نساء إقليم شمال وشرق سوريا تستذكرن المناضلة والفنانة مزكين

بمناسبة الذكرى الـ 33 لاستشهادها، شاركت النساء من مختلف المقاطعات في إقليم شمال وشرق سوريا في فعاليات استذكار الفنانة مزكين التي تركت بصمتها وصوتها في الثقافة والفن الكردي.

شمال وشرق سوريا ـ ولدت غربت آيدن المعروفة باسم مزكين وهي فنانة مناضلة، في قرية بلَيدر في شمال كردستان عام 1962، وانضمت إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية عام 1980 متأثرة بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وعملت من خلال مسيرتها النضالية والفنية على إحياء الثقافة الكردية، كما وانضمت إلى الفعاليات التنظيمية والثقافية في أوروبا عام 1983، وبعد مسيرة حافلة من النضال استشهدت الفنانة مزكين عام 1992 تاركة خلفها ميراثاً للفن والثقافة الكردية.

نظمت العديد من الحركات والمؤسسات في مختلف مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا فعاليات استذكار للمناضلة مزكين في ذكرى استشهادها الـ 33.

 

"الفنانة مزكين رمزاً للنضال والمقاومة"  

بحضور العشرات من النساء، نظمت حركة الهلال الذهبي ومركز باقي خدو للثقافة والفن في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات فعالية استذكار للمناضلة والفنانة مزكين، حيث تم عرض سنفزيون عن حياة مزكين والفنانين الشهداء الذين بصوتهم أحيوا الثقافة والقضية الكردية، تلى ذلك عرض فقرات غنائية من قبل فرقة "الشهيد أسمر" التابعة لحركة الهلال الذهبي، ومن قبل فرقة بوطان التابعة لمركز باقي خدو للثقافة والفن.

على هامش الفعالية، قالت أفين برعواض الرئيسة المشتركة لحركة الثقافة والفن في مدينة كوباني "تواجدنا هنا لاستذكار مناضلة وثورية وفنانة تركت بصمتها بصوتها العذب في ثورة الفن والثقافة الكردية، وهذا شيء له معنى وقيمة كبيرة، مر 33 عاماً على استشهاد مزكين والتي تعتبر القيادية في مجال الفن والموسيقا"، مضيفةً "المناضلة مزكين تركت ميراث لنا كفنانات لكي نسير على دربها من أجل إحياء الثقافة والفن الكردي، واستطاعت بصوتها وقيادتها كثورية بأن تحمي الثقافة والفن الكردي إلى يومنا هذا وبذلك أصحبت رمزاً للنضال والمقاومة".

من جانبها قالت سلافا بوزو، الفنانة وعضوة حركة الهلال الذهبي في مدينة كوباني "في الوقت الذي كان يعاني فيه الشعب الكردي من المجازر والإبادة، استطاعت مزكين أن تكون فنانة وثورية، حيث حمت القضية الكردية ودافعت عنها بصوتها. لذا، فإن ما قدمته من أجل الكرد وقضيتهم هو فخر لنا جميعاً".

وعن تأثير صوت وشخصية المناضلة مزكين أكدت "لأغانيها وكلماتها الثورية تأثير كبير على المجتمع، ولهذا نجد اليوم الآلاف من الأشخاص والفنانين يسيرون على دربها، وأنا واحدة منهم، حيث أستمد إلهامي من صوتها وكلمات أغانيها".

وأشارت إلى أنه "بفضل نضال الفنانة مزكين وغيرها من المناضلات، أصبحت حركة التحرير الكردستانية اليوم تعكس صوت النساء ورأيهن وإدارتهن، وقد منحت النساء الفنانات قوة تمكنهن من تولي المناصب القيادية وإحياء ثورتنا من خلال فنهن وصوتهن".

 

 

نساء الرقة والطبقة تستذكرن الفنانة مزكين

تحت شعار "بروح الحادي عشر من أيار، وبإرادة الفن الثوري، سنبني مجتمعاً ديمقراطياً ونضمن الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان"، أحيت كل من حركة الهلال الذهبي لثقافة وفن المرأة وهيئة الثقافة والآثار في مقاطعتي الرقة والطبقة، ذكرى الـ 33 لاستشهاد الفنانة مزكين.

بدأت الفعالية بإلقاء كلمة باسم مركز الهلال الذهبي، استذكر فيها الفنانة مزكين التي استشهدت في 11 أيار/مايو 1992 في تطوان.

