رسالة من قلب المنفى إلى وريشة مرادي وبخشان عزيزي

مقال بقلم المعلمة کوجر بزشك
أنا امرأة في المنفى، معلمة تم طردها من المدرسة خلال انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"، وامرأة اضطرت إلى الفرار من وطن يُعتبر فيه كونك امرأة ليس مجرد حالة بيولوجية، بل جريمة سياسية. مكان لا يُجابه فيه النساء الحرات بالحوار، بل بالسجن وحبل المشنقة.
اليوم، في المنفى، في بلد حر ولكن بقلب جريح ومضطرب، أكتب إليكما، عزيزتاي بخشان ووریشة، أنتما لستما مجرد ناشطتين سياسيتين ومدنيتين، بل وجهان متألقان من وجوه المقاومة النسائية في مواجهة نظام يخاف من الوعي، يرتجف من جرأة المرأة، ويرتعب من الأمل في التحرر.
في عالمٍ تتعدد فيه وجوه الهيمنة، ويتحدث القمع بألف لغة، أصبح صوتكما لغةً عالمية، لغة انبثقت من قلب السجن، ومن داخل غرف التعذيب، لتصبح شعلةً تلهم آلاف النساء والرجال الساعين إلى الحرية.
من كرماشان إلى جنيف، من السليمانية إلى برلين، من ديار بكر إلى باريس، من كوباني إلى أمريكا اللاتينية، صرخة حريتكن ضد النظام الذكوري والديني الاستبدادي، بشعار "Jin Jiyan Azadî"، ترددت أصداؤها في أنحاء العالم. أنتن شعلة في قلب الظلام، رمزٌ لا مثيل له للشجاعة والصمود والأمل.
بصرختكن هذه، حطمتن جدران الصمت والقمع، وأثبتن أن النضال لا نهاية له، ولا حدود. أصبحتن مصدر إلهام لجيلٍ تعلم أن التحرر طريق مفروش بالألم، لكنه مضاء بالعزم الفولاذي والإيمان الذي لا يتزعزع.
حكم الإعدام بحقكن ليس وثيقة عدالة، بل بداية انهيار نظام يخاف من المرأة الحرة. يهددونكن بالمشنقة، لكنهم لا يعلمون أن الأجساد المقيدة يمكن أن تصبح خالدة في الوعي الجمعي لشعبٍ بأكمله.
أنا معلمة في المنفى، أقول لكما، أنتنّ لستن سجينات، أنتن حاضرات في عقولنا، في لغتنا، وفي ضمائرنا اليقظة. أنتن لستن ضحايا، بل معلمات من طينة المقاومة. نحن، نساءً ورجالاً أحراراً، نعاهدكن ألا نسمح بصمت صوتكن، ألا ننسى روايتكن، وأن نواصل طريقكن حتى نيل الحرية الكاملة.
المنفى بالنسبة لي لم يكن نهاية، بل بداية جديدة لنضالٍ من نوع الوعي والصدق. واليوم، في هذا الطريق، أعتبركن مناراتي.
هذه الرسالة ليست مجرد تعبير عن التضامن، بل بيانٌ نسوي، سياسي، وأخلاقي، بيانٌ ضد النسيان، ضد الصمت، ضد القمع.
نحن النساء في المنفى نلتزم بأن ننقل اسمكن وصوتكن عبر الحدود. من زيورخ إلى ستوكهولم، من جنيف إلى نيويورك، لكي يعلم العالم أنتن لستن في الأسر، أنتن أكثر النساء حرية في هذا القرن. أنتن تتجاوزن جدران السجن، وتحيين في قلوب ملايين البشر الساعين إلى الحرية. بإرادةٍ نسوية، بصوتٍ منفي، وبإيمانٍ متجذر بالحرية.