شبكة النساء العربيات تشارك في التحضير لمؤتمر بيجين المقبل
أكدت شبكة النساء العربيات على ضرورة وضع الحروب الدائرة والنزاعات الدائرة في الشرق الأوسط على جدول أعمال مؤتمر بيجين الذي سينعقد عام 2025.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ عقدت شبكة النساء العربيات ندوة رقمية أمس الخميس 4 كانون الثاني/يناير، بمشاركة 65 امرأة من 14 بلد، ممثلات عن الشبكة في بلدانهن، سلطت الضوء على أربع قضايا تهم النساء في الشرق الأوسط.
تمحورت القضية الأولى توضيح ماهية مؤتمر "بيجين" الذي من المقرر عقده خلال عام 2025، لبحث تطوير منهاج عمل يتضمن 13 محوراً من بينها التغيرات المناخية، أما القضية الثانية تناولت أنشطة العضوات في شبكة مجال التغيرات المناخية، أما القضية الثالثة فتطرقت إلى الحرب على غزة، وتم تقديم اقتراحات توصي بكيفية التحرك كشبكة لإسماع أصوات النساء في المنطقة العربية، بينما القضية الرابعة تمحورت حول أوضاع النساء في السودان.
ويعتبر مؤتمر "بيجين" الرابع المعني بالمرأة والأهم تاريخياً للحركات النسوية، نقطة تحول مهمة في خطة العمل العالمية للمساواة بين الجنسين مع إعلان منهاج عمل بيجين في أيلول/سبتمبر عام 1995 في مدينة بيجين الصينية، وتضمن 12 مجال، ليضاف إليه لاحقاً التغيرات المناخية ليصبح بذلك عدد مجالاته 13.
وخلال الندوة أكدت المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوي والاجتماعي للنساء الفلسطينيات رندة سنيورة على أهمية التشبيك بين أعضاء الشبكة والتعاون للعمل على كل من محاور مؤتمر "بيجين" الـ 13، ولا سيما بند التغيرات المناخية على المستوى الإقليمي، وقضايا الأمن والسلام، مشيرةً إلى أنه موضوع جوهري في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة والنزاعات الداخلية في الدول العربية، والحروب في السودان واليمن وليبيا لتكون في سلم أولويات الشبكة للإضاءة عليها.
وقالت "لدينا الآن فرصة لمشاورات وطنية يمكن تفعيلها بتحديد أولويات كل دولة، ومن ثم العمل كشبكة لمشاورات إقليمية ضمن لقاء يتم الدعوة إليه لمناقشة الخطة ومناهج العمل على المحاور التي سنعمل عليها، حيث سيتم تقسيم العمل بين الأعضاء في البلدان الـ 14 المنتمية للشبكة، للتوصل إلى تقرير شامل وبديل يتضمن أولويات المنطقة العربية، ومراجعة الإنجازات والتحديات للخروج بتوصيات لتقديمها لصناع القرار".
وبينت أن الشبكة تمكنت من الحصول على الموارد للقيام بأعمال المشاورات وبصورة تشاركية بين جمعيات الشبكة لمنهاج مؤتمر "بيجين"، كما من المفترض أن يكون هناك مؤتمر إقليمي تشاوري يسبقه مشاورات وطنية، على أن يعكس التقرير النهائي بعد ذلك وجهة النظر الخاصة لنساء المنطقة.
من جانبها أشارت المحامية والناشطة النسوية المصرية عزة سليمان إلى أن تحرك الشعوب عالمياً سبق تحرك الحكومات في القضايا والنزاعات التي طالت المنطقة، وأن على الشبكة استثمار هذا التعاضد الشعبي لإيصال القضايا التي تهم المنطقة، والحاجة إلى تطوير العمل بالقوانين الدولية التي تتعلق بحقوق الإنسان وخاصة النساء.
ولفتت رئيسة منظمة "معها لحقوق المرأة" من ليبيا غالية الساسي إلى ضرورة تطويع المنظمات الدولية لتتكيف مع احتياجات المنطقة، لا ضمن الأجندة الدولية التي تقدمها هذه المنظمات، واقترحت "توزيع محاور مؤتمر بيجين على المنظمات المختلفة في الشبكة والعمل كمجموعات، والمشاركة بين الجميع، ليشمل التقرير النهائي كافة المجالات، بهدف إسماع أصوات النساء من شمال أفريقيا وبلدان المتوسط".
من جهتها أكدت رئيسة جمعية "أيادي حرة" ليلى إيميلي من المغرب على "قوة الشبكة كمجموعة كبيرة من جمعيات المجتمع المدني على المستوى الإقليمي"، مشيرةً إلى أن إسماع الصوت من خلال البيانات المختلفة حول ما يحصل في المنطقة غير كاف "يجب العمل أكثر على إظهار هذه القوة، وتقسيم العمل بصورة منهجية بحيث تتابع كل مجموعة إثنين أو ثلاثة محاور".
ودعت الناشطة السياسية فاطمة خفاجة من مصر إلى "ترجمة الأمور لصورة عملية، وضرورة أن يتضمن التقرير القضايا الملحة التي تعاني منها المنطقة وتمس النساء، لا سيما النزاعات والحروب ضمن اجتماعات مستمرة وخطوات عملية ورسائل وبيانات ترفع تباعاً إلى منظمات الأمم المتحدة للمرأة والإسكوا وغيرها".
