دعوات نسائية لوقف النزيف الطائفي في سوريا

المعارك الدائرة في أشرفية صحنايا السورية أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط المدنية والحقوقية، حيث اعتبرتها ناشطات بمثابة إنذار لسيل الدماء بين الطوائف إذا استمرت وتيرة العنف بالتصاعد دون تدخل عقلاني وجاد.

روشيل جونيور

السويداء ـ في وقت تمر فيه سوريا بمرحلة حساسة، تتصاعد التوترات الطائفية التي تهدد بتفجير الوضع الهش في عدد من المناطق السورية، في ظل التصعيد الأمني الخطير الذي تشهده مدن العاصمة دمشق وأريافها.

شهدت مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية والمسيحية في ريف دمشق مساء الاثنين 28 نيسان/أبريل، مواجهات مسلحة، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وفقاً لما أفادت به وسائل الإعلام، في المقابل، تصاعدت الاشتباكات في منطقة أشرفية صحنايا بين مجموعات مسلحة مجهولة، نجم عنها مقتل 11 شخصاً.

وحول الأحداث التي تشير إلى أن سوريا أصبحت ساحة للفتنة وحرب طائفية، وجهت ولاء تاج الدين من تجمع شباب السويداء المدني، خلال وقفة احتجاجية لرفض انجرار البلاد لحرب طائفية اليوم الأربعاء 30 نيسان/أبريل، رسالة محبة في وجه الطائفية، معبرةً عن موقف صريح وواضح ضدها "نحن سوريون ولا نؤمن بتقسيم الأقليات والأكثريات اليوم، خرجنا برسالة محبة من السويداء، نؤكد فيها على وحدة الأراضي السورية ونراهن أن صوت المحبة أقوى من صوت الكراهية".

وأضافت "نناشد الوجهاء من جميع المكونات للتدخل السريع، لأن الطائفية لن تجر سوى الدماء والدمار، ولن تكون هناك منطقة آمنة إذا اشتعل فتيل الفتنة".

 

 

وعن الحصار والتعتيم الإعلامي الذي يلف الحدث، شددت الناشطة الحقوقية هنادي طحطح على أن ما يجري في أشرفية صحنايا وجرمانا "يتجاوز الانتهاكات العادية، ويدخل في إطار العنف الطائفي المنظم"، لافتةً إلى أنهم "ضد هذه الانتهاكات ونرفض حالة الحصار المفروضة على الأهالي في أشرفية صحنايا، حيث منعت سيارات الإسعاف من الدخول وتم التعتيم الإعلامي الكامل على ما يحدث هناك، المدنيون محاصرون ويحتاجون لمساعدة عاجلة قبل أن تتحول هذه المناطق إلى مسرح لمجازر جديدة كما حصل في الساحل السوري".

ولا يوجد في صحنايا أي مستشفى، إذ يقع أقربها عند أوتوستراد درعا، باستثناء مراكز طبية، بعضها لا يمكن الوصول له بسبب خطر القنص، بينما يستمر تعطيل المدارس وإغلاق المدينة من كافة المداخل، ولا يزال الطيران المسير يحوم فوق المنطقة منذ يومين.

 

 

من جانبها، شددت الناشطة غنوة أبو حسون على أن التضامن مع الأهالي في صحنايا ينطلق من موقف مدني وليس طائفياً "نقف اليوم مع المدنيين في أشرفية صحنايا لأنهم ضحايا ولسنا مع طرف ضد آخر، نحن نرفض العنف بكافة أشكاله وندعو الحكومة إلى التدخل العاجل لوقف نزيف الدم، فقد آن الأوان لقيام مجتمع مدني قادر على حماية السلم الأهلي"، محذرةً من الانزلاق للفتنة، مطالبةً الوجهاء والسياسيين بالتحرك العاجل.