نوران سزكين: نظام الرئاسة المشتركة هو التمثيل المتساوي
"نظام الرئاسة المشتركة هو التمثيل المتساوي ومن يرعى ويهتم بهذا النظام ويعمل على إنجاحه هم النساء"، بهذه الكلمات أكدت المتحدثة باسم لجنة الصحة في مخيم "مخمور" نوران سزكين على أهمية نظام الرئاسة المشتركة الذي يطبق في كافة مجالات الحياة.
![](https://jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250209-06-02-2025-mxm-nuce-pergala-hevserokati-1-jpgd2860c-image.jpg)
نوبلدا دنيز
مخمور ـ طُبق نظام الرئاسة المشتركة لأول مرة في العالم من قبل حزب الخضر الألماني عام 1980، حيث كانت نسبة تمثيل المرأة 50 بالمئة. هذا النموذج لم يتم تطبيقه على مر التاريخ، لكن حالياً يتم تطبيقه في أجزاء كردستان الأربعة تحت قيادة حركة الحرية والحركة النسائية.
إحدى المناطق التي يتم فيها تطبيق نظام الرئاسة المشتركة هي مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور)، حيث عرّفت المتحدثة باسم لجنة الصحة في مخمور نوران سزكين نظام الرئاسة المشتركة "كنموذج فهو التمثيل المتساوي، كما أن نظام الرئاسة المشتركة يلعب دوراً رئيسياً في إحياء نظام الأمة الديمقراطية والحداثة الديمقراطية والاستقلال الديمقراطي".
وأضافت "عبر التاريخ كان هناك بعض المراحل لها دور في مجال الفهم والإدراك، ويسمي القائد عبد الله أوجلان تلك المرحلة بالمرحلة الطبيعية، حيث تمكنت المرأة من إدارتها لحوالي ستة آلاف سنة، خلال هذه الأعوام لم تواجه المرأة أي مشاكل على صعيد العلاقات الاجتماعية والحياتية والمشاكل القائمة وأمضت وقتها في حل تلك المشاكل".
"بعد ظهور وعي وذهنية الرجل ظهرت المشاكل في المجتمع"
وذكرت نوران سزكين أن إنجازات المرأة التي حققتها خلال 6000 سنة سلبت منها "عبر التاريخ لم تشهد المجتمعات التي كانت تديرها النساء أي مشاكل في أي مجال، ولكن بعد ظهور وعي الرجل أصبحت المساواة بين الجنسين هدفاً وانخرط المجتمع في مشاكل عميقة. يريد وعي وذهنية الرجال تحييد وإقصاء النساء ويحاول تدمير هذا النظام. يقول القائد عبد الله أوجلان (إذا كنتم تريدون ترسيخ هذا النظام في نظام الأمة الديمقراطية والحداثة الديمقراطية والاستقلال الديمقراطي، فثقفوا أنفسكم وناضلوا من أجل تدمير وعي الرجل)، أي أنه يوضح الطريق للخروج من حصار نظام وعي الرجل".
وعن تطبيق نظام الرئاسة المشتركة من قبل أهالي مخيم مخمور، أوضحت أنه "منذ عام 1994، أي بداية سنوات اللجوء، كان لدى أهالي بوطان في مخمور تمثيل متساوٍ لكنه لم يكن مثل نظام الرئاسة مشتركة حيث كان هناك امرأة ورجل يعملان معاً، ومع الوقت دخل نظام الرئاسة المشتركة في مخيم مخمور حيز التنفيذ لأول مرة في البلدية في 25 كانون الأول 2013. وفي عام 2015 طُبق في مجلس الشعب. في السابق كان هناك نظام المجالس في المخيم، لكن بعد عام 2016 ـ 2017 أنشأ النظام الميداني ويتم العمل بنظام التمثيل المشترك".
