روايات أطفال داخل الخيام على الحدود الباكستانية الأفغانية
تعاني النساء والأطفال الأفغان المرحلين من باكستان إلى مخيم تورخام الحدودي، من سوء التغذية والأمراض الجلدية.
بهاران لهيب
كابول ـ ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أن 60% من المهاجرين المرحلين الأفغان هم من الأطفال 24% منهم دون سن الخامسة، كما أن 90% من المهاجرين بلا مأوى.
في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2023، عندما بدأ الترحيل القسري للمهاجرين الأفغان من باكستان، تفاقمت معاناة النساء والأطفال أكثر من غيرهم، ويعاني معظم الأطفال الذين يقضون لياليهم في الخيام أو السيارات، من البرد والحمى والسعال الشديد، بالإضافة إلى سوء التغذية والأمراض الجلدية.
ومن بين الذين غادروا باكستان أطفال أيتام كانت مشاكلهم أكثر من غيرهم، وكانت حكومة طالبان تقدم وعوداً كاذبة بالقول "أنشأنا مكاناً للأطفال الأيتام حيث يمكنهم العيش دون أي معاناة".
وفي مخيم "تورخام" على الحدود الباكستانية الأفغانية يعيش الأطفال داخل الخيام أوضاعاً إنسانية صعبة، من بينهم رؤيا نصيري البالغة من العمر 8 سنوات التي رُحلت مع شقيقها الأكبر من باكستان، وتقول "كنت أنا وشقيقي البالغ من العمر 11 عاماً بائعين متجولين في باكستان، توفي والدي في حادث مرور قبل عام، وبعد وفاتهما عشنا مع أحد أقاربنا في باكستان، ولكي نتقدم في حياتنا كان علينا أنا وشقيقي العمل".
وأشارت إلى أن العائلة التي كانت تعيش معها تم طرد معيلها من العمل كما طُرد شقيقها من المدرسة، لتجبر على مغادرة باكستان معه فلم يعد هناك مكان يأويهم "كان علينا العودة مع العائلة التي كنا نعيش معها إلى أفغانستان، لا أعلم ماذا سأفعل الآن داخل هذه الخيام".
وعلى الجانب الآخر من خيمة رؤيا نصيري، كانت هناك خيمة أخرى يعيش داخلها العديد من الفتيات من بينهن جميلة صبور البالغة من العمر 10 سنوات، قالت "نحن أربعة أشقاء. كنا نعيش عند أقاربنا، وبعد مجيئنا إلى المخيم قدموا لكل عائلة خيمة، في أحد الأيام عندما كنت ألعب مع بنات عمي خارج الخيمة جاءت دورية تابعة لحركة طالبان صرخوا قائلين (لماذا أنتم في الخارج يجب عليكم الدخول إلى خيمتكم)".
ويذكر أن مخيمات اللاجئين على الحدود الأفغانية الباكستانية تخضع لسيطرة صارمة من قبل حركة طالبان، كما سيطرت على وكالات الإغاثة والصحفيين وأي أجنبي يدخل منطقة المخيم.