عروض تراثية وثقافية متنوعة في اليوم الثاني للمؤتمر الدولي لحماية التراث
تميز المؤتمر الدولي الأول في أعماله ليومه الثاني بالعروض التراثية والثقافية والفلكلورية التي تجسدت في الخيم التي نصبت في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا.
الرقة ـ تستمر أعمال المؤتمر الدولي الأول ليومها الثاني تحت شعار "حماية التراث الثقافي المادي واللامادي" والذي بدأ بالمحاضرة الأولى بمشاركة هند قبوات (ماجستير في القانون في الولايات المتحدة الأمريكية) عبر تطبيق الزووم والتي تطرقت إلى دور الهويات في إغناء التراث وحوار الأديان والثقافات والحفاظ على الهوية الثقافية والتراث الثقافي.
تلاها الجلسة الثانية بالعديد من المحاور الهامة حول أهمية التراث من الناحية القانونية ومنها، دراسة نقدية لقانون الآثار الصادر عن المجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الحماية القانونية للتراث الثقافي في زمن النزاعات المسلحة بين القانون الوطني والقانون الجنائي الدولي، حماية التراث الثقافي في القانون الدولي زمن النزاعات المسلحة، حالة سوريا، حماية التراث الثقافي المادي واللامادي في القانون الدولي، إلى جانب نشاطات عديدة في الخيم الخاصة بكل مكون من خلال عرض دبكات شعبية وأزياء ومأكولات شعبية.
وقالت الرئيسة المشتركة لحزب سورآي الديمقراطي الآشوري مادلين خميس "شاركنا في المؤتمر الدولي الأول الذي يتحدث عن أهمية التراث المادي واللامادي، والذي شكل لوحة فسيفسائية تضم كافة مكونات المنطقة من خلال نصب خيمة وعرض ثقافة وتراث كل مكون، وهذا المؤتمر يثبت أهمية التعايش المشترك وأخوة الشعوب بين مكونات المنطقة".
وأضافت "استطعنا من خلال المؤتمر إيصال صور عن حياتنا وثقافتنا منذ بداية التاريخ، وكيف كانت أوجه الحياة بالنسبة للمكون الآشوري، وتم عرض الزي والدبكات الآشورية داخل الخيمة، لكي لا تندثر ثقافتنا ولحمايتها يجب أن نعرف ثقافتنا على كافة الشعوب".
وعن الحروب التي دارت في المنطقة وأثرت على تراث وثقافة المكونات، أشارت مادلين خميس إلى أنه "رغم التجاوزات والتدمير الذي حلّ بالمنطقة على يد داعش والمرتزقة، نحاول المحافظة على تراثنا بشتى الطرق".
من جانبها قالت فوزية المرعي وهي شاعرة من مدينة الرقة إن المؤتمر أحيا تراث وثقافة كافة المكونات وهذا الخليط شكل قوة لردع كل أشكال الفتن والفساد والخراب وإفشال مخططات الاحتلال التركي الساعي إلى تفكك الروابط الاجتماعية بين مكونات المجتمع.
وعما تتميز وتشتهر به الرقة بالنسبة للمكون العربي، أشارت إلى أنه "لطالما عرف العرب بصفات الكرم للضيف ويقدمون المأكولات الشعبية المعروفة لديهم مثل المنسف وهي متنوعة الأصناف فنها يطبخ باللبن ومنها بالمرقة، بالإضافة إلى خبز الصاج المتداول الذي تصنعه المرأة بيديها".
أما عن المشروب المشهور والأساسي تطرقت إلى "القهوة المرة وهي من المشروبات المعروفة وتعتبر من الضيافات الأساسية، ويصنعونها في المنزل بدايةً يتم تحميس حبات البن وثم طحنها بأداة تدعى النجر وبعدها تغلى وتقدم".
ووجهت فوزية المرعي رسالة إلى كافة النساء بأن تتكاتفن وأن يكون الحب والتآخي شعار لهن وهكذا ستتمكنّ من المحافظة على تراثهن وثقافتهن ويتم تناقلها عبر الأجيال من أجل حمايتها من الاندثار.
وأما شهيدة إبراهيم من المكون الكردي، قالت إنه "تم عرض عدة أدوات قديمة تراثية كالسجاد الكردي المشهور بالصناعة اليدوية والمتميز فيه أنه من الصناعات اليدوية للمرأة، وأعمال يدوية أخرى مثل التطريز لتزيين الأغطية بمختلف الرسومات والألوان إلى جانب أدوات المطبخ القديمة والزي الفلكلوري".
وعن واقع المكونات قبل ثورة روج آفا، أشارت إلى أن المكون الكردي عانى لسنوات طويلة من القمع والامحاء والتهميش وسلبت هويته وثقافته التي تمثل وجوده وكيانه، ورغم كل الحروب والانتهاكات حافظو على تراثهم من أجل توريث للأجيال القادمة.
بدورها ذكرت رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية في شمال شرق سوريا أناهيد قصيبان أنه "قمنا بالتحضيرات للمشاركة في المؤتمر من خلال العديد من الأعمال والنشاطات منذ شهور، وشاركنا بخيمة المكون الأرمني الذي عرضنا فيها العديد من الاشغال والاعمال اليدوية التي نسجت وصنعت بأيدي النساء".
أما بالنسبة لتراث وثقافة المكون الارمني أوضحت "تم تقديم مائدة ملكية من كافة أصناف الطعام ومأكولات تعود لثقافتنا، إلى جانب العديد من أنواع الحلويات التي نصنعها بطريقتنا الخاصة والفواكه المجففة مثل التين والزبيب وغيرها".
وعبرت أناهيد قصيبان عن سعادتها الكبيرة كمشاركة في خيمة تضمن تراث مكونها والذي ساهم بإحياء تراثها وثقافتها "نرى روح التشارك فيما بين المكونات أجمع والتأثير الايجابي والكبير داخل كل مكون بتراث وثقافة المكونات الأخرى، ونشجع على أن تستمر عقد مثل هذا المؤتمر في المنطقة حول أهمية حماية المواقع الأثرية من الاندثار".
وحول محاور الجلسة الثانية التي تطرقت إلى الجانب القانوني، أوضحت عضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي رنا عبد القادر، أنه تم التطرق من خلالها محاور المؤتمر إلى الجوانب التاريخية للتراث الثقافي للمنطقة، وسيختتم المؤتمر في يوم الثالث والأخير غداً الثلاثاء 7 تشرين الثاني/نوفمبر، بجملة من التوصيات والمخرجات الهامة التي سيتم خلالها وضع قوانين وأنظمة خاصة لحماية تراث المادي واللامادي في المنطقة.
ولفتت إلى أنه تم تسليط الضوء من خلال الجلسة الثانية على اهمية ودور جميع الهويات والمكونات في إغناء ثقافة وتراث المنطقة والحفاظ عليها، إضافة إلى شرح معاني الكلمات وفقاً للهجات المتنوعة، إلى جانب التطرق للدراسات النقدية حول كيفية وضع آليات قانونية وأنظمة تمكن حماية التراث الثقافي المادي واللامادي في القوانين الوطنية المحلية من قبل الإدارة الذاتية.