زلزال المغرب يفاقم معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة

تواجه النساء خلال الكوارث العديد من المشاكل وتعتبرن من أكثر الفئات تضرراً، على وجه الخصوص ذوات الاحتياجات الخاصة مما يزيد من معاناتهن.

حنان حارت

المغرب - طالما كانت النساء في مختلف بقاع العالم، من أكثر الفئات المتضررات من الكوارث الطبيعية، نتيجة نقص الموارد الاقتصادية، فهن الأن بأمس الحاجة إلى الضروريات الخاصة بالنساء.

لم تكن نعيمة أوزالت البالغة من العمر ثلاثين عاماً من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعلم أن ليلة الجمعة الثامن من أيلول/سبتمبر كان آخر لقاء يجمعها بوالدتها وأختها، تلك الليلة المظلمة كانت فاصلة في حياتها فقدت فيها ظل أم تحميها وأخت ترعاها، حين اهتز المغرب على وقع ذلك الزلزال المدمر والأقوى، بقوة سبع درجات على مقياس ريختر، حدث غير حياة نعيمة أوزالت كلياً.

تقول نعيمة أوزالت التي تجد صعوبة في الكلام نتيجة الاعاقة "بقيت وحيدة فقدت سندي في الحياة أمي وأختي كنت أعيش برفقتهما لم اتجاوز بعد صدمة وفاة والدي الذي فقدته قبل أيام من وقوع الزلزال، والأن فقدت أمي وأختي لأبقى وحيدة في حياة لا معنى لها".

من جانبها تقول نعمة أوزالت إحدى الناجيات من الزلزال والتي تم انتشالها من تحت الأنقاض "أتينا في زيارة للقرية إثر وفاة جدي قبل ثلاثة أيام من وقوع الزلزال، وشاءت الأقدار أن يحدث الزلزال الذي أودى بحياة جدتي وعمتي اللواتي كن تعتنين بعمتي نعيمة وتعرفان احتياجاتها، وكانا على دراية بتفاصيل كثيرة في حياتها؛ ماذا تفضل وماذا تأكل، اليوم بقيت عمتي وحيدة تشعر بالغربة، بعد وفاة والدتها وأختها أقرب الأشخاص لها".

وأشارت إلى أنها "بالكاد تغلبت على الصدمة، فأنا محظوظة كون القدر أعطاني فرصة العيش مجدداً ولا زلت على قيد الحياة؛ ولكني محطمة لأن أفراد من عائلتي قد قضوا تحت ركام البيت الطيني، ومع ذلك نحاول أن نبقى أقوياء ونتمسك بالأمل الأن".

وعن التفاصيل تلك الليلة تقول "عشنا ليلة فاصلة في حياتنا، فجأة انهار المنزل بأكمله، وفقدنا كل ما نملك، وأعز ما لدينا، لم نتخيل أن ذلك سيكون ضمن ذاكرتنا يوماً ماً"، مشيرةً إلى أنه "حين وقوع الزلزال ظننا أن انفجاراً حصل، خرج الجميع ألا أنا لم أستطع الخروج عم الغبار أرجاء المكان منع الرؤية لينهار المنزل بعدها".

وأضافت "في تلك اللحظة لم أدرك ما الذي حصل لأنني كنت تحت ركام المنزل ظننت نفسي سأفارق الحياة، لكن تم انتشالي مباشرة بعد وقوع الزلزال"، لافتة ًإلى أنه "بعد الهزة الأرضية بدأ الكل يبحث عن والدة نعيمة وأختها فتذكروا المكان الذي كانتا تجلسان فيه، وبدأ البحث عنهما رأينا طرفاً من ملابسهما، وهرعنا مسرعين لانتشالهما فوجدناهما متعانقتين وقد فارقتا الحياة".

وقالت "خلف الزلزال دماراً كبيراً في القرى، انهارت كل المنازل ولم يتبقى منها سوى الأطلال، بقيت عمتي نعيمة من دون أي معيل"، لافتة إلى أنه من سيعتني بعمتها بعد عودتهم إلى المدينة، من سيعرف احتياجاتها، والشخص الذي كان يعرف عنها كل شيء فارقت الحياة.

بقيت نعيمة أوزالت لا تستطيع استيعاب ما يحدث، تعيش مع الخوف كباقي سكان المناطق المتضررة من الزلزال، الذين لا زالوا يشعرون بالهزات الارتدادية، وهو ما يجعلهم يعيشون حالة رعب كبيرة، هي مأساة من ضمن مآسي كثيرة، ونموذج لمئات النساء في المغرب اللواتي فقدن الذكريات والأمان بسبب الزلزال هي قصص ستعانيها النساء لأنهن الأكثر تأثراً وحساسية.