مؤتمر ستار: سنجعل كل لحظة من لحظاتنا نضال ومقاومة
أكد مؤتمر ستار من خلال الرسالة التي وجهها بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة على أن الروح النضالية المشتركة قادرة على تحقيق تحالف نسائي عالمي لتحقيق مجتمع حر وعادل وديمقراطي.
مركز الأخبار ـ في رسالة عبر فيها مؤتمر ستار عن دعمه للتنظيمات النسوية في كافة أنحاء العالم، تزامناً مع اقتراب يوم المرأة العالمي الذي يحمل الروح النضالية المشتركة لتحقيق التحالف النسائي العالمي والوصول إلى مجتمع حر عادل وديمقراطي.
وجه مؤتمر ستار رسالة اليوم الثلاثاء 5 آذار/مارس إلى كافة التنظيمات النسوية حول العالم تزامناً مع اقتراب يوم المرأة العالمي، حيث ورد في رسالته "بدايةً وبمناسبة قدوم يوم ٨ آذار يوم المرأة العالمي يوم المقاومة والنضال، حيث يرتفع فيه صوت النساء المنادي بالحرية والحقوق ليعم صدا أصواتهنّ جميع أصقاع العالم، وأن هذا اليوم الذي يشهد فيه تظاهرات واحتجاجات نسائية عالمية وتحالفاً نسوياً مشتركاً يعتبر مكسباً حققته النساء عبر مسيرتها الطويلة من النضال الثوري وكذلك خلفت إرثاً تاريخياً، وذلك من خلال التضحيات التي قدمتها النساء وعليها نستذكر جميع المناضلات والشهيدات اللواتي ضحينّ بأنفسهنّ في سبيل تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الجندرية والسلام والديمقراطية أمثال روزا لوكسمبورغ، أولمبيا داغوغس، ساكنة جانسيز، ليلى قاسم، مينا كيشوار، شيرين أبو عاقلة وجينا أميني وآرين ميركان".
وأضافت الرسالة "كما ونحيّ مقاومة ونضال جميع الناشطات والثوريات القابعات في السجون المتمردات على الأنظمة القمعية والديكتاتورية، ونهنئ كافة نساء العالم بيوم الثامن من آذار وتحت شعار الذي أطلقته النساء في إقليم شمال وشرق سوريا شعار "بإرادة المرأة الحرة، ننهي سياسات الإبادة، الاحتلال، العزلة"، أن هذا اليوم يحمل الروح النضالية المشتركة التي تقوي الآمال لتحقيق وحدة وتحالف النساء العالمي التي تتطلع إلى تحقيق مجتمع حر، عادل، وديمقراطي".
وأستذكر المؤتمر في رسالته "ها قد مر عام آخر مليء بالمنجزات والمكتسبات حققتها النساء بنضالهنّ، إلا أنها تواجه الكثير من التحديات والمخاطر التي تسعى إلى تقويض الحراك النسائي وتطلعاتهنّ إلى الحرية، فلا بدّ من الإشارة أنه يفترض مع تقدم العلم والتكنولوجيا واللذان كانا يجب أن يصبا في خدمة المجتمعات وتحقيق الأمن والسلام، إلا أن الحداثة الرأسمالية جعلت من العلم أداة لتطوير الأسلحة الفتاكة، فيومياً نشهد ابتكار المزيد والمزيد من الأسلحة وتنفق الدول ميزانياتها التي كان يفترض أن تقدم من أجل توفير الخدمات للمجتمع وتحقيق حياة أكثر رفاهية وأمنا من شراء الأسلحة، أن السعي إلى تحقيق المزيد من الربح والهيمنة والحرب والاحتلال نابعة من الذهنية الذكورية السلطوية، التي يكون فيها الأطفال والنساء والمجتمعات هم الضحايا وبالدرجة الأولى يتم استهداف النساء والتي تعتبر المستعمرة الأولى، لأن الأنظمة الذكورية والعنصرية والدينية والرأسمالية كلها تحاول استعباد النساء أولاً، لأن مستوى حرية وتقدم المجتمعات يرتبط بمدى حرية وتقدم المرأة، فمن خلال كسر إرادة المرأة يريدون كسر إرادة المجتمعات وخلق مجتمع القطيع، فأننا رأينا العام الفائت اندلاع المزيد من الحروب إقليماً وعالمياً ونتجت عنها جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة المرأة والإبادات الجماعية بأشكال مختلفة كما في كردستان وفلسطين وسوريا والسودان واليمن وإيران، وأفغانستان وأمريكا لاتينية".
وفي ختام رسالته قال المؤتمر "في هذه الحروب تم استهداف النساء القياديات والرياديات في المجتمع وازدادت حالات التهجير والاغتصاب والخطف والقتل، وذلك لسلب كل ما حققته النساء خلال تاريخها النضالي والعودة بها إلى العصور الجاهلية وبأشكال أكثر تطرفاً وعنهجية وتحت مسمى الدين والعادات وبأيدي القوى الرأسمالية التي هي بذاتها تخلق الحروب في المنطقة وتسعى إلى تفكك مجتمعي وتهدف إلى إفراغ ثورة المرأة من محتواها، ولتصدي لكل هذه الحروب والاحتلال ولمواجهة التحديات والمخاطر التي نواجهها من قبل النظام الفكري القمعي الذكوري الذي نظم نفسه خلال آلاف الأعوام ويخشى على كينونته ويرى في مكتسبات المرأة خطراً على وجوده، وبوسائل أكثر فتكاً يواجه النضال النسوي، لذا علينا كنساء أن ندرك هذه الحقيقة وننظم أنفسنا من كافة الجوانب فكرياً واجتماعياً وسياسياً ونطور أساليب الحماية ونقوي تكاتفنا وتحالفنا ونرفع وتيرة نضالنا بروح ثورة المرأة الحياة الحرية، ونجعل كل لحظاتنا نضال ومقاومة، لأن في كل لحظة تقتل فيها العشرات من النساء على مستوى العالم، لذا يستوجب علينا أن نجعل من لحظاتنا نضال ومقاومة ونوسع من أفق نضالنا ليتجاوز النطاق المحلي والإقليمي ليصبح عالمياً، ونتحمل كمنظمات نسوية المسؤولية الملقاة على عاتقنا ككل وذلك بمساندتنا ودعمنا وتقوية أنظمتنا الدفاعية في سبيل حماية مكتسبات وميراث تاريخ حرية المرأة لنسطر بذلك سوياً تاريخ حرية المرأة، كما نسعى لتحقيق حياة أكثر أمناً وسلاماً وعدلاً خالية من الحروب والنزاعات والاحتلال، ونجعل من القرن الواحد والعشرون قرن لتحقيق حرية المرأة على أساس مبدأ الكونفدرالية الديمقراطية".