح العديد من الدّورات ولا سيما المهنية منها، لتمكين النساء اقتصادياً، عبر توفير فرص العمل، ومنع استغلالهنَّ اقتصادياً، ورفع إسهاماتهنَّ في جميع مجالات الحياة. 
أما عن المشاكل التي تواجههنَّ فقالت "نعاني من مشكلة في انقطاع الكهرباء وعدم توفر الآلات الكافية، وصعوبة المواصلات لدى نساء القرى اللواتي يرغبنّ بالتوافد إلينا".
ودعت أمينة شيخ علي النّساء اللواتي لم يخضعنّ للتدرب بأن يتعلمنّ أي مهنة ليحصلنّ على استقلالهنّ المادي والمعنوي، لأن المهنّ والعلم سلاح المرأة.