"معظم الرجال يعتبرون الوظائف والعمل حكراً لهم"
ولفتت نوران سزكين إلى أنها عملت في نظام الرئاسة المشتركة منذ شهرين "من أجل تطبيق النظام، في البداية أجريت انتخابات في البلدية وأدلى المجتمع بصوته بإرادته، وقد لاقى هذا النظام ترحيباً من قبل المجتمع، ولكن في المقابل كان هناك عدم موافقة على نظام الرئاسة المشتركة من جانب الرجال، ونرى هذه الحقيقة أكثر في العمل حيث يعتبر معظم الرجال أن العمل حكراً لهم، وهذه العقلية لا تسمح للمرأة بالتقدم والتطور. إذا لم تصر النساء على تطوير أنفسهن، فلن يحدث ذلك".
وأشارت إلى أن المرأة قامت بتثقيف وتدريب نفسها ووقفت في وجه النظام الرأسمالي وقامت بدورها "من أجل الكفاح بقوة ضد وعي الرجل، فمن الضروري أن تقوم المرأة بتثقيف نفسها فكرياً وتاريخياً. يرى الرجال أنفسهم ديمقراطيين ومثقفين، لكنهم في الواقع يحتفظون بكل شيء لأنفسهم ويبسطون حكمهم وسيطرتهم على النساء. ولكن بعد ثورة روج آفا بشكل خاص، فإن تطوير نموذج الرئاسة المشتركة، الذي تم بناؤه بأفكار القائد أوجلان، أعطى دوراً وأهمية كبيرة للمرأة".
وذكرت نوران سزكين أن وجود القائد عبد الله أوجلان هو الفرصة الكبرى للمرأة "ثورة المرأة تلعب دوراً رئيسياً في النظام الذي أسسه القائد أوجلان، خاصة الآن في إقليم شمال وشرق سوريا أصبح هذا النظام أساساً وأملاً لجميع المجتمعات المحبة للحرية وأصبح عالمياً، وكان هذا النظام ضرورة وأصبح أكثر تنظيماً مع قيام ثورة المرأة".
وقالت إنه خلال الانتخابات البلدية كان هناك اهتمام كبير من قبل الأهالي "قال القائد أوجلان بشكل خاص لمخمور، إن (المخيم جاهز لأن يكون مجتمعاً نموذجياً، إذا تم تطبيق وترسيخ هذا النموذج في المخيم، فيمكن إنشائه في أي مكان). ورأى المجتمع أنه من خلال نظام الرئاسة المشتركة للبلدية يمكن للمرأة بسهولة إدارة الأعمال، ولهذا السبب فإن نهج المجتمع مهم جداً بالنسبة للنساء".
"النساء تحاربن وعي الرجل"
وذكرت أن نساء المخيم شاركن بشكل حاسم في النظام منذ 11 عاماً "تواصل المرأة النضال والمقاومة ضد وعي الرجل بطريقة قوية. عندما تنخرط وتعمل المرأة طوعاً وبإرادتها في أعمال الرئاسة المشتركة، فإن ذلك يخلق السعادة داخل المجتمع أيضاً، ويرتبط هذا بإيمان المرأة. وهذا الإيمان منحنا إياه القائد أوجلان، والحركات النسائية. الأمر الأساسي هو أن لدينا قيادة، جيش وحزب يرى ويعتبر أن حرية المرأة هي حرية المجتمع، وحرية المجتمع هي حرية الأمم".
وفي ختام حديثها لفتت المتحدثة باسم لجنة الصحة في مخيم مخمور نوران سزكين إلى تضحيات النساء الرائدات "إذا كانت الرائدات قد قمن بمثل هذه الأعمال الفدائية النبيلة والمقدسة ضد المحتل، فيمكننا نحن أيضاً محاربة عقلية ووعي الرجال. من يهتم بهذا النظام ويعمل على إنجاحه هم النساء. إن النساء والشباب سيدمرون هذا النظام الرأسمالي ويحررون القائد عبد الله أوجلان جسدياً، فإننا نؤمن أن النساء لديهن القدرة على الاهتمام بنظام الرئاسة المشتركة، ويجب أن نعمل على ذلك بكل قوتنا".