صحفية فلسطينية تؤكد أن 7 مستشفيات تلقت إنذاراً بالقصف

أكدت صحفية فلسطينية على أن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على غزة منذ 17 يوم، حول القطاع لـ "مقبرة جماعية"، مشددةً على ضرورة وضع المجتمع الدولي حداً لتلك الهجمات.

رفيف اسليم

غزة ـ تستمر الهجمات على قطاع غزة لليوم السابع عشر على التوالي، لتكثف الطائرات الحربية الإسرائيلية من غاراتها على الطواقم الطبية.

منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تلقت 7 مستشفيات إنذار بالإخلاء تمهيداً لنسفها بالكامل، فيما خرج 21 مركز طبي عن العمل وسط غياب الوقود والدعم اللازم الذي وصل إلى المناطق الجنوبية فقط من قطاع غزة، لتشديد الحصار الذي وصل إلى قصف المخابز لمنع وصول حتى الخبز إلى سكان المدينة المحاصرة.

وأوضحت الصحفية مرح عطا الله إلى أن الهجوم الذي يشنه إسرائيل على قطاع غزة خلف ما لا يقل عن 50 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية التي تشكل نسبة النساء والأطفال فيها 70%، عدا عن بقاء 1400 شخص تحت الأنقاض، مما حول مدينة غزة لمقبرة جماعية تفوح من كافة شوارعها رائحة الجثث المتحللة التي لم يستطيع الدفاع المدني الفلسطيني انتشالها حتى اليوم بسبب كثافة تلك الغارات المتواصلة.

وأفادت أنه ليس هناك شارع في قطاع غزة يخلو من المجازر، فتلك الجرائم ترتكب بكافة مناطق القطاع على حد سواء مخلفةً أكثر من 13 ألف مصاب، ومن المفترض أن يتلقوا العلاج في مشافي القطاع التي تعاني من انهيار تام بسبب منع وصول الوقود وشح المساعدات التي بالكاد تلبي 2% من احتياجات السكان، وترك الشمال لينزف وحده بالتزامن مع ارتفاع عدد القتلى بشكل مروع.

وأكدت على أن العمليات في مشافي القطاع تجرى في الممرات تحت إنارة كشاف الهواتف المحمولة دون تخدير حتى لفئة الأطفال، بالتزامن مع استمرار استهداف طواقم الإنقاذ من المسعفين والدفاع المدني بشكل مباشر، وهو ما أدى لمقتل 50 شخص منهم وإصابة 85 بينها حالات خطرة بلغت حد المكوث في العناية المشددة، إضافةً لخروج 23 سيارة إسعاف عن الخدمة بسبب نيران الصواريخ التي صبت عليها.

وأوضحت مرح عطا الله أن تراكم النفايات الطبية في المشافي وسط الأعداد الهائلة من الجثث والجرحى ستؤدي إلى كارثة بيئية وأوبئة سيصبح من الصعب على المدينة المحاصرة التخلص منها لاحقاً، ومن ضمنها الجثث المتفحمة التي يصعب التعرف على ملامح أصحابها واحتجازها من قبل إدارة المشفى في الثلاجة المخصصة لحفظ المثلجات فترةً محددة لحين إجراء عملية الدفن في المقابر الجماعية، وإفساح المجال لمئات الجثث القادمة من كل مكان.

وأشارت إلى أنه لا يوجد مشفى في مدينة غزة لم يتلقى إنذاراً لإخلائه تمهيداً لقصفه، كما حصل في مشفى العربي الأهلي "المعمداني" قبل أيام، وسط إصرار إسرائيل أن يصبح مصير مشفى القدس مماثل لها، ومنذ أول أمس تم إرسال عشرات الإنذارات لإخلائها من المصابين والنازحين البالغ عددهم ما يقارب 12 ألف نازح، بينما يمكث في مجمع الشفاء الطبي أكثر من مئة ألف نازح قد هربوا من نيران صواريخ إسرائيل.

 

 

ولفتت إلى أن مشفى الوفاء المخصص لكبار السن لم تسلم من إسرائيل فقد دمر محيطها بالكامل ونسفت جميع الأبراج حولها دون وجود من يجلي المرضى خلال ساعات القصف المكثفة، مؤكدةً على أن مرضى الكلى والسرطان توقفت الخدمات المقدمة لهم، فيما أصبحت خدمات الولادة حلم للعديد من النساء اللواتي تنتظرن وضع مواليدهن إثر غرق المشافي بحالات معقدة، وغياب الدعم الخارجي المتمثل بإغلاق المعبر وإرسال الجرحى للعلاج في الخارج كما يتم في كل هجوم.

وطالبت مرح عطا الله المجتمع الدولي "بوقف العدوان الإسرائيلي المتسبب بعشرات المجازر في قطاع غزة"، مشيرةً إلى أنه تم استهداف كنيسة الروم الأرثوذكس القديس بيرفيريوس بشكل مباشر خلال احتماء الأهالي داخلها لتخلف 16 قتيل، لافتةً إلى أن "تلك السياسات مجتمعة تهدف للضغط على السكان ودفعهم للهجرة نحو الجنوب تمهيداً لتهجيرهم إلى صحراء سيناء المصرية وإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل".