ورشة تدريبية حول العنف المسلط على الأطفال وتداعياته في تونس

نظمت كل من منظمة "أطباء بلا حدود" و"اليونيسف" ورشة تدريبية لتسليط الضوء على العنف الذي يتعرض له الأطفال وتأثيره على صحتهم النفسية.

تونس ـ يترك العنف المسلط على الأطفال أثاراً نفسية عميقة، تؤثر على نموهم وسلوكهم وعلاقاتهم المستقبلية، كما أنها تترك تداعيات عليهم طويلة الأمد.

أقامت منظمتا "أطباء بلا حدود" و"اليونيسف" أمس الثلاثاء 29نيسان/أبريل، ورشة تدريبية لأهمية دور الصحافيين حول العنف المسلط على الأطفال وتأثيره على الصحة النفسية لهذه الفئة، وأكد المشرفون على الدورة أنه وفق دراسة لليونيسف ستنشر في الأسابيع المقبلة تعرض 80.9% من الأطفال من عمر العام إلى 14عام، لأساليب تأديبية عنيفة، و84% للعنف النفسي و60.2% لعقوبات جسدية فيما تعرض 22.6% لعقوبات جسدية قاسية.

وأكدت المنظمة في دراستها أن 19.7% من أولياء الأمور يعتقدون أن العقاب الجسدي ضروري لتربية الطفل، وهي أرقام وصفوها بالمفزعة لاسيما وأن تونس من أكثر الدول التي يتعرض فيها الأطفال للعنف مقارنة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك وفق نسب التبليغ عن هذه الآفة.

وجاءت الدورة في إطار حملة لليونيسف بتونس تركز على محاربة العنف الموجه للأطفال "العنف لا ينفع ويضر".

وقال المشرفون إن للعنف عدة أشكال منها العنف النفسي مثل تعرض الفرد للكلمات المهنية والشتم والتقليل من الشأن والعنف الجسدي مثل الضرب والصفع والدفع، والعنف الجنسي كالتحرش والاعتداء الجنسي والعنف الرقمي كالتنمر ونشر الصور والمعلومات دون إذن على الإنترنت.

 

دور العائلة للحد من أنواع العنف

وأكدت الاخصائية النفسية بجمعية علم النفس والصحة وفاء الحاجي، إن كل الأطفال معرضون للعنف ويبدأ من العائلة، معتبرةً أن الحماية تبدأ من الاسرة بتكوين علاقة ثقة مع الطفل تجعله يتحدث دون خوف عن كل أشكال العنف التي قد تمارس عليه في أي مكان دون خشية من ردة الفعل، حتى لا يعيش الوضعية وحده وينزوي ما قد يؤثر على صحته النفسية والعملية بخلق اضطرابات.

وأوردت أن التدخل لإيقاف العنف يكون عبر إعلام الأمن أو الفرق المختصة ومندوب حماية الطفولة بتلك الجهة ووزارة الأسرة والمرأة إضافة إلى المدرسة والإعلام وأي مواطن كان شاهداً على حالة عنف أو لاحظ ذلك.

وعن كيفية معرفة أن الطفل قد تعرض للعنف أوضحت وفاء الحاجي أن "العنف الجسدي يمكن مشاهدته بالعين المجردة أما العنف النفسي نراه في تصرفات الطفل وتبعاته وغالباً ما يفهم من خلال أسلوبه وتصرفاته اليومية العادية التي قد تكون في شكل انزواء أو مشاكل في المزاج أو ردات الفعل العنيفة أو الحزينة أو فقدان الثقة بالنفس وغيره من النتائج التي يفهمها المختصون عادة".

 

 

"للإعلام دور اساسي في مواجهة العنف الممارس ضد الأطفال"

وعن طريق تعاطي الإعلام مع العنف ضد الأطفال، أضافت المختصة في الاتصال والجامعية سناء برهومي، أن بعض التغطيات الصحفية قد تؤدي إلى تعرضهم لخطر انتقام أو الوصم أو العنف المضاعف ما يتطلب الحذر التام ضماناً لكرامة الطفر وحقوقه، لافتةً الى أنه يجب ايلاء الأولية القصوى للطفل وعدم نشر قصته مفصلة وصورته والانتباه للمحتوى تفادياً لأي خطأ "أحيانا دون انتباه يسقط الإعلام في فخ التبرير، عن طريق طرح اسئلة من نوع لماذا تم تعنيفك؟ لا يقصد ذلك فلان بضربك، الخ، وهذا له تأثير سيء على الطفل".

وأشارت إلى أن الإعلام يضطلع بدور مهم في التوعية بعيداً عن منطق تصغير وتكبير العنف "العنف دائماً خطير، لا يوجد عنف كبير وعنف صغير سواءً كان بارزاً أو مخفياً".

 

التربية الإيجابية وآثارها على تأسيس شخصية الطفل

ودعت سناء برهومي الإعلام إلى التريث في تناول القضية والمصطلحات والاسئلة والاستعانة بالخبراء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين تفادياً لأي أخطاء مهنية قد تضر بالأطفال، مؤكدةً أنه من واجب الصحفي إيصال الحلول للأولياء لمحاربة العنف المسلط على الأطفال بما فيها التربية الايجابية والتربية غير العنيفة".

والجدير بالذكر، أن اليونيسف بالتعاون مع جهات تونسية أجرت دراسة قالت فيها إن نسبة الأطفال المعنفين تجاوز الـ 80% في تونس لذلك تعتبر من أكثر الدول التي كان أطفالها ضحية للعنف بكل أنواعه.