في الزراعة الشتوية النساء يحققن الاكتفاء الذاتي

تقوم نساء ريف دير الزور الشرقي بزراعة الخضروات الشتوية، إذا تمتاز القرى هناك بالتربة الخصبة الملائمة لمختلف المزروعات إضافة للطقس المناسب

زينب خليف   
دير الزور ـ .   
تعد الزراعة من أهم المقومات التي تعمل بها المرأة، نتيجة ارتباطها بالأرض وتشبثها بها منذ الأزل، وتوفر لها احتياجاتها الأساسية في المنزل، وتعمل بها نظراً لأهميتها في تامين الحاجات الأساسية من الغذاء من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي للأسرة بالإضافة إلى المردود الناتج عنها.  
 
      
 
ويحتاج عمل المرأة الريفية بالزراعة إلى جهد كبير من أجل الوصول لمحاصيل وفيرة، تقول المزارعة فايزة السعيد (40) عاماً وهي من أهالي بلدة هجين عن زراعة الخضروات الشتوية أنها تبدأ منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام ويستمر الانتاج إلى نهاية فصل الشتاء.   
وتضيف "هذه الأرض تؤمن احتياجاتي الأساسية من الخضروات والمونة الشتوية، ومردودنا الاقتصادي ناتج من المحاصيل، ومن مختلف الخضروات التي نزرعها للشتاء". 
الزراعة كما قالت فايزة السعيد ليست لتحقيق الاكتفاء الذاتي فقط بل إنها مشروع اقتصادي يوفر لها دخلاً جيداً "نبدأ بجني الخضروات الشتوية وتسويقها، وهذا ما أدى لتحقيق الاكتفاء الذاتي دون الحاجة لجلب الخضروات من خارج البلدة". وأضافت "نأخذ الخضروات إلى السوق لتعويض المادة التي تنقصنا في المنزل كتبادل السلع".
وتحتاج الخضروات الشتوية إلى المبيدات الحشرية مع تقديم الدعم من الأسمدة والسقاية أسبوعياً "الأرض بالنسبة لنا نحن النساء بيتنا الثاني، نقضي فيها معظم وقتنا، ونستمر بالعمل رغم الصعوبات التي نواجهها دون كلل أو ملل".
وتضيف عن العمل "نستيقظ باكراً ويكون الجو بارداً جداً، وبعد الاهتمام بأعمال المنزل وتلبية احتياجات الأطفال نذهب إلى الحقل، وننظف النباتات من الحشائش الضارة ونحرث الأرض ونرش السماد ونسقيها". وأضافت "نواجه صعوبة أثناء العمل لكن في نفس الوقت ننسى التعب عندما نشاهد المحصول ينمو. لا يمكن وصف سعادتنا عندما تبدأ النباتات بالنمو". 
تواجههم صعوبات في تأمين السماد والبذار كما تقول لكنهم مستمرون في عملهم لأنه المورد الأساسي الذي يعيلون به أسرهم "الزراعة في دير الزور هي المورد الأساسي لذلك نحن مستمرون بها رغم الصعوبات فأحياناً لا تتوفر الأسمدة أو المياه". 
وبعد زراعة الخضراوات الشتوية بحوالي الشهرين تقريباً يبدؤون بزراعة محصولي القمح والشعير "نشارك في الزراعة لأن العمل يعتمد علينا، ونتعاون نحن النساء في القرية".  
 
 
المزارعة صبحة الحمد تبدأ يومها بالعمل في الأرض "نشتري البذار من السوق أو نقوم بتخزينها من الأرض، وبعد أن نحرث الأرض وننظفها من بقايا الحشائش نزرع فيها أنواعاً مختلفة من الخضروات الشتوية ومن ثم نسقيها وتحتاج من 4 لـ 5 مرات من المياه". 
وتبين أن الزراعة لهذه السنة تأثرت بسبب قطع تركيا لمياه نهر الفرات "قطع مياه نهر الفرات أثر على المزروعات فلجئنا إلى حفر الآبار لسقاية الحقل. لكن يفضل سقاية الخضراوات بالمياه الصالحة للشرب فمياه البئر مالحة وتؤثر على المنتوج".   
 
 
أما الرئاسة المشتركة لاتحاد الفلاحين في الخط الشرقي لدير الزور رقية الحسين فتبين أنهم يعملون على تقديم الدعم للمرأة العاملة والفلاحة والمربية قدر المستطاع، وتقديم دعم لها من بذار وأسمدة ومازوت، "كانت لدينا خطوة جديدة وهي إنشاء جمعيات فلاحية من أجل دعم المرأة الفلاحة، ونطالب بتقديم الدعم للمرأة قدر المستطاع ونحن بدورنا نقدم الدعم قدر المستطاع".