ناشطات: ساكينة جانسيز ناضلت بشفافية بعيداً عن حب الذات والظهور
نظمت رابطة جين النسائية ندوة حول كتاب "حياتي كلها صراع" الذي كتبته المناضلة ساكينة جانسيز وتُرجم إلى العربية تزامناً مع الذكرى الحادية عشرة لاغتيالها، لتسليط الضوء على مسيرتها النضالية التي شكلت إلهاماً للمناضلين حول العالم ولا سيما النساء.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ أقامت رابطة جين النسائية ندوة بحضور عدد من الناشطات اللبنانيات والكرديات حول كتاب الأيقونة ساكينة جانسيز "حياتي كلها صراع" الذي يتألف من ثلاثة أجزاء، وذلك في مقر رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية في العاصمة اللبنانية بيروت.
تحدثت بشرى علي التي ترجمت كتاب ساكينة جانسيز "حياتي كلها صراع" عن أهمية الكتاب قائلةً "من المهم قراءة هذا الكتاب حول حياة هذه الأيقونة، فهي كردية الهوية لكنها أممية الهوى والمسيرة والنضال، وتستحق الإحاطة بسيرتها والتي تحتوي على الكثير من الدروس لجميع شرائح المجتمع وخصوصاً النساء والفتيات، وكيف يصبح الألم معلماً للإنسان، ودافعاً لكسب إرادة قوية وعزيمة لتحدي كل العوائق والظلم الذي يمكن التعرض له في هذا العالم الذي يكشف يوماً بعد يوم زيف الادعاءات والشعارات الرنانة، لتبقى قوة وعزيمة الإنسان وأن يكون جندياً للبحث عن الحقيقة، ولنصل إلى هذه المرحلة فالبوصلة ستكون كتاب المناضلة ساكينة جانسيز".
فيما قالت الكاتبة صونيا الأشقر "نجتمع اليوم لكي نعترف بأن الذكرى الحادية عشرة لمقتل الأيقونة ساكينة جانسيز ليست سوى حياة جديدة ستطبع على جبين التاريخ"، مضيفةً "إن الحياة وقفة نضال، هذا هو مختصر أيقونة النضال ساكينة جانسيز المعروفة بـ "سارة".
وأضافت "نجتمع اليوم لكي نشهد معاً على أن ساكينة جانسيز من النساء الأوليات التي ساهمت في تأسيس الحركة الكردية العامة، وهي التي عملت بكل جهد على زرع بذور تأسيس الحركة النسائية الكردية، وهذا ما لمسناه من خلال كتابها "حياتي كلها صراع"، وأصبحت من خلال مواقفها النضالية رمزاً تناشد به الشعوب المظلومة، فأن صلابة الفكر لا تتوحد إلا عندما نقرأ مسيرتها".
وقالت "ورثت ساكينة جانسيز الحنكة والذكاء والهدوء وطريقة التعاطي البناء من والدها الذي كان مثالها، ولا شك أيضاً أن تعلم اللغة التركية كان عذاباً بحد ذاته، بعدما كانت تذهب من القرية إلى المدينة يومياً إلى المدرسة، وقد استمدت القوة من والدتها التي كانت دوماً تذكرها بألا تخجل من هويتها الكردية، وهذا ما جعلها همزة الوصل بين الأمة الكردية".
وأشارت إلى أن ساكينة جانسيز خلدت المناضلين ورحلة النضال بعناوين مؤلفاتها مثل "محمد كيلان... آه يا ولدي"، "لقد قتل حسين جواهرة"، و"قيدت حماستي ومشاعر الطفولية بالسلاسل"، فحياتها لم تكن ملكاً لها، بل حولتها إلى بصمة جديدة حفرتها على وجه التاريخ.
وأوضحت أن "الكتاب يوثق مراحل حياة ساكينة جانسيز التي ناضلت بشفافية بعيداً عن حب الذات والظهور، وكانت تعيش حياة الزهد والنضال للتخلص من الاضطهاد والعنصرية والقتل والتنكيل، هي امرأة رائعة مناضلة نادرة الوجود ولا مثيل لها، وهذا الأمر يجعلني أشعر بالقلق الوجودي، وبأن الإنسان لا وجود له لولا القيم والمبادئ التي ناشدت بها ساكينة جانسيز".
وطالبت صونيا الأشقر بضرورة التوعية حول السيرة النضالية للمناضلين/ات الكرد، وتعليم اللغة الكردية ليتمكن الكثيرون من الاطلاع على التاريخ النضالي للأمة الكردية والنساء الكرديات.
من جهتها، قالت عضو أكاديمية الجنولوجيا في إقليم شمال وشرق سوريا زهيدة معمو "ككرديات نعتبر ساكينة جانسيز القائدة المعنوية والروحية لجميع النساء، وسنستمر بهذا النضال لسنوات طويلة، وقد شجعتنا هذه الندوة أن نرفع صوتنا أكثر، خصوصاً وأن هناك نساء كثيرات كرديات أصبحن رموز للنضال والمقاومة، ولكن لا تصل سيرتهن لكل أنحاء العالم".
وأضافت "اليوم في بيروت، شهدنا امرأة لبنانية قرأت هذا الكتاب، وتأثرت بمضمونه، مثلما تأثرنا بوجودها معنا، خصوصاً وأنها امرأة مناضلة ومثابرة بعملها كونها كاتبة وشاعرة وصحفية، وكانت مناقشة حول هذا الكتاب، وكيف أصبحت ساكينة جانسيز رمز وأيقونة للمقاومة والنضال".
بدورها قالت سميرة باكير إحدى الناشطات من الجالية الكردية وحضرت الندوة "أبدعت صونيا الأشقر في تناولها الكتاب الخاص بالأيقونة ساكينة جانسيز، وعرضت سيرتها النضالية وصولاً لاستشهادها، ومنها محطات تأسيس حزب العمال الكردستاني مع القائد عبد الله أوجلان، حيث وضعت نصب عينيها وهدفها ووضعت عقلها وذكاءها من أجل قضية الشعب الكردي، وتعرفنا خلال الندوة أكثر على هذه السيرة وعمقت معرفتنا بها، ونتمنى أن نتمكن من السير على خطاها ومنهجها وطريقها".