مشاركات في المؤتمر الدولي الثاني للأديان والمعتقدات تدعين إلى التعايش المشترك

دعت المشاركات في المؤتمر الثاني للأديان والمعتقدات المنعقد في شمال وشرق سوريا والذي من المقرر أن يستمر ليومين، إلى تحقيق التعايش المشترك، والحد من استغلال الأديان وتشويه صورها في سبيل تحقيق المصالح الشخصية.

الحسكة ـ أكدت المشاركات في المؤتمر الثاني للأديان والمعتقدات على ضرورة إرساء أسس الإخاء وتعزيز أواصر الأخوة وتفعيل دور المرأة في المجتمع.

تحت عنوان "بأخوة الأديان نرتقي بالقيم الإنسانية"، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي الثاني للأديان والمعتقدات برعاية ملتقى أديان ومعتقدات مزوبوتاميا بشمال وشرق سوريا، اليوم السبت 8 تموز/يوليو.

وشارك في المؤتمر أكثر من 300 شخصية من كافة الأطياف والمعتقدات من شمال وشرق سوريا ودمشق وإقليم كردستان، بالإضافة إلى مشاركة العشرات عبر تقنية الفيديو المصور وتطبيق زووم من كردستان ودول الشرق الأوسط والعالم.

ويتضمن المؤتمر الدولي 4 جلسات رئيسة يتناول فيها المشاركون عبر محاضرات ومداخلات على مدار يومين أسس الإخاء، ودور المرأة في تعزيز أواصر الأخوة، ودور السياسة والإعلام في نهوض الدين لحل مشاكل المجتمع، والحلول والمقترحات لترسيخ الإخاء الإنساني، التحديات التي تواجه المرأة في بعض المراكز الدينية، تأثير العادات والتقاليد في المجتمع، مساهمة المرأة في إرساء الإخاء في المجتمع والحضارات القديمة.

 

 

وعلى هامش المؤتمر الدولي قالت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي دلال خليل "إن انعقاد هذا المؤتمر اليوم مهم جداً، لأن ما تعانيه المنطقة من حروب وتدخلات خارجية هي نتيجة تشويه اسم الأديان والفهم الخاطئ لها، إن جميع الأديان السماوية تنادي بالحرية والسلام والتعايش المشترك".

وأوضحت أنه "اليوم ومن خلال هذا المؤتمر والمحاور والنقاشات نحاول إيصال رسالة إلى الذين يستخدمون الدين وفق مصالحهم الشخصية وتنفيذ مخططاتهم العدوانية في المنطقة بأن الدين بريء من أفعالكم وأعمالكم، لم يسلم الإنسان ولا الحيوانات ولا البنية التحتية من ممارسات الذين يستغلون الأديان في سياساتهم، ويعد مرتزقة داعش أكبر مثال على ذلك، فقد كانت تجربة مروعة في تاريخ الأديان السماوية، فقد شوه المرتزقة اسم الدين الاسلامي".

وعن دور المرأة في هذا المؤتمر تقول "هناك مشاركة واسعة للنساء في هذا المؤتمر، إنهن تسعين لتعزيز أواصر الأخوة وإرساء الإخاء في المجتمع، وسنناقش ما تواجهه المرأة في المراكز الدينية، وتعد هذه تجربه جديدة في مناطق شمال وشرق سوريا من حيث مشاركة كافة المكونات والأديان والاجتماع على طاولة واحدة لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والصعوبات والمعوقات التي تواجههم".

وأشارت إلى أنه هناك بين الحضور من يعتنق الديانة المسيحية والإسلامية والزرداشتية والإيزيدية والدرزية، كما سينضم عبر السكايب من الديانة اليهودية والشركسية كذلك "سنسعى للوصول مع ختام المؤتمر إلى نتائج ترضي جميع الأطراف وتحقيق العيش المشترك".

 

 

ومن جانبها قالت الناطقة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية في شمال وشرق سوريا سعاد حسو "للمرة الثانية أشارك في هذا المؤتمر الذي تكمن أهميته في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي يتم نشرها عن الأديان، وإيجاد حلول مناسبة من أجل التعايش المشترك والسلمي بين مختلف المجتمعات والأديان".

وأوضحت أن "النساء الإيزيديات عانين كثيراً عبر التاريخ وتعرضن لعشرات المجازر والتي كانت آخرها في شنكال عام 2014 التي ارتكبت على يد مرتزقة داعش الذي حارب باسم الدين الإسلامي وقتل الآلاف من النساء والأطفال وباعهن في سوق النخاسة، ولكن اليوم وبفضل الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، عرفت المرأة الإيزيدية نفسها وتحررت من رجس الإرهاب، وشكلت لنفسها اتحاداً ليكون بإمكانها المشاركة في كافة المجالات بعد أن كانت مهمشة وتعاني من التطرف الديني والعنصرية".

وأشارت إلى أنه في مداخلة لها خلال المؤتمر ستتحدث عن العادات والتقاليد في المجتمع "هدفنا في هذا المؤتمر هو التعايش المشترك في ظل مشروع الأمة الديمقراطية"، مضيفة "الديانة الإيزيدية يعود تاريخها إلى ثلاثمئة عام قبل الميلاد تعرض معتنقيها لـ 74 مجزرة، وبالرغم من ذلك بقينا محافظين على ديانتا وعاداتنا لأننا دين سلام ونتعايش مع كافة الأديان".

 وفي ختام حديثها قالت سعاد حسو "نريد أن نوجه رسالة للعالم من خلال هذا المؤتمر أننا نريد ن نعيش بسلام وكفى ارتكاباً للمجازر بحقنا دون ذنب وتشويه صورة الأديان بهدف تحقيق مصالحهم الشخصية كما يحصل اليوم في مدينة عفرين بشمال وشرق سوريا من تهجير للإيزيديين وتغيير ديمغرافية المنطقة".

والجدير ذكره أن المؤتمر الدولي الأول للأديان والمعتقدات عقد عام 2022 في شمال وشرق سوريا تحت عنوان "معاً ننشر رسالة السلام".