من رحم المعاناة إلى نموذج ديمقراطي بريادة النساء

من رحم المعاناة والتحدي تأسست الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج بريادة النساء لمواجهة كافة التحديات.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ سبع سنوات من العمل الدؤوب رغم التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية لا تزال الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا تواصل نضالها في البناء والتجديد بريادة المرأة.

يصادف اليوم الثلاثاء 12 آذار/مارس الذكرى السابعة لتأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا، وانبثقت الإدارة من المجلس المدني الذي تأسس قبل تحرير المقاطعة في عام 2016 لتنظيم الأهالي أثناء سير حملة التحرير، وبعد سبعة أشهر من التحرير تأسست الإدارة بإرادة مكوناتها.

واعتبر تأسيس الإدارة صرح تاريخي كونه أول تجربة ديمقراطية يشرك فيها كافة بنات وأبناء منبج، ورغم التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية لا تزال مستمرة بالبناء والتجديد، وأكدت الرئيسة المشتركة السابقة للمجلس التنفيذي بالإدارة المدنية الديمقراطية في منبج نزيفا خلو بأن الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج بذلت قصار جهدها لتلبية متطلبات الشعب رغم الإمكانيات الضئيلة والظروف الاقتصادية الصعبة.

وقالت "عندما يكون هناك نظام متشدد لا ينصف الشعب، بالتأكيد ستكون هناك حاجة ملحة إلى إدارة تصون حقوقه وتحافظ على مكتسباته، فبعد تحرير المدينة بـ 7 أشهر تأسست الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج وأخذت شرعيتها من أهالي المدينة بمكوناتها وعشائرها، واستطاعت هذه الإدارة احتواء كافة المكونات على عكس الأنظمة السابقة التي كانت تهمش وتقصي قسم كبير من المكونات ليكونوا بعيدين عن أماكن صنع القرار على الصعيد السياسي والإداري، والظروف الصعبة التي تأسست فيها الإدارة من حرب وعدم الاستقرار هي من صنعت الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج من رحم المعاناة".

وأوضحت التحديات التي واجهوها لإشراك المرأة في مجال العمل، ولنفض غبار أفكار داعش التطرفية "واجهنا الكثير من التحديات والمصاعب لولوج المرأة في ميدان العمل بكافة المجالات، ويعود ذلك لعدة أسباب منها الخوف الذي خلفه داعش في نفوس النساء بالممارسات التي تستعبدها وتعنفها، ناهيك عن واقع مجتمع منبج الذي يسوده نظام عشائري يمتاز بالعادات والتقاليد البالية، لكن الإدارة المدنية بعد تأسيسها فتحت مجال العمل أمام النساء بكافة القطاعات وهذا ما شجعهن لدخول مجال العمل بمبادرات شخصية من النساء لإثبات كيانهن وشخصيتهن وانتقاماً لما كان يفرضه داعش عليهن من قيود تمنعهن من ممارسة حقوقهن، واستطاعت المرأة أن تكسر حاجز العادات والتقاليد التي تمنعها من العمل بعد أن رأى المجتمع كيف تحمل المرأة سلاح وكيف تأخذ مكانها في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكان ذلك حافزاً للنساء لتخضن النضال في كافة المجالات".

وعن المبادئ التي كانت تستند إليها الإدارة في منبج لضمان حقوق المرأة، بينت أنه "من المبادئ الأساسية للإدارة هو العدل والمساواة بين الجنسين، ونظام الرئاسة المشتركة ساهم بأن تكون المرأة في أماكن صنع القرار، لتأخذ القرارات، وتضع برامج استراتيجية تخدم النساء والأهالي"، مشيرة إلى أن "لجنة المرأة أحد لجان المجلس التنفيذي، تأسست مع تأسيس الإدارة، والتي تقوم على تنظيم النساء في الإدارة ولجانها ووضع خطط واستراتيجيات لتمكين المرأة من كافة النواحي بالإضافة لوجود قوانين تحمي المرأة من المشاكل والتحديات".

وأضافت "هجمات الاحتلال التركي المتكررة على الشريط الحدودي لمقاطعة منبج وخاصة أن منبج محاذية للمناطق المحتلة من قبل تركيا، يعتبر أكبر تحدي بالنسبة لنا في مساعي المحتل لإفشال تجربتنا الديمقراطية في المنطقة".

وقيمت نزيفا خلو سبع سنوات من تأسيس الإدارة "استطاعت الإدارة على مدى سبع سنوات تجاوز كل هذه المصاعب بالإرادة والإصرار والتماسك الذي يتحلى بها أهالي منبج التي تلتف حول إدارتها وقواتها".

وفي ختام حديثها باركت ذكرى تأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج على أهاليها التي بذلت قصارى جهدها لتلبية متطلبات الشعب رغم الإمكانيات الضئيلة والظروف الاقتصادية الصعبة "على أهالي منبج أن يستمروا في تلاحمهم وتماسكهم ومساندتهم للإدارة ليكونوا رداً لكافة من يود زعزعة أمن المدينة واستقرارها".