تحذيرات وقلق أممي من استمرار الكارثة الإنسانية في السودان

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الأوضاع الأخيرة التي تشهدها السودان، مؤكدةً على ضرورة إيقاف النزاع وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

مركز الأخبار ـ منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نزاعاً أسفر عن مقتل أكثر من 20ألف شخص، وقرابة 15 مليون نازح ولاجئ، فضلاَ عن انتشار المجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة وتدمير للبنى التحتية.

مع دخول النزاع في السودان عامة الثالث، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء الهجمات الأخيرة بالمسيرات على بورتسوان، والتي تعتبر نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية والتي تهدد بزيادة الاحتياجات الإنسانية وتعقيد عمليات الإغاثة في السودان.

وحذر الأمين العام في بيانه له، من أن يؤدي هذا التصعيد الكبير إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وزيادة في تدمير البنى التحتية الأساسية والحيوية، معبراً عن قلقه البالغ من توسع النزاع إلى منطقة كانت ملاذاً لإعداد كبيرة من النازحين من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.

وأشار البيان إلى أن الهجمات المتزايدة في مناطق مختلفة من السودان منذ كانون الثاني/يناير الماضي وعلى محطات الوقود وغيرها من البنى التحتية الحيوية عطلت حصول المدنيين على الكهرباء والرعاية الصحية والمياه النظيفة والغذاء.

وجدد الأمين العام التأكيد على ضرورة امتثال أطراف النزاع لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، مؤكداً على ضرورة ألا تواجه الأطراف هجماتها ضد المدنيين العزل والأعيان في المدينة، وأن تتخذ كل التدابير اللازمة والممكنة لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين وأن تسمح وتيسر الأمور بدون عوائق للإغاثة الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين.

وقالت المتحدثة الأممية، إن هذا التوقف يؤثر على حركة العاملين في المجال الإنساني إلى السودان ومن ثم إلى مناطق أخرى به، بما يعرقل توصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال، إن الهجمات بالطائرات المسيرة أثرت أيضاً على ولايتي كسلا ونهر النيل، وأدت إلى نزوح قرابة 2900 شخص والتعليق المؤقت لبعض أنشطة الإغاثة أو تغيير مواقعها.

أما ولاية نهر النيل فلا تزال تواجه انقطاعاً في التيار الكهربائي بعد أن قصفت مسيرة محطة المحولات في عطبرة في الخامس والعشرين من نيسان/أبريل الماضي، والذي أدى إلى تزايد شح الوقود والخبز والطوابير الطويلة أمام محطات الوقود والمخابز.

 

مقتل وإصابة مدنيين

وعلى الصعيد الميداني، أفادت مصادر محلية أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب ثمانية آخرون في قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على أحياء بمدينة الفاشر، مشيرةً إلى أن العشرات قتلوا خلال الأيام الأخيرة جراء هجمات شنتها قوات الدعم السريع على معسكري الفاشر وأبو شوك.

وقالت منظمة "أوكسفام"، إن النزاع في السودان أدى إلى إثارة أكبر أزمة إنسانية في العالم، مؤكدةً أن عدد النازحين في السودان وصل إلى 12.7 مليون شخص، في الوقت الذي يواجه فيه سكان السودان خطر المجاعة، الموجودة بالفعل في خمس مناطق.

 

20 ألف سوداني يفرون إلى تشاد

وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن قرابة 20 ألف لاجئ سوداني معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصدومين من النزاع وصلوا إلى شرق تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف آخرين يحاولون يائسين عبور الحدود هرباً من العنف، معربة عن قلقها البالغ إزاء التزايد السريع في أعداد اللاجئين السودانيين العابرين إلى شرق تشاد.

وأشارت المفوضية إلى أن هذا النزوح جاء في أعقاب هجمات وحشية شنتها جماعات مسلحة في ولاية شمال دارفور، حيث أدت الهجمات على مخيمات النازحين "زمزم، أبو الشوك" ومدينة الفاشر إلى حالة من الرعب على نطاق واسع.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في الثالث عشر من نيسان/أبريل، السيطرة على مخيم "زمزم" للنازحين في الفاشر شمال دارفور غرب البلاد، بعد اشتباكات مع الجيش السوداني، استمرت عدة أيام، ما أدى لسقوط 400 قتيل ونزوح أكثر من 400 ألف شخص وفقاً لما قالته الأمم المتحدة.

 

عنف جنسي وانتهاكات

وقال عدد من اللاجئين الوافدين إلى تشاد حديثاً إنهم تعرضوا لعنف شديد وانتهاكات لحقوق الإنسان أجبرتهم على الفرار من السودان، كما أكدوا أن العديد من الرجال قتلوا، في الوقت التي تعرضت فيه النساء والفتيات للعنف الجنسي، وفقاً للمفوضية.

وطالبت بضرورة توقف الهجمات على المدنيين في السودان، ووجوب توفير ممر آمن للفارين حفاظاً على حياتهم، داعيةً إلى التضامن والتمويل بشكل عاجل لضمان حصول هؤلاء الأشخاص على الحماية والمساعدة التي يحتاجونها.