'من واجبنا تنظيم زوجات وأبناء الشهداء'

قيّمت مديرة مجلس المرأة في مؤسسة عوائل الشهداء هيفي سعيد عمل المجلس بالقول "نحن نعمل من أجل أن يكون لأبناء وزوجات الشهداء مستقبل حر. إن تنظيم زوجات وأبناء الشهداء هو واجبنا الرئيسي".

بروين أمارا

قامشلو ـ الثورة لا تكون بدون ثمن ومن بنى هذه الثورة وقدم التضحيات هم الشهداء. اليوم في إقليم شمال وشرق سوريا قامت ثورة المرأة بفضل الآلاف من الشهداء. لقد تم القيام بالكثير من العمل وبذلت الكثير من الجهود من أجل إنشاء نظام الإدارة الذاتية.

اليوم، يتعلم الأطفال الكرد لغتهم وثقافتهم وتاريخهم بفضل هؤلاء الشهداء وتدرك مجتمعات إقليم شمال وشرق سوريا أنهم مدينون لشهدائهم، ولقد انتصرت وحررت أرض شمال وشرق سوريا بدماء الآلاف من الشهداء الكرد والعرب والسريان والشركس والأرمن والأمميين.

ومع ثورة روج آفا، تم إنشاء العديد من المؤسسات ضمن هذا النظام الجديد ومن بينها مجلس المرأة في عوائل الشهداء وفي عام 2018 عقد مجلس عوائل الشهداء مؤتمراً مستقلاً لأسر الشهداء، وتقرر فيه أن تنظم هذه اللجنة نفسها باسم مجلس المرأة لعوائل الشهداء ودخل هذا القرار حيز التنفيذ في عام 2018.

ويتكون المجلس من 3 عضوات من الإدارة، ويوجد 14 مجلساً نسائياً لأسر الشهداء في 14 مدينة داخل المقاطعة، ويوجد ضمن تلك المجالس لجان نسائية لأسر الشهداء. في المدن الكبرى تتكون إدارتها من 3 أشخاص، وفي المدن الصغيرة تتكون من شخصين. عملهم هو تنظيم زوجات وأبناء وأمهات الشهداء وتعليمهم وتطوير المشاريع لهم.

 

"افتتاح المدرسة كان مدعاة للسعادة"

وقالت مديرة مجلس المرأة لعوائل الشهداء هيفي سعيد عن أهمية أنشطة مجلس المرأة لعوائل الشهداء "باعتبارنا مجلس المرأة لعوائل الشهداء، فإن العمل الذي نقوم به هو تنظيم أمهات وأخوات وزوجات وأبناء الشهداء. وتعقد الاجتماعات مرة واحدة شهرياً لزوجات الشهداء، وكل 3 أشهر يتم عقد اجتماع لأمهات وأخوات وزوجات الشهداء، كما يتم عقد اجتماع لأبناء الشهداء مرة كل 3 أشهر حسب الحاجة. لدينا لجنة في القسم المالي، وتقوم بتطوير مشاريع لزوجات الشهداء، وتقوم زوجات الشهداء بعملهم ويدعمون أسرهم من خلال تلك المشاريع. افتتحنا مدرسة الشهيد بشير لأبناء الشهداء وكان ذلك مدعاة للسعادة لهم. لقد قمنا بتجهيز المدارس في العديد من المدن الأخرى وفي هذه المدارس، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، يتم أيضاً تقديم دروس في التكنولوجيا والسينما. وتقوم اللجنة شهرياً بزيارة جميع المدارس وتتابع عن كثب أوضاع أبناء الشهداء. نحن نساعد مالياً أيضاً ونلبي كافة احتياجاتهم".

وترى أن أبناء الشهداء هم إرث الشهداء "نحن نعتبر أبناء الشهداء إرث شهدائنا وأقدس قيمهم، ونتقرب منهم ونعتني بهم فعندما توجه آباؤهم أو أمهاتهم إلى ساحة المعركة، عهدوا بأطفالهم إلى هذه المنظمة لتعتني بهم ومن أجل أن يكون لأبناء الشهداء مستقبل حر، ويعرفون أنفسهم، ويكون لديهم المعرفة ويحددوا مستقبلهم بأنفسهم، نحن نساعد بكل إمكانياتنا، والذين يهتمون في البداية بأفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان هم أبناء الشهداء. يقول الكثير منهم عندما نعقد اجتماعات معهم، من أجل حماية وطننا وأرضنا، إذا لزم الأمر، سنحمل سلاح أبينا أو أمنا ونقاتل العدو، ونعتني ونحافظ على قيم الشهداء".

 

"إن المسؤوليات الكبرى تقع على عاتق النساء" 

كما تحدثت هيفي سعيد عن الصعوبات التي واجهتهم في بناء المؤسسة "كمجلس المرأة لعوائل الشهداء واجهنا صعوبات كبيرة في بناء هذه المؤسسة. الهجمات تسببت لنا بالصعوبات ففي كل الأعمال تقع المسؤوليات الأصعب والأكبر على عاتق النساء، وعلى الرغم من ذلك فإن الشيء الذي يسمح لنا بتنفيذ هذا العمل بروح معنوية كبيرة هو وعدنا".

 

"القائد عبد الله أوجلان أظهر للنساء الطريق إلى الحرية"  

وأكدت هيفي سعيد إنه بفضل القيم التي أظهرها القائد عبد الله أوجلان للنساء، فإن لديهن اليوم عملاً مقدساً من هذا النوع "لقد قام القائد عبد الله أوجلان بعمل عظيم من أجل النساء اللواتي لم يسمع أحد صوتهن لسنوات، لقد أظهر قائدنا وجودهن للعالم أجمع. فهو يقول دائماً 'أنا أنتقد نفسي من أجل مشروع المرأة الذي لم يكتمل'، لكن بالنسبة لنا لقد أنهى ونفذ القائد عبد الله أوجلان هذا المشروع، وكأمهات الشهداء سنواصل حياتنا دائماً على أساس أفكاره وفلسفته ونحمي قيم الشهداء بهذا الإيمان".