سمسور... الناجيات من الزلزال ستسلطن الضوء على العنف المتصاعد

بدأت النساء في سمسور بالاستعداد لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في المدينة التي لاتزال أعمال إزالة أنقاض المباني وعمليات الهدم مستمرة فيها، وسيتضامن مجلس المرأة التابع لاتحاد نقابات العمال العامة مع النساء ضد العنف المتزايد والمشاكل الصحية.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ بعد مضي ثمانية أشهر على وقوع الزلزال في السادس من شباط/فبراير الماضي، ستستقبل نساء مدينة سمسور (أديامان) بشمال كردستان، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في الخيام والكرفانات.

لا تزال الناجيات من الزلزال تبحثن عن نظام للحياة، وخلال هذه الفترة الماضية تعرضن لكافة أشكال العنف، فبينما لم يتم اتخاذ أي تدابير فعالة ومستدامة ضد العنف، ستجتمع عضوات اتحاد نقابات العمال العامة في مدينة سمسور، كجزء من أنشطة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وستقمن بتنفيذ أنشطة توعوية حول العنف وإجراء الفحوصات الصحية للنساء في المنطقة.

 

العنف والمرض والمأوى والنظافة

وحول المشاكل التي تعاني منها المرأة في المدينة، وبرنامج اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أشارت عضو مجلس المرأة التابع لاتحاد نقابات العمال العامة رنكين كلج، إلى تعرض النساء للعنف الاقتصادي والجسدي والنفسي، وتحدثت أيضاً عن مشاكل السكن والصحة التي تعاني منها المدينة.

وأوضحت أن النساء في المنطقة قمن بدمج كفاحهن لخلق نظام مع عملية الحداد منذ بداية الزلزال، ولهذا السبب لم تتمكن من عيش حياة بمستوى مرتفع من الوعي بالعنف الذي تتعرضن له، لافتةً إلى أن هناك ارتفاع في نسبة النساء اللواتي لا تظهرن اهتماماً بالعنف الذي تتعرضن له، من تركيزهن على المشاكل الجسيمة التي تواجههن من حيث المعيشة والمأوى على حد سواء، وأن النظام الحالي هو من جر النساء إلى هذا الوضع.

 

"ستخلقن وعياً ضد العنف المتفاقم"

وذكرت رنكين كلج أن النساء في موقف يدفعهن إلى التزام الصمت وعدم تقديم شكوى في حال تعرضن للعنف، أما بالنسبة للنساء اللاجئات فهن لا تستطعن التعبير عن العنف الذي تتعرضن له بسبب التهديد المستمر بترحيلهن.

وأضافت "إن العنف ليس سوى جانب واحد من هذه العملية، ففي الأشهر الثمانية الأخيرة، تباينت أشكال العنف وتوسعت بشكل كبير، وبسبب عدم القيام بمتابعة هذه العملية من قبل أي جهة، لم يتم اتخاذ أي إجراءات وقائية من أجل إنهاء العنف، تتعرض المرأة اليوم للعنف الجسدي والنفسي، والعنف الاقتصادي بشكل خاص، دون التعبير عما تتعرض له الأمر الذي يضفي الشرعية على العنف وممارسته بشكل منظم أيضاً، ومع مرور الوقت يتراجع وعي المرأة والمجتمع تدريجياً بما يتعلق في هذا الأمر".

 

"هدفنا منح الأمل للنساء"

وبينت رنكين كلج أنهم سيقومون بتنفيذ أنشطة متعلقة بالمشاكل الصحية أيضاً، كما سيتم تقديم عروض الأفلام والبيانات الصحفية ضمن نطاق البرنامج "من خلال أسبوع مناهضة العنف سنقوم بتسليط الضوء على هذا العنف المتزايد، إن هذه الكارثة الطبيعية التي حلت فوق الفقر أدت تفاقم العنف ضد المرأة، وستكون هناك أنشطة بهذا الصدد ضمن برامجنا، كما تشهد المدينة مشاكل صحية خطرة، وتعاني النساء من إصابات بالأمراض المعدية بسبب عدم توفير بيئة صحية ومياه نظيفة، وخلال هذه الأنشطة سنقوم بإجراء فحوصات صحية وسنعمل توسيع نطاق الأنشطة".

وأشارت رنكين كلج إلى أنهم يسعون إلى زيادة التضامن مع الناجيات من الزلزال، مضيفةً "هناك فقر مدقع ولدته الظروف، وهنا دورنا سيكون بلفت الانتباه إلى هذا العنف والفقر والحرمان من أبسط الحقوق الأساسية، ونقف معاً للتخلص من هذه المشاكل قدر المستطاع، وبما إننا لا نزال نمر بمرحلة حداد، نسعى إلى غرس الأمل في قلوب النساء".