قضايا المرأة تناقش إدماج الصحة الإنجابية والتربية الجنسية في المناهج الدراسية

ناقشت مؤسسة قضايا المرأة المصرية إدماج الصحة الإنجابية والتربية الجنسية في المناهج الدراسية وعدد من المحاور الاخرى منها ثقافة "العيب" وتأثيرها على الراغبين في العمل على هذا الملف، وغيرها من الأفكار.

أسماء فتحي

القاهرة ـ إدراج الصحة الإنجابية والجنسية في المناهج يؤسس لضمان المعلومات الصحيحة، وهو أمر سيتطلب جهد كبير من جميع المهتمين بالملف حتى يتم فعلياً القيام بذلك ودعم الأطفال في مراحل تعليمهم المختلفة.

فتحت مؤسسة قضايا المرأة المصرية أمس الخميس 21 كانون الأول/ديسمبر، نقاشاً حول الصحة الإنجابية والتربية الجنسية وإمكانية دمجهم في المناهج التعليمية، ووافق الحضور على عدد من المحاور منها أهمية التعامل مع ذلك الملف خاصة أن المعاناة الناتجة عنه تجاوزت حد الاحتمال، وأصبحت تؤثر على الأطفال والمراهقين وعلى المجتمع كاملاً فيما بعد، لكونه يتأثر بممارسة الأفراد الخاطئة الناتجة عن تشوه أفكارهم ومعتقداتهم في الصغر.

قالت استشارية التدريب والعلاج النفسي منى أبو طيرة أن ملف الصحة الإنجابية والتربية الجنسية بات بحاجة لعمل وجهد كبير، مؤكدةً أن النقاش عادةً ما يضيف للجميع ويفتح آفاق للعمل خاصة إن كان السؤال المطروح يتعلق بسبل الدمج في المناهج التعليمية وملائمة ذلك للمراحل العمرية المختلفة بتوعية الأطفال والمدارس.

واستعرضت مديرة برنامج الحقوق الصحية والإنجابية بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، الدكتورة ماجدة سليمان تجربتهم في العمل على التربية الجنسية داخل المدارس، مبينة أن هناك عدد من الأزمات التي واجهتهم منها عدم استيعاب المسؤولين والمدرسين للحديث عن هذا الملف والبحث عن أسباب يمكنها عرقلة عملهم داخل المدارس.

وأضافت أنهم تجولو في العديد من المدارس لنشر الوعي وتغيير المفاهيم وتغيير النظرة المتعلقة بالتربية الجنسية والصحة الإنجابية لأن هناك نظرة خاصة بهم تجعل الحديث حولهم خط أحمر غير مسموح لأحد الاقتراب منهم.

وكشفت أنهم قدموا التوعية لأكثر من 10 آلاف طالب/ة خلال الفترة الماضية، وأن المدارس فيها نقص كبير في الأدوات التي تساعد على تنمية معرفة الأطفال والأخصائيين الاجتماعيين والمشرفين المعنيين بالتعامل مع أزمات الطلبة بالأساس والتي تحتاج لتدريب على هذا الملف وتثقيف في الأدوات والردود.

وأوضحت أن ملف الصحة الجنسية والإنجابية شائك ويحتاج لجهد وعمل حقيقي من أجل تحقيق النتائج المستهدفة في ظل الموروثات الثقافية المتعلقة به، مبينةً أن لهم الكثير من التجارب داخل المدارس بشأن هذا الملف منذ عام 2008 تم خلالها رصد عدد من الأزمات والإشكاليات والتحديات الموجودة على أرض الواقع.

وأشارت إلى أن العمل على تضمين الصحة الجنسية والإنجابية في المناهج التعليمية في كل مرحلة يتطلب الوقوف على الأسلوب الذي يلائم أعمار الأطفال حتى يمكن دعمهم بالمعلومات التي تحميهم وتساعدهم في مختلف خطواتهم واختياراتهم.

وأكدت أن ثقافة "العيب" موجودة ولن تتغير على اعتبار أن الحديث عن ذلك الملف خط أحمر داخل المدارس وقد آن الأوان أن نوضح أهميته لما له من دور في تغيير الأفكار الخاطئة وتصويبها في وعي الأطفال والشباب من أجل مستقبل أفضل لهم.

