في الثورة الكوبية... روح النساء الطليعيات (6)

فيلما إسبين غيلويس، بذلت جهوداً كبيرة بعد الثورة ضمن اتحاد النساء في كوبا، وكذلك في مجال إعداد قانون العائلة

من رائدات الثورة الكوبية فيلما إسبين

 

مركز الأخبار ـ .
فيلما إسبين غيلويس، فتحت عينيها على الحياة في السابع من شهر نيسان/أبريل عام 1930 في مدينة سانتياغو ثاني أكبر المدن الكوبية، والتي كانت سابقاً عاصمة للبلاد. عندما كانت سانتياغو عاصمة للبلاد كانت تُعتبر محطة لتجميع العبيد الذين كانوا يجلبون من القارة الأفريقية لنقلهم إلى باقي البلدان. وتختزن ذاكرة هذه المدينة وتخفي كل المعاناة التي تعرض لها العبيد في تلك المحطة، كما انعكست هذه الحالة على بعض النقوش والرموز التي تعبر عن تلك الفترة. 
كانت عائلة فيلما إسبين واحدة من العوائل الأصيلة في هذه المدينة، وكانت عائلة معروفة. كان والدها محامياً خاصاً لعائلة باكاردي. تكونت عائلتها من شقيقين وشقيقتين، تمكن والدهم من إرسالهم إلى المدارس. أنهت فيلما الدراسة الابتدائية في أكاديمية بريز بينا. وفي نفس المدرسة تعلمت الغناء ورقص الباليه. وفي الخمسينيات درست الهندسة الكيمائية في جامعة أورينت.
في عام 1953 وخلال دراستها في الجامعة حازت على شهادة الهندسة الكيميائية كثاني امرأة في كوبا تنال هذه الشهادة، كان والدها يصر عليها لإكمال دراستها ونيل شهادة الدكتوراه، لذلك سافرت فيلما إسبين إلى بوستن لإكمال دراستها. في تلك الفترة تشتاق فيلما إلى وطنها كوبا، وتخبر أصدقائها بذلك، لكن أصدقائها يطلبون منها إكمال دراستها، وينصحونها بزيارة المكسيك في طريق العودة إلى الوطن.
بعد إكمال الدراسة الجامعية تعود فيلما إسبين إلى مدينة هافانا، وهناك تتعرف على الثوري فرانك بايس، وتقرر الانضمام إلى الثورة. ومع مرور الوقت تصبح المسؤولة عن النشاطات السياسية في ولادية أورينت. ونظراً لنشاطها وفعاليتها، تمكنت من تقديم المساعدة لفيدل كاسترو الذي كان يقيم وقتها في المكسيك وكذلك باقي المجموعات الثورية الكوبية، وكانت بمثابة صلة الوصل بينهم. وفي المكسيك تعرفت على راؤول كاسترو، وتمكنت من إدخال عضو حركة 26 تموز المسمى بـ غرانما، إلى كوبا. وعندما تقدم نضال وكفاح المقاتلين الكريلا في جبال سييرا مايسترا، انضمت فيلما إسبين إلى المقاتلين. بعد انتصار الثورة الكوبية في كانون الثاني/يناير عام 1959 تزوجت فيلما من راؤول كاسترو.
 
حولت منزلها إلى مركز للنضال الثوري
كان فيدل كاسترو يقيم في المكسيك، وكان أصدقاء فيلما إسبين يريدون التواصل مع فيدل كاسترو، وكانت فيلما هي الشخص المناسب لإجراء هذا التواصل. كما أن فيدل كاسترو كان يريد تعيين شخص لمساعدة فرانك بايس. وفي تلك الفترة كانت فيلما أيضاً هي الشخص الأنسب لهذه المهمة. لأنها تعرفت على فرانك بايس أثناء دراستها في الجامعة وانضما معاً إلى الحركة الثورية في أورينت، كما تعرفا أيضاً أثناء نشاطهما سوية ضمن الحركة الثورية الوطنية. عملت فيلما كسائقة لفرانك وعملت على حمايته. كان والدها سفيراً فخرياً لهولندا، لذلك لم يكن لأحد أن يشك بأي علاقة لهم مع القوى المعارضة للنظام في البلاد. هذا الامتياز ساعد فيلما لتحول منزلها إلى دار للثوار الكوبيين.
 
بذلت جهوداً كبيرة من أجل إدخال قانون العائلة حيز التنفيذ
في عام 1958 شاركت في القتال ضمن صفوف جيش الانتفاضة الكوبية في الجبهة الثانية. وبعد الثورة انتخبت لعضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، كما انتخبت في نفس الوقت لعضوية المكتب السياسي للحزب. وبذلت جهوداً حثيثة من أجل تمكين المرأة للمشاركة في العمل السياسي. أصبحت عضوة في لجنة حماية الثورة، كما نشطت ضمن اتحاد النساء في كوبا، وساهمت بشكل فعال في صياغة وإعداد قانون العائلة.
وبنفس الحماسة أيضاً ناضلت ضد العنف المنزلي، وفي عام 1976 كان العمل جارياً على إعداد دستور عام للبلاد، وفي تلك الفترة اقترحت إدراج قانون الزواج وفق شروط الثورة، وتقول "يجب ألا يتم ذكر الجنس في معاملات الزواج، يجب ألا يكون الزواج عبارة عن علاقة جنسية، يجب أن يتم تعريف الزواج كعلاقة حياة مشتركة بين شخصين".
 
غداً: قلب الثورة الكوبية سيليا سانشيز