الصقيع والرياح الباردة تسببت بإفشال الموسم الشتوي في الشهباء

تسببت الرياح القوية والصقيع الشديد خلال شهر آذار/مارس الفائت، على مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا، بتدمير البيوت البلاستيكية

روبارين بكر

الشهباء - تسببت الرياح القوية والصقيع الشديد خلال شهر آذار/مارس الفائت، على مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا، بتدمير البيوت البلاستيكية، وألحقت أضرار مادية كبيرة على محصول الأهالي، والمشاريع الزراعية التي أنشأتها الإدارة الذاتية لدعم النازحين.  

تأثرت دول شمال الشرق الأوسط في شتاء (2021 - 2022)، بكتلة هوائية قطبية باردة، غير اعتيادية لمثل هذا الوقت، وكان منخفض جوي عميق أدى لهطول الأمطار والثلوج في شهر آذار/مارس، الذي كان دائماً شهراً دافئ. ولم تكن مناطق شمال وشرق سوريا بمعزل عن هذا التأثير، فقد تسبب الصقيع بتفاقم معاناة مهجري عفرين في مقاطعة الشهباء.

وتسربت مياه الأمطار إلى المخيمات والمنازل الشبه مدمرة، كما دمرت الرياح القوية خيم للنازحين، وتضررت البيوت البلاستيكية، فمنها ما تدمر بفعل الهواء ومنها ما تلف نتيجة الصقيع.  

 

 

عضو هيئة الزراعة والاقتصاد في مقاطعة الشهباء آرشم رشيد أشارت إلى أن المقاطعة منطقة زراعية ويعتمد النازحين على الزراعة في حياتهم، لمواجهة ظروف النزوح والحصار الصعبة. مشيرةً إلى الدعم الذي قدمته الإدارة الذاتية في الشهباء للنازحين "من خلال المشاريع الزراعية أوجدت الإدارة الذاتية فرص للعمل لعدد كبير من النازحين".

وحول الخطط التي تم وضعها لعام (2021 - 2022)، بينت أنه "من المشاريع الزراعية زراعة 10 هكتار من البطاطا، إضافةً للثوم، والبصل، والنباتات العطرية كالكزبرة والكمون، وزراعة 100 هكتار من القمح والشعير". مشيرةً إلى الصعوبات التي يعاني منها النازحين جراء حصار النظام السوري، وهجمات الاحتلال التركي "نعاني من عدم توفر مادة المازوت والسماد، وهذا ما يؤثر على الزراعة والنازحين كثيراً". 

وأضافت "تأثرت المزروعات بالبرد الذي جاء في غير موسمه، فهطول الثلوج، والأمطار الغزيرة، والصقيع الشديد في آذار تسبب في الكثير من الأضرار بالبيوت البلاستكية والمشاتل الزراعية في مقاطعة الشهباء".

كما نوهت إلى أن هذه المشاتل كانت بوابة لإفادة الكثير من مهجري عفرين وأهالي الشهباء، "قدمت الإدارة الكثير من التكاليف في سبيل زراعتها والاهتمام بها، إلا أن الخسائر كانت كبيرة، لذلك نطالب الجهات المعنية، والمنظمات الإنسانية بتقديم يد العون لمهجري عفرين في الشهباء، ومساندتهم في ظل الظروف الصعبة والغلاء الكبير الذي تشهد سوريا".  

 

 

بدورها قالت ليلى داوود التي تعمل في إحدى المشاريع الزراعية التي افتتحتها هيئة الزراعة في الشهباء، أنهم يواجهون الكثير من الصعوبات جراء الحصار الخانق، وعدم توفر المواد الأساسية لنجاح المواسم الزراعية كمادة المازوت، والسماد والأدوية الزراعية.

كما أشارت إلى أن الصقيع الشديد والثلوج تسببا في إفشال مشروع زراعة المشاتل الزراعية، "جميع المزروعات في البيوت البلاستيكية تعرضت للجفاف ويبست، فالهواء العاصف شديد البرودة دمر هذه البيوت وما تحتها من خضروات".  

وفي ختام حديثها عبرت ليلى داود عن يأسها من الوضع الذي يعشونه، فمن جهة هجمات وحصار الاحتلال التركي ومرتزقته، ومن جهة أخرى حصار النظام السوري وفرضه للضرائب الباهظة على المواد الداخلة لمقاطعة الشهباء، لتأتي التقلبات المناخية فتزيد معاناتهم.