تربية المواشي والدواجن في القرى عمل يقع على كاهل المرأة

يعتمد الاقتصاد المحلي لسكان القرى على تربية المواشي والدواجن بشكل أساسي، ويقع الجهد الأكبر في هذا العمل على عاتق المرأة الريفية

سيبيلييا الإبراهيم 
منبج ـ .  
سعدة الجاسم (40) عاماً، وهي إحدى نساء قرية المستريح في ريف منبج بشمال وشرق سوريا، تنهض في كل صباح مبكراً كجميع نساء قريتها، بكل عزيمة ونشاط واقبال على العمل، لتتوجه إلى حظيرة الأبقار من أجل حلبها واطعامها تقول "أقوم بجميع أعمال المنزل، إضافة لعملي في تربية المواشي".
وتعود تربية المواشي بمردود مادي جيد بالنسبة لسكان القرى لكن الاهتمام بها يقع على عاتق النساء بشكل أساسي "الرجل لا يشارك بهذا العمل فقط يحضر العلف من السوق". 
وفي وقت انتشرت فيه المعامل والتقنيات الحديثة التي تقوم بتصنيع الحليب ومشتقاته، ما زالت تعمل العديد من النساء بالطريقة اليدوية "نقوم ببيع الحليب ومشتقاته ضمن المدينة، فنحن نصنع من الحليب الجبنة واللبنة وغيرها من المواد بشكل يدوي".   
تقول سعدة الجاسم أن سكان القرى لا يزالون يتمتعون بالروح الكومينالية ويتشاركون كل شيء مع بعضهم البعض "نقدم الحليب ومشتقاته خلال زياراتنا للأقارب في المدينة، وكذلك للعائلات التي لا تملك أبقاراً أو أغناماً".
لا تهدأ سعدة الجاسم خلال اليوم فما إن تنتهي من أعمال المنزل في الصباح ثم الاعتناء بالحيوانات حتى تعود مرة أخرى للحظيرة من أجل حلب الأبقار "أحلب البقرة مرتين في اليوم الأولى صباحاً والثانية مساءاً، وفي حال تأخرت عنها تبدأ بالخوار معلنة عن حاجتها لاستخراج الحليب منها".
وإلى جانب تربية الأبقار تربي سعدة الجاسم عدد من الطيور كـ "الإوز، البط، الدجاج"، تقول "أحب تربية الطيور والدواجن، فنحن نحصل منها على البيض، الذي نقوم ببيعه في بعض الأحيان، ولكنني الوحيدة التي أربي طيور الإوز والبط في القرية تقريباً". 
أما فاطمة الغانم (23) عاماً، وهي من نفس القرية فتربي الأغنام من أجل أن توفر لها ولأسرتها مصدر دخل، ففي حين تعمل العديد من الأسر بتجارة المواشي تكتفي عائلتها بالاستفادة من حليبها وصوفها "إن تربية الاغنام عمل أكثر مشقة من تربية الأبقار، فالأغنام بحاجة للرعي خارج الحظيرة، إلى جانب أنها بحاجة للأعلاف".
المرأة الريفية منتجة لا تكف عن العمل من طلوع أول خيوط الفجر حتى ينام الجميع ومع أنها ليست مستقلة اقتصادياً، ومن أكثر المتضررين من الفقر إلا أنها ما تزال متمسكة بهذا التقليد وتساهم في اقتصاد المجتمع.