المقاومة الاقتصادية للمرأة الأفغانية ضد طالبان
على الرغم من قمع طالبان، تمكنت النساء الأفغانيات من تحقيق اكتفاءهن الذاتي في المجال الاقتصادي، ودعمن بعضهن البعض من خلال الحرف اليدوية.

بهاران لهيب
هرات ـ لقد مرت ثلاث سنوات منذ سيطرة طالبان على أفغانستان، خلالها تعرضت النساء لأذى شديد عقلياً وجسدياً ومادياً على يد الحكام المناهضين للمرأة، ففي حال رفعت المرأة صوتها فإنها تواجه السجن والتعذيب والتحرش الجنسي والاغتصاب والرجم والجلد والقتل والشتائم والإذلال، كما تحاول طالبان دائماً إدخال وتنفيذ قوانين معادية للنساء لتقييد حريتهن.
رغم القمع الشديد الذي تتصف به طالبان، إلا أن الأفغانيات حاولن الاستفادة من كل فرصة ممكنة، وذلك بالتعاون مع بعضهن البعض والوقوف معاً في هذه الظروف الخانقة والنضال من أجل حريتهن، وفي الوضع الحالي، فإن القطاع الوحيد الذي يُسمح للنساء بالعمل فيه هو الحرف اليدوية والخياطة، ولهذا السبب، استغلت النساء هذه الفرصة وأنشأن ورش إنتاج، حتى لو كانت صغيرة، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي ومساعدة النساء الأخريات أيضاً.
ومن بين هؤلاء النساء خانم منتظري من ولاية دايكندي، التي تعيش في مدينة هرات منذ 15 عاماً، حيث قالت عن عملها "أعمل في قطاعات حرفية مختلفة منذ 13 عاماً، منها التطريز بالخرز والخياطة والتطريز بالخرز الزجاجي، وأغطية الرأس المطرزة، وتطريز الشرائط، وعلى مدار السنوات قمت بتدريب العديد من الطلاب، وهم الآن يعملون في قطاعات مختلفة".
وأضافت "قبل انتشار فيروس كورونا، كنا نعمل بشكل حضوري وندرس الطلاب، ولكن للأسف، مع ظهور الفيروس، انخفضت حركة المرور وأصبح كل شيء مقيداً، ولهذا السبب، كان علينا إنشاء صفحة على وسائل التواصل الرقمي تحت عنوان "تطريز الشرائط لنساء الدايكوندي الأنيقات"، ومن خلال ذلك حققنا نتائج جيدة، لقد قمنا بنشر فن التطريز بالشرائط إلى المحافظات النائية وتمكنا من توظيف العديد من النساء الأخريات، حالياً، يعمل معي أكثر من 15 امرأة في هذا القطاع، وهذا الفن له معجبين كثر، وتستخدمه النساء أيضاً في تجهيزات العرائس".
وتقدم خانم منتظري منتجاتها من خلال مقطع فيديو "لحسن الحظ، كان لدينا طلاب من محافظات أخرى تلقوا التدريب، وبعد عودتهم إلى محافظاتهم، يعملون في نفس قطاع صناعة الأشرطة"، موضحةً الغرض من نشاطها "كان إنشاء الصفحة الاجتماعية "تطريز الشريط لنساء الدايكوندي الأنيقات" وإقامة هذه الورشة هو أن احصل على الاستقلالية، كما أردت إشراك نساء أخريات في هذا الفن قدر الإمكان، بالإضافة إلى تعزيز الحرف اليدوية وتشجيع الثقافة الفنية، فإن هذا يساعد النساء أيضًا على الاستقلال ماليًا، لأن الأموال التي تكسبها هي نتيجة لجهودها الخاصة".
وفي ختام حديثها وجهت خانم منتظري رسالة للنساء الأخريات في أفغانستان، قالت فيها "مهما كان الفن الذي تمتلكينه، ورغم أن القيود هي نفسها بالنسبة لجميع النساء، فلا تيأسي، عليكن أيتها النساء استخدم منازلكن والعمل في هذه المجالات مثل الخياطة والتطريز والحياكة، إن الفن الذي يعود بالنفع عليكِ وعلى عائلتكِ سيكون له بالتأكيد تأثير إيجابي على المجتمع أيضاً، ينبغي على كل إنسان أن يبذل قصارى جهده لتحقيق اكتفاءه الذاتي، إن مسؤولية حياة كل إنسان تقع على عاتقه، وليس على عاتق أي شخص أخر".