"السيدات القياديات" تعمل على تعزيز مشاركة المرأة في المجال الاقتصادي

أكدت رئيسة جمعية "السيدات القياديات" مديحة رسلان على ضرورة أن تثق المرأة بقدرتها على إحداث التغيير، مشيرةً إلى أنهم تأخروا في رفع صوت المرأة عالياً في لبنان

بهدف تعزيز ثقة المرأة بنفسها، ودمجها في المجال الاقتصادي، أسست مديحة رسلان جمعية "السيدات القياديات" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعدما كانت الجمعية تزاول عملها تحت مسمى "المجلس اللبناني للسيدات القياديات" الذي تم تأسيسه عام 2018.
 
كارولين بزي
بيروت ـ ، لذا يعملون جاهداً على تعزيز مشاركتها في المجال الاقتصادي.
 
"سجلنا الجمعية لتحصل على شخصية قانونية واستقلالية مالية"
عن أهداف الجمعية ونشاطاتها ومشاريعها المستقبلية تتحدث رئيسة جمعية "السيدات القياديات" مديحة رسلان لوكالتنا وتقول "قمنا بتسجيل الجمعية التي أطلقنا عليها اسم "السيدات القياديات" لأننا نريد أن نعزز ثقة المرأة بنفسها بأنها قيادية، فعندما تثق المرأة بنفسها وعندما تطرح نفسها بالمكان المناسب بالتأكيد الجميع سيقتنع بها، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بدعم من اتحاد غرف التجارة والصناعة"، وتلفت إلى أن الهدف من تسجيل الجمعية كان لتحصل على شخصية قانونية واستقلالية مالية.
وأضافت "تهدف الجمعية إلى دمج المرأة اللبنانية لاتخاذ القرارات الاقتصادية خاصةً ضمن الهيئات الاقتصادية، تحسين مكانتها وصورتها، تشجعيها على الدخول إلى مجالس الإدارات في المؤسسات والهيئات الاقتصادية، الدخول إلى القطاعين العام والخاص وإيصال صوتها ومطالبها... بالنهاية نحن النساء نشكّل نصف المجتمع ونصف الاقتصاد ونريد أن نوصل صوتنا على الرغم من أننا تأخرنا في لبنان لرفع صوت المرأة عالياً، ولكننا نتمنى في ظل التغيرات الحاصلة أن تأخذ المرأة حقها، وتكون في المكان الذي يجب أن تكون فيه".
وبعكس ما يُشاع، تؤكد مديحة رسلان أن المرأة ليست بعيدة عن الاقتصاد والسياسة بل هي جزء من هذا النسيج وهي ممثلة بكافة القطاعات الإنتاجية ولكن الضعف هو في غيابها عن المراكز القيادية، "إذا أجرينا إحصاءات نجد أن المرأة موجودة في قطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة والقطاع المصرفي، كما أنها موجود بقوة في القطاع السياحي وزاد حضورها أكثر في الآونة الأخيرة"، لافتةً إلى أن الجمعية تعمل على إبراز وجود المرأة ودمجها بمراكز القرار.
 
"هذه أبرز نشاطات السيدات القياديات"
وعن نشاطات الجمعية تقول "نظمت الجمعية منذ تأسيسها العديد من ورشات العمل، ورش تدريبية تعرّف المرأة على كيفية إدارة الشأن العام، وكيف يتم إعداد الموازنات في الدولة، وأعتقد أننا حققنا تقدماً ملموساً في هذا الإطار مع أعضاء الجمعية على الأقل، وقمنا بالتشبيك مع كل الوزارات والإدارات وأوصلنا ملاحظاتنا، ونشارك بقرارات معينة في ظل الأزمات، مثل الأزمة التي نعيشها ولاسيما الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع دول الخليج والتي أثرت بطريقة مباشرة على الصادرات اللبنانية والتي تعتبر المرأة جزءاً منها". 
 
"المرأة تتحمل مسؤولية الترشح والتصويت"
تعوّل مديحة رسلان على مشاركة المرأة في الانتخابات النيابية المقبلة من حيث الترشح والتصويت، وتقول "نأمل في الانتخابات النيابية المقبلة أن نلمس تغييراً فهناك مسؤولية على عاتق كلاً من المرأة والرجل، وأن تترشح المرأة وتتحلى بالثقة بالنفس وتثق بأنها قادرة على إحداث التغيير ولاسيما بعد التغييرات الجذرية التي حصلت والتي لم تتبلور بعد في المؤسسات ولكن هذا التغيير حدث في ذهنية الناس، وهذا هو المطلوب ونتمنى أن يتم ترجمة هذا الأمر في الانتخابات النيابية وأن يزيد عدد النساء في المجلس النيابي ولاسيما بعد عدم إقرار الكوتا النسائية، وبالتالي هناك مسؤولية على المرأة قبل الرجل هو أن تترشح أولاً ثم أن تصوّت للمرأة".
وتلفت إلى أنها عندما أسست الجمعية لمست ضعفاً في وجود رائدات الأعمال، وتوضح "هناك أقل من نسبة 5% من الشركات في لبنان تملكها نساء وهو رقم ضعيف جداً، وهذا ما نعمل عليه في الجمعية، إذ نركز على تشجيع المرأة لأن تصبح مستثمرة، يجب أن تستثمر وتنشئ شركات جديدة، هي قادرة وتملك كل شيء ولكن تنقصها المبادرة". 
أما عن الفئات المستهدفة من قبل الجمعية، تقول "أعضاء الجمعية ثلاث فئات وهن رائدات الأعمال، أصحاب المهن الحرة مثل المحاميات، المهندسات والصيادلة... والفئة الثالثة هي النساء الموجودات في مراكز النفوذ في المؤسسات الكبيرة"، وتعتبر أن "ما يجمع الفئات الثلاث أنهن جميعاً بحاجة إلى إيجاد فرص استثمارية جديدة، هذه الفئات الثلاث تجمعهن مصلحة إنشاء شركات جديدة". 
 
"المرأة والشباب قادة اليوم"
تعتبر مديحة رسلان أن المرأة هي المستثمرة الأولى بجيل الشباب، وتقول "في العام 2019 قمنا بشراكة مع Change Makers، وكذلك نظمنا مؤتمر Change Maker Festival قبل ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر بأيام، حمل المؤتمر عنوان "المرأة والشباب قادة اليوم"، لأننا نعتبر أن المرأة عندما تصبح مستثمرة فهي ستستثمر بجيل الشباب لأنها صاحبة الرؤية وتملك الخبرة، وتستطيع أن توجه الشباب اللبناني وتخلق لهم فرص عمل جديدة، عن طريق شركات تنشئها، لذلك قمنا بدعوة المرأة اللبنانية لأن تصبح المستثمرة الأولى بالشباب".
 
