مسنات من سد تشرين: أينما كانت المقاومة سنكون هناك
أكدت مسنات أنه رغم تقدمهن في السن والأمراض التي تعانين منها، قطعن مئات الكيلومترات للمشاركة في مقاومة سد تشرين "مطالبنا هي السلام وإيقاف المجازر التي يرتكبها الاحتلال التركي".
سوركول شيخو
سد تشرين ـ دخلت مقاومة سد تشرين في إقليم شمال وشرق سوريا يومها الـ 25 وتركت الأمهات المسنات مع العشرات من الأحفاد كل شيء خلفهن وسافرن مئات الكيلومترات حتى وصلن إلى السد، في هذه المقاومة التي سيكتبها التاريخ، تترك الأمهات المسنات بصماتهن على الصفحات.
يواصل المناوبون على سد تشرين الواقع جنوب مدينة كوباني بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، فعالياتهم بهدف حماية مكتسباتهم، ودعم قواتهم على الخطوط الأمامية في جبهات القتال ومن بين المناوبين ثلاثة مسنات من مقاطعة الجزيرة، تركن كل شيء خلفهن وشاركن في المقاومة التي لا تزال مستمرة ليومها الـ 25 على التوالي، ومن بين المسنات فاطمة عثمان التي توجهت إلى سد تشرين في 28 كانون الثاني/يناير الفائت، واليوم تنتهي وقفتهم عند السد وعن السبب وراء مشاركتها تقول إنها نسيت كل أمراضها لتأتي للمشاركة في مقاومة السد التاريخية "رغم الأمراض الكثيرة التي نعاني منها، جئنا إلى السد لنشارك في المقاومة، لحماية أراضينا ومكتسباتنا".
وأشارت إلى أن هجمات الاحتلال التركي على المنطقة يجب أن تتوقف "نحن لم نهاجم أراضيهم وحدودهم مثلما يفعلون فهم يرتكبون المجازر بحقنا، وتتعرض مناطقنا للقصف المستمر، لا يمكن أن نتسامح مع هذه المجازر التي يرتكبونها، لذلك على المنظمات الدولية التحرك فوراً وإيقاف الهجمات".
وقالت فاطمة عثمان في ختام حديثها "ما دام هناك مسنين مثلي سنواصل مقاومتنا في السد بهذه العكازة التي نتكئ عليها، لنحميها، كما إننا نناشد المجتمع الدولي بإيقاف الهجمات على مناطقنا، كفى، طفح الكيل، إنهم يتاجرون بحياتنا وأراضينا ومكتسباتنا وبقتل أطفالنا وأبنائنا، لذلك يجب محاسبة كل من يرتكب جرائم ضد الإنسانية"، مشيرةً إلى أن كل شخص لديه ضمير حي يجب ألا يبقى صامتاً عن هذه المجازر التي ترتكب في المنطقة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته "سنبقى ندافع عن أرضنا حتى النهاية وحتى آخر رمق من دمائنا".
من جانبها قالت كولي محمد مهجرة من عفرين المحتلة وتقطن في مقاطعة الجزيرة، أينما كانت المقاومة فإنها ستكون هناك "سبع سنوات من التهجير والمجازر والمذابح لم تعد كافية، هذه المرة تحاول تركيا احتلال المنطقة بأكملها، صحيح أننا هجرنا ولكن كشعب عفرين موجودون هنا لنقاوم ونحمي السد من الهجمات، فالاحتلال التركي يهدف من خلال هجماته كسر إرادة الشعب المقاوم، نقول لأردوغان حتى لو قمت باحتلال عفرين والشهباء فلن نسمح لك باحتلال سد تشرين وانتهاك هذه الأرض التي سفكت عليها دماء أبنائنا".
بدورها أوضحت فوزية أحمد حسن البالغة من العمر 74 عاماً أن الاحتلال التركي مستمر بقصف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا "يجب أن يعلموا أننا في مثل هذه الأحوال لن نبقى مكتوفي الأيدي، على الرغم من تقدمي في العمر واستنادي على العكازة، ومعاناتي من الأمراض، إلا أنني شاركت في مقاومة السد لدعم قواتنا المدافعين عنا حتى نحقق النصر"، متسائلةً "بأي حق جاءوا ليحتلوا أراضينا".
وأكدت في ختام حديثها أن مطالبهم هو السلام فقط وإيقاف الهجمات والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين "مطلبنا هو السلام نحن لسنا مع الحرب والقتل، لن نسمح بسفك الدماء، لذلك سنقاوم حتى نحقق النصر".