"أيادي ماهرة" مساحة آمنة وعملية للانطلاق نحو الاستقلال والتمكين
تمثل مبادرة "أيادي ماهرة" طوق نجاة للنساء اللاتي ترغبن بتحقيق الاستقلال المادي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

منى توكا
ليبيا ـ تصدّرت الإعلامية منية بن أحمد بمبادرتها "أيادي ماهرة" المشهد كمناصرة حقيقية لتمكين النساء ودعم مشروعاتهن الصغيرة بطريقة مهنية ومجانية.
في مجتمع تتعاظم فيه التحديات الاقتصادية وتزداد فيه الحاجة للاستقلال المادي، تبرز مبادرات نسائية تصنع الفرق وتفتح الأبواب أمام النساء لتحقيق ذواتهن بعيداً عن التبعية، الإعلامية منية بن أحمد واحدة من النساء اللواتي وضعن أيديهن على الجرح، فاختارت أن تكون الصوت والدعم لكل امرأة تمتلك حرفة أو فكرة، ومن خلال مبادرتها "أيادي ماهرة"، تصدّرت منية المشهد كمناصرة لتمكين النساء ودعم مشروعاتهن الصغيرة بطريقة مهنية ومجانية.
وحول ذلك قالت الإعلامية منية بن أحمد إن مبادرتها "أيادي ماهرة" انطلقت من قناعة شخصية بأن كل امرأة تملك مهارة، يمكنها أن تحوّلها إلى مشروع ناجح، حتى وإن بدأت من بيتها وبإمكانات بسيطة "لاحظت أن أغلب النساء المشاركات في المبادرة بدأن أعمالهن من داخل المنزل، إلا أن بعضهن احتجن إلى فتح مركز أو محل تجاري لتوسيع نشاطهن، الجميل في هذه القصص أن بدايتها كانت دائماً صغيرة، لكنها مبنية على الإصرار والرغبة في تحقيق الاستقلال المادي".
التحديات في طريق النساء
وأوضحت أن "بعض النساء تواجهن صعوبات كبيرة عند تسجيل مشاريعهن أو محاولة عرضها، مثل الابتزاز، أو طلب مبالغ مالية خيالية مقابل التسويق، أو الوعود الكاذبة، لذلك حرصت أن تكون مبادرتي مجانية بالكامل، لتكون بوابة حقيقية وآمنة لدعم النساء دون استغلال".
وترى أن المشاريع الصغرى تمثل طوق نجاة للنساء، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية "الاستقلال المادي للمرأة ليس للرفاهية، بل ضرورة يوفر لها مصدر دخل، ثقة بالنفس، وقدرة على اتخاذ القرار بعيداً عن التبعية".
قصص ملهمة
من القصص التي أثرت في منية بن أحمد بشكل كبير، قصة امرأة بدأت مشروعها بوجبات شعبية على بَسطة صغيرة لا تتجاوز قيمتها 100 دينار، لتتحول لاحقًا إلى مشروع مستقر يعود عليها بدخل جيد، كما أشادت بتجربة امرأة من طرابلس اقتحمت مجال صياغة المجوهرات، وتعلمت المهنة في قلب المدينة القديمة وسط ورش أغلبها يديرها رجال، لكنها وجدت الدعم والتشجيع حتى خصصوا لها ركناً خاصاً في الورشة.
تقول "هذه النماذج تبرهن أن الإرادة تصنع المستحيل، وكل قصة منهم كانت رسالة أمل لكل فتاة أو امرأة تفكر أن تبدأ خطوة بسيطة".
وأكدت أنها لا تركز فقط على الجنوب الليبي، بل تتلقى طلبات من نساء في طرابلس، بنغازي، والمنطقة الوسطى "أنا مستمرة في دعم المشاريع النسوية في كل ربوع ليبيا، الحلم لا يتجزأ، ونجاح أي امرأة هو نجاح لنا جميعاً".
أحلام كبيرة تبدأ من البيت
واختتمت الإعلامية منية بن أحمد حديثها بالقول أن "أكثر ما يسعدني هو رؤية امرأة تبدأ مشروعاً منزلياً بسيطاً، وتحلم بفتح مقهى أو مركز كبير خاص بالنساء، ونحن هنا لنقول لهن: نحن معكن، سنداً، صوتاً، ومنصة للإعلان المجاني والدعم".
في زمن تعاني فيه الكثير من النساء من التهميش أو غياب الدعم، تشكّل مبادرة "أيادي ماهرة" مساحة آمنة وعملية للانطلاق نحو الاستقلال والتمكين، ما تقوم به منية بن أحمد ليس مجرد دعم إعلامي، بل هو استثمار حقيقي في قدرات النساء، وإيمان راسخ بأن التغيير يبدأ بخطوة، وأن كل يد ماهرة تستحق أن تُرى، وتُحتَرم، وتُدعم.