ورشة عمل تسلط الضوء على تثمين دور "المرأة الواحية" في التنمية

تعمل العديد من الجمعيات المعنية بالنهوض بالنساء وخاصة العاملات منهن، لتثمين دور "المرأة الواحية" في التنمية وتعزيزه في بناء اقتصاد إيكولوجي وأخضر.

إخلاص الحمروني

تونس ـ أكدت المشاركات في ورشة عمل على أنهم يسعون من خلال الورشات والدورات التوعوية إلى تطوير دور المرأة في التنمية المحلية وتعزيز دورها في بناء اقتصاد إيكولوجي وأخضر.

نظمت جمعية المرأة الواحية للتنمية المستدامة بمدينة بتوزر التونسية التي تعرف بكثرة واحات النخيل فيها، أمس الجمعة الثامن من كانون الأول/ديسمبر، ورشة عمل حضرتها مجموعة من الحرفيات العاملات في تثمين مكونات ومخلفات النخيل وهياكل المساندة تحت عنوان "التنمية المحلية والانتقال الايكولوجي"، بالتعاون مع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر"، بحضور طلبة من المعهد العالي للدراسات التكنولوجية ومركز التكوين المهني بمدينة بتوزر.

وتهدف هذه الورشة إلى التعريف بالمهن الجديدة المتعلقة بالاقتصاد الدائري والأخضر(أي التخلص من النفايات والتلوث والحفاظ على المنتجات) لتمكين النساء ودعم اندماجهن في التنمية المحلية، وتضمّنت جلستين الأولى بعنوان "الاقتصاد الأخضر ركيزة التنمية المحلية" تم خلالها تقديم مداخلات حول التصرف في النفايات والانتقال الايكولوجي والاقتصاد الأخضر والدائري والحرف الخضراء وتثمين الثروات الواحية.

وتضمنت الجلسة الثانية والتي حملت عنوان "المهن الخضراء تقاسم تجارب" تقديم بعض المشاريع الاقتصادية  التي لها علاقة بالمنتجات الواحية وإعادة تدوير المياه، بالإضافة إلى إعادة تدوير الملابس المستعملة.

وخلال الورشة أكدت الحرفيات اللواتي تمثلن أكثر من 50% من العاملات في المنطقة أنهن واعيات بدورهن بعيداً عن شؤون المنزل بحكم أنهن أصبحن عنصراً فاعلاً في المجتمع ولهن موارد رزق تضمن استقلالهن المادي وتثبت وجودهن، وأكدت الحرفيات على أنهن تسعين إلى تطوير دورهن في التنمية المحلية من أجل ضمان اقتصاد أخضر وايكولوجي من شأنه أن يحافظ على خصوصيات منطقتهن التي تعتمد غراسة الواحات بدرجة كبيرة.

ومن جانبها قالت منسقة المشاريع في مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" مريم الجربي "نظم المركز هذه الورشة في إطار مشروع متكامل لصالح 8 محافظات داخلية له علاقة بالمرأة ومشاركتها في التنمية المحلية"، مؤكدةً على أن هذا المشروع يسعى إلى إدماج المرأة الواحية في مجال التنمية المحلية المستدامة من خلال دعم نشاطها الاقتصادي وتعزيز دورها في بناء اقتصاد إيكولوجي وأخضر بحكم الحاجة الماسة لهذه المهن الجديدة والتي أصبحت أكثر من ضرورية للحفاظ على البيئة لاسيما في ظل التغيرات المناخية.

 

 

وأكدت رئيسة جمعية "المرأة الواحية" للتنمية المستدامة بتوزر فريدة لعيمش تهدف الورشة إلى توعية المرأة بضرورة لعب دورها الكامل في تحقيق التنمية المحلية وحثها على المشاركة في الدورة الاقتصادية، مشيرةً إلى أنها "بدأت مساري المهني من فكرة بسيطة تركزت على مواد أولية غير باهظة الثمن، وبعد سنوات من العمل تمكنت من بعث مشروعي الخاص".

وأوضحت أنه "بعد نجاح مشروعي وتمكني أخذ مكاني في السوق، عملنا على إنشاء هذه الجمعية لجمع نساء المنطقة وخاصةً الحرفيات لدعم نشاطهن وتبادل الخبرات والمعارف بهدف ضمان مكانتها في الدورة الاقتصادية"، لافتةً إلى أنه "نتحدث دائما في تونس عن حقوق المرأة والقوانين الداعمة لهذه الحرية، لكن في حقيقة الأمر لا يمكن التمتع بهذه الحرية دون ضمان مورد رزق للمرأة لأنها مطالبة بتحقيق استقلالها المادي والمشاركة في الدورة الاقتصادية".

وأشارت إلى أن دور المرأة الواحية لا يجب أن يقتصر على إدارة المنزل وتربية الأطفال فقط فهي مطالبة بتعلم حرفة ولو بسيطة لضمان مورد رزق لها تعيل به نفسها.

 

 

وعن وضع الحرفيات في المنطقة أوضحت الحرفية في تثمين منتجات النخيل سماح حشاني أنها صاحبة مشروع خاص، تقوم خلاله بالاستفادة من مخلفات شجر النخل في عدة قطاعات (غذائية، صحية وتجميلية) وتسعى دائماً إلى تطويره من أجل اكتساح الأسواق الوطنية والعالمية وخاصةً في الدول المجاورة مثل ليبيا وموريتانيا، مشيرةً إلى أنه في "مدينة توزر هناك العديد من الحرفيات اللواتي تعتمد معظمهن على الصناعات التقليدية الفلاحية بحكم أن اقتصاد المنطقة يعتمد بالأساس على الفلاحة والسياحة، وكامرأة أواجه بعض الصعوبات مثل بقية الحرفيات التي تتمثل في التمويل والتسويق رغم الجهود الكبيرة التي نبذلها".