تحذيرات من انتهاكات خطيرة مع نزوح 100 ألف مدني من الفاشر
شهدت مدينة الفاشر في غرب السودان موجة نزوح واسعة تجاوزت 100 ألف شخص خلال أسبوعين، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وسط تحذيرات أممية من انتهاكات خطيرة بحق المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
مركز الأخبار ـ تتفاقم الأزمة الإنسانية في مدينة الفاشر، حيث يفر آلاف المدنيين من أعمال العنف والانتهاكات وسط نقص حاد في الغذاء والمياه، مما يعرض حياتهم للخطر.
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة 14 تشرين الثاني/نوفمبر، أن أكثر من 100 ألف شخص اضطروا للنزوح من مدينة الفاشر في غرب السودان والمناطق المجاورة لها خلال أسبوعين، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، معربةً عن قلقها إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون من انتهاكات وذلك بالتزامن مع استمرار موجة النزوح الواسعة من المدينة.
وأكدت المتحدثة باسم المفوضية يوجين بيون، أن هذه الاعتداءات تمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى أن السكان في الفاشر يواجهون أعمال عنف جنسي وسرقات وهجمات أخرى تستهدف المدنيين.
وأشارت إلى أن الأعداد الحقيقة قد تكون أعلى بكثير، إذ ما زال العديد من السكان في طريقهم إلى مناطق النزوح، فيما لا يزال آخرون محاصرين داخل المدينة.
وكشفت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، أن غالبية النازحين الذين وصلوا إلى مدينة الطويلة الواقعة على بعد نحو 50 كليو متراً من الفاشر، يسعون لمغادرة إقليم دارفور والتوجه إلى مناطق أبعد، إذ أن بعضهم يقطع مسافات شاسعة تصل إلى آلاف الكيلومترات عن الفاشر، محذّرةً من أن هذه الرحلات الطويلة تعرضهم لمخاطر إضافية نتيجة نقص الغذاء والمياه والذي يعرض حياتهم للخطر.
وشددت يوخين بيون على أن حماية المدنيين يجب أن توضع كأولوية قصوى لدى كل أطراف النزاع، داعيةً إلى احترام قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وأكدت أن مهاجمة المدنيين على أساس عرقي غير مقبول على الإطلاق، مشددةً على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في الفاشر "أن المفوضية لم تستطع لإيام طويلة إيصال المساعدات إلى المدينة وأن السكان المحاصرين فيها يعانون من عدم الحصول على هذه المساعدات المنقذة للحياة والحيوية".
وعلى مستوى البلاد عموماً، لفتت المتحدثة الأممية الانتباه إلى أن 30 مليون شخص في السودان بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني العاجل، موضحةً أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد مما يضاعف من خطورة الوضع الإنساني في البلاد.
وأشارت إلى أن العقبة الأكبر تكمن في إيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها، موضحةً أن استمرار القتال وعرقلة وصول الإغاثة يحول دون توفير الحد الأدنى من الدعم داخل السودان على الرغم من توفير بعض الإمدادات.
وأضافت أن هناك فجوة كبيرة في التمويل الدولي لا تتناسب مع حجم المعاناة والاحتياجات الإنسانية الملحة للسكان، ما يجعل الوضع أكثر صعوبة ويستدعي استجابة عاجلة من المجتمع المدني، داعيةً الدول والجهات المانحة إلى تعزيز دعمها لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها.
وقالت المتحدثة الأممية، إن الدول المجاورة للسودان تستضيف ما يزيد على أربعة ملايين لاجئ سوداني، مشيرةً إلى أن دولاً مثل تشاد وجنوب السودان، رغم ما تواجهه من أزمات داخلية وظروف اقتصادية صعبة، تواصل استقبال هؤلاء اللاجئين، مؤكدةً أن هذا الوضع يضاعف الضغوط على تلك الدول الهشة أصلاً ويزيد من تعقيد أوضاعها.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 صراعاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقارب 13 مليون شخص، وقد أدى هذا الوضع إلى تفاقم أزمة إنسانية تُعد من بين الأسوأ على مستوى العالم، حيث تتزايد معاناة المدنيين وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.