تطلعات النساء في سوريا الجديدة على طاولة منتدى حواري نسوي

سلط المنتدى الحواري الذي عقده مجلس المرأة السورية، الضوء على ضرورة الحفاظ على التنوع الثقافي في سوريا، لتتمكن المرأة من المشاركة في بناء مشروع نهضة وتحقيق سوريا السلام.

الطبقة ـ شددت المشاركات في منتدى حواري نسوي أقيم في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا، على ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا عقد مؤتمر وطني سوري يشمل جميع النساء وضمان مشاركتهن في المرحلة الانتقالية.

عقد مجلس المرأة السورية اليوم الثلاثاء 4 شباط/فبراير، منتدى حواري نسوي تحت شعار "المرأة السورية مشروع نهضة لبناء سوريا السلام" على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا وبمشاركة شخصيات مستقلة وناشطات نسويات وحقوقيات وأحزاب سياسية.

وتضمن برنامج المنتدى محوريين أساسيين تناول المحور الأول منه وضع المرأة السورية وتحديات المستقبل وتطرق خلالها إلى تحديات الواقع السياسي والاجتماعي للمرأة، إضافة إلى تحديات عودة المرأة السورية للحياة بعد التحرير من المعتقلات إبان حكم نظام البعث، بينما جاء المحور الثاني تحت عنوان "التنوع جسر للتفاهم والسلام ونهج الديمقراطية والتعددية طريق الحفاظ على المكونات والثقافات".

وأوضحت منسقية مجلس المرأة السورية سهير سنوح أهداف عقد المنتدى "نسعى من خلال هذا المنتدى لجمع آراء ومقترحات النساء لبناء مشروع ينهض بواقعهن من خلال مشاركتهن في وضع الدستور والقوانين وسن  التشريعات المتعلقة بالشؤون الإدارية والسياسية لمستقبل سوريا الجديد، وذلك من خلال إعداد خطة عمل والتنسيق مع كافة النساء السوريات، إضافة إلى تمكين المرأة من الجانب الاقتصادي في ظل التطورات والتغيرات التي تشهدها سوريا على الساحة السياسية مؤخراً".

ولفتت إلى ما تعرضت له المرأة خلال سنوات الأزمة السورية "خلال 14 عاماً من الأزمة السورية تعرضت المرأة للقتل وتهميش لدورها فضلاً عن الحرب والعنف السياسي الذي استبعدها عن الساحة السياسية، وهذا ما نود تسليط الضوء عليه لتتمكن من تخطي ذلك".

ونوهت إلى أهمية هذه المرحلة بالقول "تعتبر هذه المرحلة جداً حساسة بالنسبة للمرأة كونها تعد خطوة مهمة  لانخراطها في المرحلة السياسية الانتقالية، كون سوريا تتميز بغناها بالمكونات والثقافات والمعتقدات المختلفة، فمن الضروري أن يكون هناك جسراً للتفاهم بين نساء المنطقة، وليكون مجلس المرأة السورية حاضنة لهن وأن يشكل عقد اجتماعي خاص بالمرأة للوصول إلى سوريا تعددية لامركزية".

وبينت "حقق مجلس المرأة السورية مسيرة حافلة من الإنجازات منذ تأسيسه، فقد تمكن من أن يحتضن جميع النساء رغم التحديات التي واجهته في حقبة نظام البعث والإقصاء لدوره لكنه تمكن من فتح مكاتب في الداخل السوري، وقد تمكن مؤخراً من فتح مكاتب خاصة لنا في العاصمة دمشق وحلب".

ودعت جميع النساء السوريات لتكاتف وتوحيد صفوفهن لبناء جسر للتفاهم مع الحكومة الجديدة وللتمكن من لعب دورها بشكل فعال في مستقبل سوريا الجديد.

ومن جانبها قالت الناشطة الحقوقية أليف شيخ محمد "تعرضت المرأة السورية للاستقصاء والملاحقة السياسية من قبل نظام البعث، ومنعت من إبداء رأيها خلال الأزمة السورية وقبلها، كما تعرضت لاعتقالات والاغتصاب والتعذيب في سجون نظام البعث، لذا نسعى من خلال تأسيس جمعيات وإنشاء لجنة للبحث عن جميع المعتقلات  اللواتي خرجن من السجون مع أطفالهن الذين ولدوا في السجون، وخاصة اللواتي تم رفضهن من قبل أهلهن".

وأضافت "نعمل على افتتاح مكتب اصلاح نفسي ليتم معالجتها نفسياً مما عاشته في السجون ولتتمكن من استعادة ثقتها بنفسها وتعزيز دورها".

وحول أهمية مشاركة المرأة في الدستور السوري الجديد أكدت "يعتبر عقد مثل هذه الملتقيات والندوات في غاية الأهمية كونها تعمل على تشجيع وتعزيز مشاركة المرأة في الدستور السوري الجديد، ولكي لا يعاد سيناريو نظام البعث الذي همشها ومنعها من إبداء رأيها على الساحة السياسية، ولكي تتمكن من سن قوانين تحميها وتضمن حقوقها في كافة المجالات مساواة مع الرجل".

واختتم المنتدى بجملة من المخرجات أبزرها عقد مؤتمر وطني سوري يشمل جميع النساء، نقل تجربة ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا إلى كافة المدن السورية، ضمان مشاركة المرأة السورية في المرحلة الانتقالية، ورفع وتيرة العمل النسوي في سوريا، وكذلك الحفاظ على التنوع الثقافي في سوريا، ومشاركة المرأة في كتابة الدستور السوري الجديد، بالإضافة إلى التمثيل العادل للمرأة في جميع المجالات، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، وعدم قبول الشخصيات التي اغتالت النساء في سوريا الجديدة.