المرأة العاملة... أجر أقل مقابل المزيد من العمل

أكدت النساء العاملات في شرق كردستان أنهن لا تتلقين أجور مناسبة مقابل العمل الشاق الذي تعملن فيه، بالإضافة إلى الصعوبات والمضايقات التي تواجههن في بيئة العمل.

لارا جوهري

مهاباد ـ المناخ التقليدي والأبوي، والحرمان من التعليم، وقلة الوعي بحقوقهن، ونقص التأمين والرواتب غير الكافية لسد احتياجاتهن، وانعدام الأمان وساعات العمل الطويلة، من الصعوبات التي تواجهها العاملات في شرق كردستان.

تشكل المرأة الريفية، باعتبارها إحدى ضحايا النظام الاقتصادي والاجتماعي، نسبة كبيرة من العمال المضطهدين، وعلى الرغم من معاناة بعضهن الكثير من الأمراض، إلا أنهن تعملن في الحدائق والحقول الزراعية بأجور أقل مما يحصل عليه الرجال.  

وحول عملها وحياتها، قالت إحدى النساء العاملات في قرية درياز بمدينة مهاباد مینا. ش "تزوجت عندما كنت أبلغ من العمر 16 عاماً، وكنت أعيش في إحدى قرى بوكان، وبعد زواجي ذهبت إلى قرية درياز، لم يكن زواجي اختياري ولا أعلم كيف أصبحت زوجته. نعمل أنا وزوجي معاً في الحديقة التي منحنها إياها صاحبها منذ تسعة أشهر وسأعمل على الحياكة خلال الأشهر الثلاثة القادمة".

النساء المتعلمات والعاملات واللواتي تلعبن دوراً في اقتصاد الأسرة غالباً ما يتم استغلالهن اقتصادياً من قبل رجال العائلة وأرباب العمل، فتجبرن على العمل بأجور أقل، على عكس الرجال الذين يحصلون على أجور أكثر من أجورهن مقابل العمل ذاته. معظم العمال الموسميين هم من النساء اللواتي تتعرضن للتمييز وفي بعض الأحيان يأخذ الزوج أو رجال العائلة أجورهن.

وأضافت "في العام الماضي، كان أجرنا يصل إلى 300 ألف تومان في اليوم، لكن صاحب الحديقة لا يعطي جميع الأجور دفعة واحدة. على سبيل المثال، مضى ستة أشهر منذ أن كان من المفترض أن يدفع نصف المبلغ المتبقي من العام الماضي، لكنه دائماً ما يؤجل ذلك بالرغم من أنه حصد محصولاً جيداً العام الماضي، وكان زوجي يأخذ الأجور، كما أنني أصنع المخللات والمربى وأبيعها من أجل تأمين احتياجاتي الخاصة، وحتى الآن لم أحصل أبداً على أجوري من زوجي".

وعن حياة وعمل النساء في القرية، تقول إن جميع النساء في القرية تعملن خاصة في الأشهر الستة الأولى من العام وتجنين المحاصيل وتعتنين بالمنزل والأطفال، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل بناء المنازل وغيرها.

وأشارت إلى أن العمل أثر عليها بشكل سلبي "خضعت لعملية جراحية ثلاث مرات وفي المرة الأخيرة نتيجة مشاكل الرئة بقيت في المنزل لأيام طويلة حتى تعافيت"، لافتةً إلى أن النساء العاملات في القرية تعانين العديد من الأمراض خاصةً آلام الرأس والظهر، وعلى الرغم من مرضهن إلا أنهن تقمن بعملهن على أكمل وجه.

في المناطق الحضرية، يتم استغلال العاملات بطريقة مختلفة، ويعتبر أصحاب رواتب القطاع الخاص من أبرز العمال المضطهدين الذين جعلهم افتقارهم إلى وظائف أخرى يبقون في هذه الوظيفة.

ديلان مام قادري حاصلة على شهادة البكالوريوس في مجال الحاسوب وتعمل في مكتب بريد، وعن عملها تقول "أعمل في هذا المكتب منذ حوالي ستة أشهر ولست راضية عن راتبي على الإطلاق، ولكن لا بد لي من العمل هنا لأنني لا يمكنني العثور على وظيفة أخرى".

وأضافت "راتبي ثلاثة ملايين ونصف المليون، وبعد خصم مصاريف السفر والمواصلات، يتبقى لدي ما يقارب مليونين ونصف المليون، وهو مبلغ لا يكفي لشراء قطعة ملابس واحدة. كنت أعمل أربع ساعات في اليوم بمكتب محامٍ مقابل أجر مليونين تومان، وعندما طالبت بزيادة الأجر وافق بشرط تلبية كل ما يطلبه مني حتى وإن كان خارج العمل، لكنني لم أوافق على ذلك. في كثير من الأحيان عندما تعمل في مكان ما، يعتقد رب العمل أن كيانك كله يجب أن يعمل لديه".

تعاني مريم محمدي تبلغ من العمر 53 عاماً من مرض نفسي، وبعد انفصال شقيقها عن زوجته تولت مسؤولية ابن شقيقها. ولهذا كان يمنعها والدها من الزواج، والآن بعد أن تزوج ابن شقيقها تم تسجيل منزل والدها باسم ابن شقيقها وسمحوا لها بالعيش في إحدى الغرف.

ولم يكن لمريم محمدي نصيب في منزل أبيها فلجأت إلى جمع الكارتون وبيعه من أجل تأمين قوت يومها، وعن ذلك تقول "أستيقظ كل يوم في الصباح الباكر وأذهب لجمع ما يمكنني بيعه"، مضيفةً "عادةً ما أفصل القطع البلاستيكية عن الكرتونية ثم أبيعها ومن ثم أشتري بالمبلغ الذي أحصل عليها الطعام، ولا يكفيني لسد جميع احتياجاتي".

ترك زوج سنور قادري البالغة من العمر 40 عاماً المنزل دون أن يطلقها، فأصبحت تنظف منازل الناس من أجل الحصول على قوت يومها فهي تعمل بخمسين ألف تومان في الساعة، وحول ذلك تقول "هذا العمل صعب جداً كوني أعاني من آلام في الغضروف القطني والرقبة وليس لدي تأمين، ولكن من أجل إعالة نفسي وأسرتي، أذهب للعمل في منازل الناس".