واستذكرتها سمر الجمعة الإدارية في مركز الهلال الذهبي "انضمت مزكين إلى الصفوف الأولى احركة حرية المرأة وكان لها مسيرة حافلة بالنضال الدؤوب، فقد مثلت شخصيتها الرمزية ودونت في أسطر التاريخ، وجعلت من 11 أيار يوماً يعبر عن شهداء الثقافة والفن في حركة الحرية، فقد مزجت بين حب الفن والوطني، لتصبح فنانة ثائرة وتسجل اسمها في حركة الفن الثوري من أجل الحرية".

وعن الصفات التي حملتها مزكين، أوضحت "الشهيدة مزكين عُرفت بالمرأة المناضلة والشجاعة والقوية التي لا تعرف الخوف والاستسلام، وسعت جاهدة من خلال أغانيها التراثية وصوتها العذب أن تحافظ على هوية وثقافة شعبها وتظهر بطولات والملاحم البطولية لشهداء وطنها، فقد تمكنت من مواجهة كافة مخططات العدو فهي لم تحمل سلاحاً سوى حنجرتها".

وفيما يتعلق بدافع مشاركتها، قالت حور العبد الله، عضوة في مركز الهلال الذهبي "لقد كنا نستعد منذ أكثر من شهرين من خلال التدريبات، وأردت أن أشارك في إحياء ذكرى الشهيدة مزكين، وهو شرف لي. تمثل مزكين كل فنانة تسعى لكسر القيود التي تقمع صوت المرأة الحر، وقد أصبحت رمزاً فنياً ثورياً لكل فنانة تسير على خطاها. نضالها وشخصيتها تجسد صوت حركة الحرية لكل امرأة تتوق إلى التحرر، وهي مصدر قوة وإلهام لجميع النساء، ودافع لكل الفنانات اللواتي يتبعنها".

وأكدت أنه "يجب على الفتاة التي تمتلك موهبة فنية أن تتجاوز حاجز الخوف وتعمل على تطوير موهبتها، مستلهمة من روح الشهيدة مزكين"، مشددة "نجدد عهدنا بأننا سنظل نسير على دربهم وسنواصل مسيرتهم الفنية حتى نحقق آمالهم وتطلعاتهم من خلال التعبير الفني عن الحرية".

وتُعتبر الثقافة والفن من الركائز الأساسية لتحقيق نصر حركة الحرية، فالفن يحمل رسالة نبيلة تعكس واقع الشعب وصوت المرأة. لذا، من الضروري أن تُعبر المرأة عن نفسها بصوتها، لتجسد واقعها وحقيقة ثورتها، وأن تصل أصداء صوتها وألحانها إلى كل امرأة حرة، مما يساهم في انتصار ثورة حرية المرأة.

 

 

بروح الشهيدة مزكين ستتحدين الصعاب وترفعن صوت الموسيقى

أما في مدينة الحسكة أحيى المعهد العالي للفنون ـ الهلال الذهبي ذكرى شهادة الفنانة والمناضلة هوزان مزكين عبر تقديم فقرات غنائية تشيد بنضالها من أجل شعبها ومسيرتها الفنية.

وبدورها سردت الإدارية في المعهد نورهق كولبهار مسيرة حياة الشهيدة هوزان مزكين منذ نشأتها ونضالها النسوي والفني والدفاعي، والميراث الفني التي تركته خلفها بعد شهادتها، إلى جانب قراءة قصيدة القائد عبد الله أوجلان الذي أرسلها مؤخراً للأطفال، وكما عرض سنفزيون تضمن أغاني وصور الشهيدة هوزان مزكين.

وعلى هامش أحياء ذكراها بينت الطالبة  في المعهد العالي للفنون ـ الهلال الذهبي حنيفة عجو أن الشهيدة هوزان مزكين تمثل لهم إرثاً فنياً ونضالياً، معتبرة أن الفن والنضال طريقان متلازمان غير منفصلان موضحة "في العديد من المجتمعات يمنع ولوج المرأة في مجال الفن وهذا يتغير بالنضال دون شك، إلا أنه عندما تكون الحكومة ذات طابع متشدد وتمنع جميع مظاهر الفن، هذا يتطلب نضالاَ مضاعفاً" مشيرة إلى أن "كل فرد يعبر عن موهبته وعما بداخله بأسلوبه الخاص والفن أحد تلك الأساليب، وبالنسبة لنا الفن هو الأسلوب الذي نتبعه في كافة الظروف الحرب والسلام على حدٍ سواء" مؤكدة "بروح الشهيدة هوزان مزكين سنرفع من وتيرة نضالنا ونعلي صوت الموسيقى في أي ظرف إن كان".