العنف الاقتصادي ضد المرأة في ظل غياب قوانين الحمائية

قد لا تتمكن المرأة من المشاركة الكاملة في سوق العمل أو اتخاذ قرارات مالية مستقلة بسبب العنف الاقتصادي الممارس ضدها، بالإضافة إلى أن زيادة المشاكل المالية التي تواجهها يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في تمكينها.

مريم محمودي

أورمية ـ يشير العنف الاقتصادي ضد المرأة إلى أي تمييز وانتهاك اقتصادي يفرض عليها، ويشمل الحالات التي تسبب قيوداً وانتهاكات لحقوق المرأة الاقتصادية، بمعنى آخر، يشمل العنف الاقتصادي أي عمل يحرم المرأة من الفرص والموارد الاقتصادية ولا يتيح لها الحضور والتقدم على قدم المساواة في مختلف المجالات.

قد يشمل العنف الاقتصادي الأجور غير المتساوية والتمييز في فرص العمل وعدم الوصول إلى الموارد المالية والحرمان من المشاركة في القرارات المالية للأسرة وانتهاك حق الميراث وقضايا مماثلة، ولا تشكك هذه التدابير في حقوق المرأة فحسب، بل تحد أيضاً من قوتها في المجتمع.

وتشمل الجهود المبذولة للتعامل مع العنف الاقتصادي ضد المرأة تعزيز المساواة بين الجنسين في المجالات الاقتصادية، وتغيير المواقف الثقافية والاجتماعية، وتعديل القوانين والسياسات لدعم الحقوق الاقتصادية للمرأة في الشؤون المالية.

وتحدثت الناشطة في مجال المساواة بين الجنسين سحر. م، عن العنف الاقتصادي ضد المرأة "العنف الاقتصادي موجود بكثرة في المجتمع، لكن معظم من يتعرضون لهذا الشكل من العنف لا يعرفون عنه سوى القليل. نعيش في مجتمع حيث المرأة لها حصة صغيرة في الاقتصاد والمقاعد السياسية والمناصب الرئيسية لا تخص المرأة. كما أنهم يتعرضون للاضطهاد بسبب جنسهم ولغتهم ومعتقداتهم. بالإضافة إلى التمييز المنهجي، يلتحق عدد أكبر من النساء بالجامعات، ولكن يتم اختيار النساء بشكل أقل للعمل، ولهذا السبب تتعرضن للتمييز الاقتصادي. وفي الميراث يقل نصيب المرأة حسب القانون، وحسب العرف فإن نصيب الأختين يساوي أخ واحد".

وعن ظروف عملها، قالت المعلمة أنيا. م "حصلت على درجة الماجستير في اللغة وفي المدرسة التي أعمل فيها، ولدي خبرة في التدريس، لكن الحصص التي يعطونها لي قليلة وأقضي ساعات طويلة خلال اليوم في الفصل براتب قليل، لكن يجب علي الاستمرار لأنني لا أستطيع العثور على وظيفة أخرى. قبل عام شاركت في امتحان التوظيف الحكومي وارتديت الشادور يوم المقابلة، ثم سُئلت عن حرية الحجاب فقلت أنا أؤمن بحرية المرأة، لذلك لم يتم قبولي. ليس لدي حتى فرصة في العمل الحكومي، ولهذا السبب أعمل في المدارس الخاصة".

وعن الوضع الاقتصادي للمرأة، قالت الصحفية مريم. ح أن "ظروف العمل في الإعلام صعبة على المرأة، وسائل الإعلام الوطنية تدفع رواتب قليلة جداً وكل وسيلة إعلام لها شروطها الخاصة أو أن معظم وسائل الإعلام والمطبوعات تعمل بشكل مستقل. كنت أعمل في إحدى الصحف، وقالوا إنه ليس لديهم ميزانية، لكنني رأيت أنهم كانوا يحصلون على إعلانات جيدة".

سارة. ب موظفة ومتزوجة، تحدثت عن وضعها الاقتصادي "أذهب للعمل وردية واحدة في اليوم وزوجي موظف أيضاً، كما أنني أقوم بالأعمال المنزلية لأنني أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، لكن زوجي لا يساعدني في الأعمال المنزلية لذلك أشعر بالتمييز".

شيدا. ق ربة منزل ولديها بنتان وولد، تقول "أعمل دائماً خلال موسمي الربيع والصيف وأقوم بالخياطة أيضاً، لكن راتبي كان زوجي يأخذه، رغم أنني قمت بأعمال كثيرة، إلا أنه يمنحونني أجوراً قليلة. فيما بعد اعتنيت بأطفالي وفي أغلب الأوقات أذهب إلى العمل الموسمي".