وطرحت في المحور الثاني من الندوة المتعلق بتغير المناخ، أسماء بعض الناشطات ضمن مجموعة معنية بالمرأة وشؤون النوع الاجتماعي وبعض الناشطات ضمن مجموعات المجتمع المدني التسعة وأصحاب المصلحة التي تعمل ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، اللواتي عملن لإسماع صوت النساء الإقليمي ضمن المؤتمرات التحضيرية من خلال تلاوتهن البيانات الخاصة بالمجتمع المدني النسوي أمام الحكومات، بالإضافة إلى المطالب النسوية التي تمت الموافقة عليها في مجال تغير المناخ كقضية الوقود الأحفوري وغيرها، لافتةً إلى أن مشاركة النساء من المنطقة العربية تعتبر الأقل على مستوى العالم في هذه المؤتمرات، مطالبة بضرورة مشاركة عدد أكبر.
وبينت أن هذه المجموعة الدولية من النساء والتي يتجاوز عدد أعضائها 30 امرأة تمكنت من طرح قضية الحرب الدائرة في غزة على الرغم من منع إدارة المؤتمر والإمارات ارتداء الكوفية الفلسطينية، حيث قامت ناشطتان من جنوب أفريقيا وباكستان بتحدي هذا القرار والطلب بضرورة إدراج هذه الانتهاكات ضمن فعاليات مؤتمر المناخ مع التهديد بالمقاطعة، ليتم التراجع عن القرار مع مشاركة يومية في اعتصامات ومظاهرات ضمت ناشطين/ات مختلف دول العالم.
بدورها أكدت خبيرة الجندر والمناخ ورئيسة اتحاد النساء العالمي للسلام والحرية شيرين الجردي من لبنان على ضرورة وجود مساحات للتعبير عن القضايا التي تخص النساء "تلوت بياناً تضمن مطالب وقضايا النساء وضرورة وضعها ضمن محاور النقاشات، فضلاً عن التشبيك مع المنظمات والجمعيات المدنية العالمية، وهو ما نريد البناء عليه في لقاءات لاحقة، وقد كانت هناك اعتصامات يومية شملت المئات وأحياناً الآلاف كما حملنا قطعة قماش كتب عليها أسماء القتلى من أطفال غزة، مع رفع شعارات تندد بالحرب وتطالب بوقفها".
وشددت على ضرورة دعم وتمكين النساء ولا سيما العاملات في الزراعة واللواتي تشكلن نسبة كبيرة من اللواتي تعانين من تداعيات تغير المناخ خاصة في المنطقة العربية.
وعرضت مديرة مؤسسة فلسطينيات وفاء عبد الرحمن المحور الثالث المتعلق بأحوال النساء في غزة وطالبت بوقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أنه "قتل الآلاف من النساء والأطفال وحالة النزوح إلى مدينة رفح التي لا تتسع إلا لـ 300 ألف نسمة مرعبة، يبحث الأهالي لأيام عن خيمة ليعيشوا فيها"، لافتةً إلى أن الوضع كارثي فالمساعدات التي أدخلت عبر معبر رفح آنية.
ودعت عضوات الشبكة في مصر "الضغط على الجهات المصرية ولا سيما الهلال الأحمر المصري للاستجابة لمتطلبات الشعب الفلسطيني، وبناء خط تواصل مباشر مع الهلال المصري، لمعرفة ما يحصل وآلية العمل وتقرير الأولويات وسط التحديات التي تواجهنا"، كما طالبت بالضغط على المؤسسات والمنظمات الدولية للتنديد بالإبادة الممنهجة التي يتعرض لها أهالي غزة، وإيلاء الاهتمام لملف المختطفات من النساء والأطفال".
وفي المحور الرابع من الندوة، قالت المديرة التنفيذية في مبادرة منظمة الأمن الإنساني سهير محي الدين من السودان "إنها فرصة مهمة جداً بالنسبة لي للتضامن مع أهلنا في غزة والدول العربية، لتسليط الضوء على ما يحصل في السودان"، لافتةً إلى أن "الإعلام يتكتم على الأوضاع هناك خاصة فيما يتعلق بالنزاع الدائر بين طرفين شرسين على الأرض، وهناك استحالة لإمكانية القيام بتوثيق الانتهاكات في منطقة النزاع، حيث تكون النتيجة الحتمية القتل".
وأضافت "النزاع الذي دخل شهره التاسع، تسبب في ارتكاب انتهاكات جسيمة والنساء أولى ضحاياها فهن تتعرضن للاغتصابات والعنف الجنسي والاختطاف والحرمان من الحقوق"، مشيرةً إلى أنه هناك تعثر في المفاوضات "للأسف أصبحت أجساد النساء جزءً من ساحة المعركة".
ونوهت إلى أن السودان تشهد أسوأ أزمة صحية إثر تفشي الأمراض والأوبئة من الكوليرا، حمى الضنك، الملاريا وغيرها من الأمراض المعدية، إضافة إلى توقف المراكز التي تهتم بحالات الأمراض المستعصية كالسرطان وغسل الكلى عن الخدمة، ليواجه المرضى شبح الموت.