"هكذا وُلد Jazzmin"
وعن أولى مشاريعها التي تحولت من فكرة إلى مشروع فريد من نوعه، تقول "منذ فترة طويلة كانت لدي فكرة مشروع Jazzmin، ثم لمست حاجة ضمن جمعية السيدات القياديات، بأن المرأة اللبنانية ورائدة الأعمال بحاجة لأن يكون لديها منصة تستطيع من خلالها التسويق لمنتجاتها وتصدريها، وهكذا وُلد "جازمين" وهو متجر شامل"، وتضيف "بعد انفجار مرفأ بيروت، تعرض عدد كبير من أعضاء مجلسنا للأذى، إذ أن أغلبهم يعملون بالفن والبيع بالتجزئة، وتعرضت كل مكاتبهم ومحلاتهم لأضرار جسيمة. عندها قمنا بجمع تبرعات لنساعدهم على ترميم مكاتبهم ومحلاتهم وفي الوقت نفسه وجدت فرصة أن نؤسس هذه الشركة".
وتتابع "بالفعل قمت بدعوة أعضاء مجلس الإدارة وأطلعتهن على فكرة المشروع، ولم يكن الهدف منه جمع المال، بل كتابة قصة نجاح جديدة بالعمل الجماعي، ولذلك شعار "جازمين" هو Yes For We "نعم لنا جميعاً"، بعد انتشار وباء كورونا تغير الاقتصاد العالمي، وطريقة العمل تغيرت، وبالتالي يجب أن يكون هناك شراكات جديدة، حتى لو كان هناك منافسة، فالمنافسة الإيجابية تحفز الابتكار، وقد أبدى أعضاء الجمعية إعجابهم بفكرة المشروع، واستثمرنا بوقت صعب جداً، وأنشأنا شركة قابضة تحمل اسم United Business Woman، ولدينا العديد من المشاريع التي ننفذها تحت مظلة هذه الشركة. أول مشروع هو Jazzmin وقمنا بافتتاحه في متجر ABC في الأشرفية، وأطلقناه مع المنصة الإلكترونية وهي jazzmin.co. في المرحلة الثالثة نعمل على افتتاح هذا المشروع في السوق الحرة في المطارات، والمرحلة الرابعة هي الخروج بهذا المشروع كامتياز إلى خارج لبنان". 
وأوضحت أن المشروع عبارة عن بيع بالتجزئة، وأن المستثمرات واللواتي يعملن فيه جميعهن نساء "هو المشروع الأول من نوعه في العالم، ونحن نفتخر أن يخرج من لبنان هذا النوع من الأفكار. نبيع في جازمين كل المنتجات التي نجح اللبنانيون في تصديرها، كل شيء يشكّل قيمة مضافة موجود لدينا".
وتعبّر مديحة رسلان عن سعادتها بنجاح المشروع على الرغم من كل الأزمات التي يمر بها لبنان، وتلفت إلى مدى إعجاب الناس بهذا المشروع الفريد من نوعه. وتتابع "نقوم بجذب حواس كل الأشخاص الذين يدخلون، بدءاً من رائحة العطور الموجودة في المكان والموسيقى التي تعكس أسلوب حياة اللبنانيين... لا يستهدف جازمين المرأة اللبنانية فحسب، بل كل النساء في العالم العربي والعالم. نهدف لأن تصبح المنصة الإلكترونية كتطبيق أمازون ولكن خاص بالمرأة ونأمل أن تنضم إلينا كل رائدات الأعمال اللواتي يبتكرن أو اللواتي يرغبن بتسويق منتجاتهن".
 
شاركت الجمعية في إكسبو دبي بـ "أنا لبنانية عربية"
وفي آخر النشاطات التي حضرت لها الجمعية هي مشاركتها في إكسبو دبي 2020 بعنوان "أنا لبنانية عربية" الذي انطلق في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، "يهمنا أن نشّبك الاقتصاد اللبناني مع الاقتصاد العربي عبر رائدات الأعمال، هناك فرص استثمارية كبيرة جداً يمكن أن نخلقها معاً، هناك جسور يمكن أن نبنيها معاً والأهم من ذلك أن المرأة بطبعها داعية سلام، وهذا ما نرغب بأن ننشره في العالم بعيداً عما يحصل في بلدنا، آن الأوان لأن نركز على السلام وعلى تطوير أعمالنا وأن نطوّر الأفكار ونبتكر ونحن قادرون على فعل ذلك".
وتضيف "ندعو كل المهتمين أن يكونوا معنا بالمؤتمر في 27 كانون الثاني/يناير المقبل في الجناح اللبناني بإكسبو دبي، وهو لقاء لتبادل وبناء صداقات جديدة، وأثق بأنه سيكون نقطة تحوّل للمرأة اللبنانية في المرحلة القادمة"، وتوضح "نركز في المؤتمر على ثلاثة أهداف أساسية وهي السياحة والضيافة خاصةً أن ظاهرة بيوت الضيافة في لبنان ازدادت في الآونة الأخيرة ونحن متحمسون لنقل هذه التجربة إلى الخارج خاصةً أن معظم بيوت الضيافة يقف خلفها نساء، بالإضافة إلى البيع بالتجزئة الذي تقدمت فيه المرأة ونجحت بالمنصات الإلكترونية".
وأشارت إلى أنهم يرغبون في نقل الخبرات إلى الخارج وتبادلها مع نساء أخريات، "بالتأكيد التبادل الثقافي مهم يجب ألا نستخف بها نظراً إلى مدى مساهمتها في الاقتصاد وزيادة الناتج المحلي إن كان في لبنان أو في الخارج، سيكون هناك منافسة للشركات الناشئة وسيتم الإعلان عن فوز إحدى هذه الشركات، كما سيتم تكريم النساء الرائدات".