منتدى ثورة المرأة مستمر بأعماله ويؤكد على ضرورة تضافر الجهود النسوية

في ظل المستجدات السياسية التي تؤثر بالدرجة الأولى على واقع النساء خاصة في البلدان التي تشهد حروباً ونزاعات، تعمل مجموعة من التنظيمات النسوية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على التعريف بثورة المرأة وتعميمها كنموذج في دول الجوار.

الحسكة ـ أكدت المشاركات في منتدى ثورة المرأة، على ضرورة تضافر الجهود النسوية لحماية مكتسبات ثورة روج آفا التي عرفت باسمها، والسعي جاهداً للقضاء على النظام الأبوي الذي يُنتج العنف الذي يصل حد قتلهن.

تستمر أعمال منتدى ثورة المرأة الذي نظم من قبل مؤتمر ستار، وانطلق صباح اليوم الخميس 25 تموز/يوليو، بمناقشة المحاور والمداخلات، حيث تطرق المحور الأول إلى "تداعيات المستجدات والتطورات السياسية على واقع المرأة".

وأوضحت عضو مركز الفرات للدراسات جنار صالح التي أدارت المحور الأول، إلى أن العالم يعيش أزمات متعددة، مشيرةً إلى أن التهديدات النووية والمجاعة والرأسمالية المسيطرةالتي لها تأثير كبير على المجتمعات وخاصة النساء، مؤكدةً على أنه حان وقت وضع الأمور في نصابها وإيجاد حل لجميع الأزمات.

الثورة تعد نقطة تحول جذرية في تاريخ المنطقة، ولفتت إلى أن النساء لعبن دورهن في ساحات النضال في طريقهن إلى الحرية وأخذن مكانهن وساهمن في إدارة المجتمع من خلال المشاركة في كافة المجالات، لقد سعين جاهدات لحماية مكتسبات الثورة والإنجازات التي حققنها، والعمل على إنشاء منظومة خاصة بهن.

بينما سلط المحور الثاني الذي أدارته عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر؛ الضوء على معنى مصطلح "إبادة المرأة"، مشيرةً إلى أن النظام الأبوي يُنتج عنفاً ضد النساء يصل إلى حد القتل تحت مسميات مختلفة منها "الشرف، الغيرة، الحب، المنافسة"، في حين لا يزال ينظر إلى قتل النساء في كثير من الدول أو الثقافات أو المجتمعات على أنه جريمة قتل جنائية ليس لها سياق مرتبط بالتمييز ضد النساء، بل إنها غالباً ما تفشل في تحقيق العدالة للضحايا.

ولفتت إلى أن الحركة النسوية قامت باستنباط مصطلح "إبادة المرأة" لتسليط الضوء على استهداف النساء وقتلهن أو إبادتهن لأنهن نساء، سعياً منها للاعتراف بسطوة النظام الأبوي وتعمده قتل النساء، مشيرةً إلى أن المصطلح يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث استخدم بهدف رفع الوعي بحجم وفيات النساء الناتجة عن العنف، وفي عام 1992 عرف على أنه القتل الوحشي للنساء من قبل الرجال بدافع الكراهية أو المتعة أو الشعور بالتملك المتجذر في علاقات القوة غير المتكافئة تاريخياً بين الجنسين.

فيما تناول المحور الثالث "المكتسبات التي حققتها المرأة أثناء ثورتها في مناطق شمال وشرق سوريا، وهل يمكن تعميم نموذج ثورة المرأة في دول الجوار؟".

ولفتت عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا رمزية محمد التي أدارت المحور، أن الحياة الندية الحرة لا يمكن أن تكون بدون وجود المرأة التي بإمكانها اتخاذ القرارات الصائبة، مشددة على ضرورة المشاركة الفاعلة للمرأة في كافة مجالات الحياة.

وتخلل المنتدى عرض سنفزيون ومداخلات عبر تطبيق الزوم من قبل الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، والكاتبة والناشطة السودانية سعدية عيسى، وسكرتيرة الحراك النسوي العراقي "انتفضي"، وكذلك رئيسة الجمعية اللبنانية وردة بطرس للمساواة ماري ناصيف الدبس.

وعلى هامش المنتدى أكدت عضوة لجنة العلاقات والاتفاقيات في مؤتمر ستار روكن أحمد على أهمية عقد المنتدى في هذا الوقت أي في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة مع حلول الذكرى الثانية عشر لثورة روج آفا التي تصادف التاسع عشر من تموز/يوليو.

ونوهت إلى أن المنتدى شهد حضوراً نسوياً جيداً على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ناقشنا معاً المكتسبات والإنجازات التي تحققت إثر النضال النسوي المستمر".

وأضافت "هناك الكثير من النساء لا تدركن شيئاً عن تجربة المرأة في ثورة روج آفا التي أثرت على العالم أجمع، لذا تم إشراك النساء من عدة دول لتسليط الضوء على الثورة عبر الزوم والاستفادة من التجارب"، مشيرةً إلى إن المستجدات السياسية تؤثر بالدرجة الأولى على واقع النساء خاصة في البلدان التي تشهد حروباً ونزاعات كإيران وشرق كردستان وأفغانستان وسوريا وفلسطين والسودان وغيرها.

 

 

من جانبها قالت عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر، أن مصطلح "إبادة المرأة" غير مشاع بشكل كبير، لافتةً إلى إنها تطرقت خلال محورها إلى الأشكال العديدة لإبادة المرأة وهي قتل النساء المتعلق بالجندر، القتل الناجم عن عنف الشريك الحميم والعنف المنزلي والقتل المتعلق بالشرف، وقتل النساء واغتصابهن في سياق النزاع المسلح والحروب والذي يتضمن استهداف القياديات والمناضلات اللواتي تلعبن أدواراً قيادية في المجتمع، وهي جزء من استراتيجية حرب الإبادة، حيث يتم محاولة كسرهن وتقويض حركة المجتمع المدني والنضالات السياسية.

وأشارت إلى أنهم سيسعون للخروج بتوصيات بإمكانهم من خلالها وضع حد لإبادة المرأة في كافة أنحاء العالم، في سبيل تحرير كافة النساء والقضاء على النظام الأبوي.

 

 

والجدير بالذكر أن أعمال منتدى ثورة المرأة لا تزال مستمرة لمناقشة المحورين الرابع والخامس اللذان سيركزان على كيفية حماية مكتسبات وإنجازات المرأة؟ وكيفية جعل ثورة المرأة نموذجاً للجميع في المنطقة والعالم؟، والخروج بتوصيات من شأنها حل قضايا المرأة.