وسط أجواء ديمقراطية... آلاف النساء تدلين بأصواتهن في الانتخابات البلدية التمهيدية
أشادت نساء إقليم شمال وشرق سوريا المقبلات على صناديق الاقتراع لاختيار من تمثلهن في انتخابات البلدية العامة المقبلة، بالخطوة التاريخية التي أقدمن عليها، فيما عاهدت المرشحات على أن تكن صاحبات إرادة وعزيمة لخدمة المجتمع والمرأة.
مركز الأخبار ـ شهدت مقاطعتي الشهباء وقامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم السبت 27 نيسان/أبريل، إقبال النساء على مراكز الاقتراع، لاختيار المترشحات لتولي الرئاسة المشتركة للبلديات في المنطقة.
بعد تصديق مجلس الشعوب الديمقراطي على مشروع قانون انتخابات البلدية في إقليم شمال وشرق سوريا خلال جلسته الاعتيادية في السابع من نيسان/أبريل الجاري، أعلنت الهيئة العليا للانتخابات عن بدء الانتخابات في الـ 30 من أيار/مايو المقبل، وتشمل الانتخابات 121 بلدية.
ورشحت 38 امرأة نفسها لانتخابات البلدية في المنطقة، وتوجهت آلاف النساء إلى مراكز الاقتراع التي افتتحها مؤتمر ستار في انتخابات تمهيدية، للإدلاء بأصواتهن على الصناديق وسط أجواء ديمقراطية وعادلة.
وعلى هامش العملية الانتخابية قالت ممثلة حزب الاتحاد الديمقراطي في الانتخابات بناحية أحداث في مقاطعة الشهباء هاجر جيلو "منذ ما يقارب العشرين يوماً ونحن نستعد لإجراء العملية الانتخابية للبلديات على مستوى مقاطعة عفرين والشهباء ويشارك في اللجنة التحضيرية للانتخابات ممثلين عن حزب الاتحاد الديمقراطي، مؤتمر ستار، عوائل الشهداء وحزب سوريا المستقبل".
وأوضحت أنهن كلجنة تحضيرية للانتخابات وقبيل بدء الانتخابات أطلقوا حملة تضمنت زيارات إلى منازل المدنيين في جميع القرى، النواحي والبلدات لتعريف الشعب بمدى أهمية العملية الانتخابية وإرادتهم الحرة في ترشيح أنفسهم وانتخاب من يستحق بالنسبة لهم في الانتخابات وضرورة مشاركتهم جميعاً وعلى رأسهم النساء.
ولفتت إلى أن مشاركة النساء كانت كبيرة وفعالة في الإقبال على صناديق الاقتراع "كل امرأة في قريتها وناحيتها تختار ممثلتها في الرئاسة المشتركة للبلديات، وبإمكان كل من تجاوز الثامنة عشرة عاماً المشاركة في عملية الاقتراع".
من جانبها قالت سيلفانا حسن من النساء اللواتي رشحن أنفسهن عن بلدية ناحية تل رفعت بمقاطعة الشهباء، أنها صممت على ترشيح نفسها في انتخابات البلدية لإثبات دور ومكانة المرأة أكثر في جميع المجالات والساحات ومشاركتها الفعالة بجانب الرجل لخدمة الشعب والسعي للوصول إلى أهدافهم والرقي المجتمع".
وأكدت على أن إقدام نساء إقليم شمال وشرق سوريا على الترشح والاقتراع على انتخابات البلدية خطوة تاريخية ومميزة لهن "أصبح بإمكان المرأة أن تختار بنفسها المرشحات، وهي وحدها ستكون صاحبة القرار، وستختار من يستحق هذه المكانة دون تدخل أي جهة أو ضغط من الذهنية الذكورية".
وعاهدت المرشحات لتولي الرئاسة المشتركة للبلديات، أن تكن مخلصات لمطالب الشعب وحل مشاكلهم ومنبراً لخلق المشاريع الساعية لتطوير المجتمع ومساندة جميع أفراد المجتمع.
وتأمل فيروز عبدو التي توجهت للإدلاء بصوتها في العملية الانتخابية، أن تكون هذه الانتخابات بداية للمزيد من الانتصارات والإنجازات التي تحققها المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا وأن تكون المرأة صاحبة قرار وعادلة كما تعرف دائماً.
وعلى هامش عملية الاقتراع التي شهدتها مدينة قامشلو، للتصويت للمرشحتين بيريفان عمر نائبة الرئاسة المشتركة لاتحاد البلديات، وهيفي أحمد محمد عضوة هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة، قالت سامية خليل "نحن اليوم متواجدون في ساحة الانتخابات لأول مرة، فبإرادة المرأة الحرة وتضحيات الشهداء وصلنا إلى هذا اليوم لذا يجب علينا أن نستمر في نضالنا للوصول إلى الحرية".
من جهتها قالت شريفة حسن "تستطيع المرأة بإرادتها أن تصل إلى ما تسعى إليه، فنحن اليوم يداً بيد معاً نبني مستقبلنا كنساء"، مؤكدة على أن "حرية النساء تبدأ بالتنظيم وسنصل إليها حتماً بعملنا وكدحنا من أجل مجتمعنا"، مبينة أن ثورة روج آفا عرفت بثورة المرأة "لأن النساء لعبن دورهن ونهضن بمجتمعهن ودافعن عنه".
فيما أكدت هندرين خليل على أن هذه الانتخابات بداية تطوير وتثقيف المرأة وتفعيل دورها في كافة المجالات لبناء مجتمع حر تسوده العدالة والحرية.