تعملنَّ في حياكة قصب الزل من أجل تأمين قوت عائلاتهنَّ

تعتبر مهنة حياكة قصب الزل مصدر رزق للعديد من الأسر في بلدة هجين، توارثتها النساء من أمهاتهنَّ وجداتهنَّ منذ عشرات السنين

زينب خليف                       
دير الزور ـ
تعمل عدد من نساء بلدة هجين بدير الزور في شمال وشرق سوريا في حياكة قصب الزل أو الزل كما هو معروف في المنطقة لاستخدامه في عدة مجالات. 
تحول النساء قصب الزل إلى أدوات تراثية وأشكال منوعة من السلال، كذلك تستخدم في أسقف الحظائر والمعرشات المنزلية في بعض مناطق الريف، لكي ترفع الطين عن الأعمدة. 
 
 
مريم الحمود (45) عاماً من أهالي بلدة هجين قالت "أعمل في هذه المهنة منذ 15عاماً"، وتعلمتها من جدتها وهي الآن تعمل جاهدة لتأمين معيشة عائلتها عن طريق هذا العمل.
تشير مريم الحمود إلى أنها تجمع النبتة من على ضفاف نهر الفرات والأودية القريبة منه "أعبر بالسفينة مع العاملات إلى الضفة التي يوجد فيها الزل، ونقطع كميات كبيرة منه". مضيفةً "نصنع منها حزماً متوسطة وننقلها عبر سيارة وفي المنزل نقشرها وننظفها وبعد أن تجف نبيعها".
وتؤكد على أن قصب الزل قليل هذه السنة بسبب قلة المياه "قصب الزل الموجود هذا العام ليس من النوع الجيد".
تجلس مع أطفالها في فسحة المنزل، وتبدأ بتنظيفه "نزيل الطبقة الخارجية، وننصب عمودين تفصل بينمها مسافة مترين ونصف تقريباً، ونبدأ بالحياكة على العمودين"، وتضيف "نلف الخيوط على حجر حيث يكون الحجر موجود من كلا الجانبين وبشكل متقابل على الأعمدة، ومن ثم نقوم بتعليقها على البراميل"، وهكذا تستمر بالحياكة بطريقتها هذه حتى تنتهي من عملها بشكل كامل.
تحيك مريم الحمود في اليوم الواحد ما يقارب الـ 6 أمتار، تقول "يوجد لقصب الزل نوعين أحدهما يسمى صمان وهو متوفر فقط في فصل الشتاء ويكون من الداخل معبئ وغير قابل للكسر أما النوع الثاني فيكون فارغ من الداخل وخفيف جداً".
لا يخلو العمل في تقطيع قصب الزل من الصعوبة خاصة أنه في المياه غالباً "نواجه صعوبة أثناء النزول إلى النهر، فنتعرض للجروح في اليدين، كما أن مردوده المادي قليل جداً". 
تأمل مريم الحمود أن تتوفر فرص عمل لهنَّ، وأن يطورن من مهاراتهنَّ لتصبح لديهنَّ القدرة على العمل في مهنَّ أكثر ربحاً وأقل تعباً "أود تعلم القراءة فنحن العاملات في جمع قصب الزل جميعنا أميات لا نعرف القراءة والكتابة".
 
 
حسنة العلي (50) عاماً تعمل أيضاً في جمع قصب الزل تقول إنها اتجهت لهذا العمل بسبب الظروف المعيشية الصعبة "لقصب الزل استخدامات عديدة هنا في الريف فيوضع كمظلة للسيارات، والمنازل كذلك يوضع على أطراف المنزل بدلاً من الجدران". 
تعلمت حسنة العلي حياكة الزل من جداتها وهي تعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات "أواجه صعوبة في جلبه للمنزل ولا يوجد غيري أنا وابنتي وزوجي ولا أحد يساعدنا"، وتضيف "مجبرين على العمل بهذه المهنة فهي لا تحتاج لرأس مال، وتكاليفها قليلة مقارنة بغيرها من المهن. ندفع فقط أجرة السيارة التي تقله إلى المنزل".