آلاف الأطفال مفقودون في غزة والوضع الإنساني ما يزال كارثياً

في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، أكد المتحدث باسم اليونيسف أن العمل الإغاثي يواجه تحديات كبيرة، أبرزها ملف الأطفال المفقودين، بينما وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" الوضع بالكارثي.

مركز الأخبار ـ رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تواجه العائلات تحديات في الغذاء والدواء والمأوى، وتبقى قضية المفقودين تحت الركام من أبرز الملفات الإنسانية، لا سيما مع استمرار بحث آلاف الأسر عن ذويها في ظل ضعف الإمكانيات وغياب آليات دولية فعالة للكشف عن مصيرهم.

أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في غزة، أمس الجمعة 14 تشرين الثاني/نوفمبر، أن العمل الإنساني في القطاع يواجه عقبات كبيرة، من أبرزها قضية الأطفال المفقودين التي تُعد من أكثر الملفات الإنسانية تعقيداً. لافتاً إلى أن الأرقام المتداولة بشأن أعدادهم ما تزال تقديرية، نظراً لعدم القدرة الفعلية على الوصول إلى أماكن الأنقاض المتراكمة والتحقق منها بشكل مباشر.

وأوضح المتحدث أن التقديرات الأخيرة تشير إلى وجود ما يقارب 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، يُرجَّح أن معظمهم ما زالوا تحت الأنقاض، مضيفاً أن غياب المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الكتل الخرسانية يعوق التحقق من مصيرهم، إضافة إلى جثث الضحايا التي بقيت مدفونة تحت الركام لعامين أو أكثر وهو ما يزيد من صعوبة التعرف عليها أو حصرها بدقة.

وأشار إلى أن غياب المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الكتل الخرسانية يعوق التحقق من مصيرهم، لافتاً إلى أن بعض الجثامين بقيت مدفونة تحت الركام لعامين أو أكثر، وهو ما يزيد من صعوبة التعرف عليها أو حصرها بدقة.

وشدد على أن المشهد في القطاع يعاني من حالة ارتباك واسع النطاق تشمل حتى تسجيل المواليد الجدد، مما يجعل الوصول إلى رقم نهائي أقرب إلى المستحيل في المرحلة الحالية، موضحاً أن عودة المؤسسات الخدمية والأنظمة المدنية إلى مسار عمل منتظم تتطلب وقتاً وظروفاً ميدانية أكثر استقراراً.

وعن تقديرات المنظمة والتي تشير إلى إصابة نحو 44 ألف و143 طفلاً بجروح بدرجات متفاوتة، قال المتحدث باسم اليونيسف، إن العديد منهم سيبقى يعاني من آثار الحرب طوال حياته، سواءً عبر إعاقات جسدية دائمة أو صدمات نفسية عميقة، لافتاً إلى أن تقارير وزارة الصحة الفلسطينية كشفت عن وجود آلاف الأطفال الذين أصبحوا من ذوي الإعاقات نتيجة هذه الإصابات.

 

"الوضع في غزة مازال كارثياً"

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال "كارثياً"، مع استمرار القوات الإسرائيلية بإعاقة وصول المساعدات بشكل كاف إلى المدنيين في القطاع على الرغم من مرور أكثر من شهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وأفاد المتحدث أن الاتفاق أتاح من الناحية النظرية فرصة أكبر للوصول الإنساني، غير أن ما جرى فعلياً على الأرض ما زال أقل بكثير من مستوى الاستجابة المطلوبة للاحتياجات الضخمة.

وأكد المتحدث أن القيود الإسرائيلية ما زالت تحول دون وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ إلى سكان قطاع غزة، لافتاً إلى أن فرق الإغاثة تمكنت من إيصال الغذاء لأكثر من مليون شخص، إضافة إلى توفير مواد الإيواء والمياه والأدوية ومختلف المستلزمات الإنسانية الأخرى، مشيراً إلى أن هذه الجهود تُعد خطوة إيجابية، لكنها لا تزال غير كافية أمام حجم الاحتياجات الهائل.

وشدد على ضرورة إبقاء غزة في دائرة الاهتمام العالمي، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار لم يضع حداً للأزمة الإنسانية، لأن ما يحتاجه القطاع هو تدفق دائم وآمن للمساعدات بعيداً عن أي قيود سياسية أو أمنية، بما يضمن للمدنيين القدرة على الاستمرار في الحياة بكرامة.