صانعات الحلوى في المغرب أسسن مشاريع ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي

بفضل التعاونيات التي تأسست خلال السنوات الأخيرة في المغرب، باتت شريحة واسعة من النساء تحصلن على فرص عمل بالقرب من بيوتهن

حنان حارت

المغرب ـ بفضل التعاونيات التي تأسست خلال السنوات الأخيرة في المغرب، باتت شريحة واسعة من النساء تحصلن على فرص عمل بالقرب من بيوتهن، ويتمتعن بدخل مالي جيد؛ وهو ما يساعدهن على توفير حاجياتهن وإعالة أسرهن.

ربيعة عزمي التي تقطن بمدينة آسفي، امرأة عشقت صنع الحلويات والطبخ التقليدي المحلي، فسعت إلى تأسيس تعاونية "مائدة مسفيوية" (نسبة إلى مدينة آسفي)؛ لتصبح وسيلة لتحسين دخل النساء بالمنطقة، مع التركيز على تأطيرهن وتوعيتهن وتعليمهن أصول المهنة "تأسيس التعاونية كان سنة 2017 بهدف تنظيم عمل النساء في مجال صنع الحلويات التقليدية والعصرية والطبخ، وكيفية التسويق، إلى جانب الانخراط في الاقتصاد الاجتماعي التضامني".

وأوضحت أن "هناك مجموعة من الحرفيات في المنطقة، كل واحدة تعمل لوحدها، وكنا على يقين أن العمل الفردي لا يوصل صاحبه إلى المبتغى خاصةً في مجال الطبخ والحلويات، لهذا قررنا التنسيق فيما بيننا والاجتماع في إطار تعاونية متخصصة في صناعة الحلويات والخبازة والطبخ".

وتوفر التعاونية 5 فرص عمل، حيث تتقن غالبية العضوات صناعة الحلويات المغربية التقليدية والعصرية، مثل "الكعك المسفيوي"؛ الذي تشتهر به المنطقة، إضافةً لـ "كعب الغزال"، و"ماكرون" وغيرها من الأصناف المغربية، "تستفيد من التعاونية الآن خمس نساء، وعندما تكون هناك طلبيات كثيرة نلجأ إلى استقطاب نساء أخريات، فيحصلن على أجورهن فور إنهاء الطلبية".

وأكدت ربيعة عزمي رئيسة التعاونية، أنها فتحت للعديد من النساء والفتيات آفاقاً واعدة، إيماناً منها بالدور الأساسي الذي تلعبه المرأة في التنمية المستدامة، مضيفةً أن الهدف هو العمل بشكل قانوني والعمل على توسعة المشروع حالما تتوفر الإمكانيات المادية "أحمل في جعبتي طموحات وأحلام كبيرة أتمنى أن تتحقق في المستقبل، أرغب في إنشاء مركز لتكوين النساء من مختلف الفئات خاصة العازبات والأرامل في مجال صنع الحلويات من أجل أن يكتسبن مهنة، ويتمكن من ولوج سوق العمل بهدف إعالة أنفسهن وأبنائهن"، مشيرةً إلى أن ذلك سيمكن من تحقيق مداخيل مستدامة لصالح المستفيدات.

وبينت أن "التعاونية وضعت استراتيجية ترتكز على مقاربة مندمجة، بحيث تسعى إلى فتح محل لبيع المنتوجات التي تنتجها النساء بشكل يومي لزيادة موارد التعاونية، وضمان مداخيل ثابتة لهن، بدل الاقتصار على طلبيات الزبائن، والعمل بشكل موسمي".

عملت ربيعة عزمي بجهد مضاعف لإيجاد حل لإشكالية التسويق، حيث حرصت على المشاركة في مختلف المعارض التي تنظم في المملكة، والمشاركة في مسابقات محلية، وهو ما جعل التعاونية تحظى بقبول لدى الناس، وتمكنت رغم سنواتها القليلة من الوصول لمختلف المدن المغربية، وأيضاً للمغاربة القاطنين في الخارج الذين يقبلون على شراء الحلويات التي تنتجها نساء التعاونية، "نعمل ليكون المنتوج ذي جودة عالية، ومسايرة كل جديد يلحق بصناعة الحلويات، حتى تتمكن التعاونية من حجز مكانها، لقد باتت الجمعية معروفة لدى الزبائن في مدينة آسفي، كما تجاوز صيتها باقي المدن المغربية وخارج المملكة".

وأوردت المتحدثة أنه بعد الحجر الصحي، وبعدما سمحت السلطات باستئناف عمل التعاونيات في المغرب، بدأت تجتهد وتعمل على تطوير صناعة الحلويات والخبازة، لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن، لاسترجاع دينامية إنتاج التعاونية، الذي توقف تزامنا مع انتشار وباء كورونا، وما نتج عن ذلك من آثار سلبية، بسبب غياب المعارض التي تعد السبيل الأساسي للتعريف بالتعاونية ومنتجاتها.

يشار إلى أن التعاونيات في المغرب تشكل أحد أعمدة الاقتصاد التضامني، وأداة لخلق فرص الشغل وإدماج المرأة في سوق العمل، حيث عرف عددها ارتفاعا منذ سنة 2000، حيث بلغ عدد التعاونيات النسائية 6232 تعاونية نسائية، وتضم 62821 منخرطة.