"المشاريع الصغيرة" منصة للإبداع والإنتاج والعمل الإنساني

مجموعة "المشاريع الصغيرة" في قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا مبادرة مجتمعية، تهدف إلى تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً عبر صناعة منتجات يدوية وعرضها في الأسواق والمعارض، وتساهم في دعم الأطفال اليتامى والمرضى، لتجسد نموذجاً يجمع بين الإنتاج والإبداع والعمل

نغم جاجان

قامشلو ـ مجموعة "المشاريع الصغيرة" انطلقت في قامشلو وسط صعوبات الحياة اليومية وفرص العمل المحدودة، كمبادرة مجتمعية تهدف إلى دعم النساء وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، حيث تشكّل هذه المجموعة منصة مهمة للنساء لعرض منتجاتهن، تبادل خبراتهن، والانفتاح على الأسواق المحلية، بما يمنحهن فرصة حقيقية لتعزيز استقلاليتهن المالية.

من خلال مجموعة "المشاريع الصغيرة"، تصبح النساء جزءاً فاعلاً في مسار التغيير الاجتماعي، حيث يرسّخن دورهن في المجتمع ويحوّلن الأفكار الصغيرة إلى مشاريع ملموسة، كما تساهم المجموعة في إظهار قوة المبادرات النسائية في تحويل التحديات اليومية إلى فرص للنمو والإبداع، وبناء مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً.

 

إبداع جماعي ودعم إنساني رغم التحديات

تحدثت عضوات مجموعة المشاريع الصغيرة عن مشاريعهن وأنشطتهن وتجاربهن، حيث قالت نادية بوزو "أنا طالبة في كلية الحقوق، وأعمل مع جمعية السفراء إلى جانب أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، مجموعة المشاريع الصغيرة تأسست بمشاركة 120 امرأة، وكثير من النساء من خلال هذا العمل يقدمن الدعم لأنفسهن ولأسرهن".

وأشارت إلى أن الحرف اليدوية، رغم ما تحمله من متعة وإبداع، تواجه تحديات كبيرة "الصعوبات تكمن في ضعف جودة المواد الأولية وارتفاع أسعارها، في حين أن مبيعات المنتجات محدودة، كثير من النساء بحاجة إلى دعم في هذا المجال، وإذا قامت عدد من المؤسسات بتوفير ما يلزم لهن فسيكون ذلك خطوة إيجابية، من الضروري أيضاً وجود مركز دائم تُعرض فيه هذه الأعمال بشكل مستمر".

وأوضحت نادية بوزو أن مجموعة المشاريع الصغيرة تأسست عام 2022 وما زالت مستمرة حتى اليوم "مضى ما يقارب أربع سنوات على انطلاق المجموعة، نقدم من خلالها الدعم لدار الرحمة عبر توفير الملابس وبعض الاحتياجات الأساسية، ونزور الأطفال المصابين بمرض السرطان، كما شاركنا في المعرض الذي نظمه الهلال الأحمر الكردي لصالح أطفال التلاسيميا، ونقدّم المساعدة أيضاً للأطفال الأيتام".

وبيّنت أن كل مجموعة من النساء في المجموعة تتولى عملاً محدداً "كان هدفنا من تأسيسها إشراك النساء اللواتي يعملن في منازلهن ليصبحن جزءاً منه، وبما أن منتجاتهن لم تكن تُعرض أو تُعرف، سعينا من خلال هذه المجموعة إلى تقديم أعمالهن اليدوية للناس"، موضحةً "في الفترة الأخيرة انضمت أيضاً عدد من الشابات وبدأن العمل معنا، داخل هذا الفريق، لكل امرأة دورها الخاص، فهناك من تصنع الخرسانة، وأخريات يحضّرن الشوكولا، أو يزرعن الفطر، أو يعملن في إنتاج الألبان والسيراميك، فيما تقوم بعضهن بخياطة الحقائب وإعادة استخدام الصناديق الفارغة، إلى جانب العديد من المنتجات اليدوية الأخرى".

 

من التعليم إلى الإبداع

ضمن مجموعة المشاريع الصغيرة استطاعت النساء تحويل مواهبهن وهواياتهن إلى مصدر إنتاج وإبداع، بدورها، ذكرت سميرة شاويش أنها عملت سابقاً مدرّسة، لكنها بعد ترك التدريس اتجهت إلى صناعة المنتجات اليدوية، موضحةً أنها منذ طفولتها وحتى اليوم تجد شغفها في هذا المجال "كنت في الماضي أبدع في صناعة السيراميك واللوحات الفنية أيضاً".

وعن كون هذا العمل يعكس البعد الإنساني والاجتماعي للمجموعة، قالت سميرة شاويش أن هناك أيضاً مجموعة المبادرات الخيرية "هدفنا الأساسي من تأسيس هذه المجموعة هو تمكين النساء ودعم تطورهن، نساعد العديد من النساء ليتمكنّ من تلبية احتياجاتهن، والمنتجات التي تصنعها النساء في هذه المجموعة تُعرض في أماكن مختلفة؛ بعضها يُباع في المحلات، لكن الجزء الأكبر يُعرض في المعارض".

وأوضحت "حتى الآن شاركنا في ثمانية معارض، كما أن لدينا مجموعة خاصة بالمبادرات الخيرية، حيث نقدم الدعم للأطفال الأيتام، والمصابين بالسرطان، ومرضى التلاسيميا، وقبل فترة قصيرة، أرسلنا مساعدات إلى مدينة حلب".