واعتبرت أن عملهم على البرنامج بات فيه قدر كبير من الخبرات التي تساعد في العمل والتأثير المستمر، مؤكدةً أن الوضع تغير وبات هناك جمهور كبير يطالب بتلك المعلومات خاصة ما يتعلق بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث وتزويج القاصرات وتأثيره، مشددةً على الأهمية التشاركية في التوعية الخاصة بهذا الملف بين المنازل والمدارس والمؤسسات المختلفة والحكومة الممثلة في الوزارات المعنية.

وطرحت مؤسسة مبادرة حماية الدكتورة إيمان عزت التجربة الخاصة بهم في العمل على التربية الجنسية داخل المدارس، مؤكدةً أنهم يوجهون الجانب الرئيسي من عملهم لذوي الاحتياجات الخاصة نظراً لكون معاناتهم من الانتهاكات معدلها أكبر من غيرهم لذا قرروا تقديم الدعم لهم.

وروت عدد من التجارب التي صادفتها في عملها ومنها على سبيل المثال تعرض طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة للتحرش من أحد الأفراد، وبعد حصولها على التدريب داخل مدرستها تذكرت الأغنية الخاصة بـ "حماية" وظلت ترددها وهي تنظر بخوف للشخص المعتدي وسط الحضور مما أكد لهم أن هناك تعدي قد حدث، وبعد ذلك أفصحت لوالدتها أنه تحرش بها أكثر من مرة أثناء التجمعات العائلية حيث كان يستخلي بها في غرفة ويتحسس جسدها مما جعلها تخافه منه.

وأوضحت أيضاً أن هناك تعديات تحدث للأطفال في التدريبات وأمام أفراد الأسرة وهو أمر صادفته في أحد النوادي حينما تأثرت طفلة بالتدريب المقدم من "حماية"، وحينما تعرض لها المدرب تحت الماء في تمرين السباحة ولمس جزء من جسدها صرخت وخرجت كاشفة عما فعله، وأنه ليس جزء من التمرين وبالفعل تم تحويله للتحقيق وبتتبعها للأمر وجدت أن عدد من تحضرن التمرين 15 فتاة منهن 11 تعرضن لنفس الفعل 6 منهن لم تتحدثن نتيجة الخوف وخمسة لا تعلمن أن هذا تحرش وظنوا أنه طبيعي وجزء من التمرين.

وبينت أنه تم توعية الأطفال وتجاوز عدد المستفيدين المباشرين من مبادرة "حماية" مليون طفل، وأنهم سيواصلون العمل في مختلف محافظات مصر لأن ما يقومون به كان له صدى وتأثير حقيقي على الأطفال خاصة بعد إصدارهم لكتاب حمل جانب كبير من النصائح التي يقدمونها في التدريبات.

 

 

 

أوضحت استشارية الصحة الانجابية والسكان الدكتورة مواهب المويلحي أن التعامل مع الصحة الإنجابية والجنسية ضروري وبات من مقتضيات الواقع نظراً لوجود الهاتف بشكل شبه دائم في أيدي الأطفال وإتاحة المعلومات بشكل كبير وهو ما يعرضهم للكثير من الأفكار المغلوطة التي قد تصل لحد الإضرار بهم.

واعتبرت إن إدراج الصحة الإنجابية والجنسية في المناهج يؤسس لضمان المعلومات الصحيحة، وهو أمر سيتطلب جهد كبير من جميع المهتمين بالملف حتى يتم فعلياً القيام بذلك ودعم الأطفال في مراحل تعليمهم المختلفة.

وأكدت على أن هناك رسائل من الأهمية تضمينها في المناهج ومنها التغيرات الفسيولوجية التي تحدث خاصة في فترة المراهقة، وأيضاً ختان الإناث وتزويج القاصرات وغير ذلك من الأمور التي يعد التعاطي معها ضروري.

وعن مسألة "العيب" في تداول المعلومات المتعلقة بالثقافة الإنجابية والجنسية، لفتت إلى أن الامتناع عن التحدث بهذا الشأن هو "العيب ذاته لأن الأطفال بات متاح لهم مختلف المعلومات بما فيها الأفلام الإباحية لذلك التعامل مع ذلك الأمر وإتاحة المعلومات الصحيحة أصبح واجب من أجل التغيير الحقيقي والتأثير في أرض الواقع لضمان مستقبل آمن وأكثر استقراراً للأطفال.