ممرضات مشهد يحتجن مجدداً ضد التمييز ومشاكل المعيشة
لليوم الثاني على التوالي يواصل الممرضون والكوادر الطبية احتجاجهم في مدينة مشهد في شمال إيران والوقف عن العمل، أمام مستشفى الإمام الرضا.
مركز الأخبار ـ المشاكل الهيكلية في النظام الصحي الإيراني يدفع الطواق الطبية للاحتجاج والتوقف عن العمل، فضلاً عن تزايد هجرة الممرضات إلى خارج البلاد.
نظم عدد من الممرضين والطاقم الطبي في مستشفى قائم بمدينة مشهد، اليوم الثلاثاء 10 تشرين الثاني/نوفمبر وقفة احتجاجية احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم وظروف العمل الصعبة وعدم الوفاء بالوعود التي قطعها المسؤولون.
بحسب المشاركين في الاحتجاج يواجه الممرضون الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ المرضى خلال أزمة فيروس كورونا صعوبات مالية، وضغط عمل شديد، وعدم اكتراث بمطالب نقابتهم، مؤكدين أن الوعود التي قُطعت بتحسين الرواتب والترقية بقيت حتى الآن مجرد كلام، ولم تُتخذ أي إجراءات عملية.
وكما أنتقد المحتجون التمييز في الدفع، وخفض الرواتب، والتأخير الطويل في استلامه، مطالبين بالنظر الفوري في مطالبهم، ذاكرين خلالها التطبيق الكامل لقانون المهن الشاقة والضارة، وإصلاح تعريفات التمريض لتتماشى مع تعريفات الطب، والشفافية في دفع الإكراميات، واتخاذ تدابير استثنائية خاصة تُضاعف ثلاثة أضعاف، كأهم مطالبهم.
انتشار الاحتجاجات على مستوى البلاد
ووفقاً لمجلس تنسيق احتجاجات الممرضات، فإن هذه المطالب وطنية النطاق ولا تقتصر على مدينة مشهد ففي الوقت نفسه، نُشرت تقارير عن تجمعات مماثلة في مدن كرماشان وتبريز وياسوج والأهواز وصنعة، مما يشير إلى انتشار الاحتجاجات على مستوى البلاد بين الكوادر الطبية الإيرانية.
وقد واجهت الممرضات في إيران خلال السنوات الأخيرة مزيجاً من عبء العمل المرتفع، والتمييز المزمن في الأجور، وانعدام الأمن الوظيفي الكافي، وقد أبرزت جائحة كوفيد-19 هذه التفاوتات بشكل أوضح، فبينما يقع العبء الرئيسي لرعاية المرضى على عاتق الممرضات، غالباً ما تُقسّم المكافآت والمزايا المالية بشكل غير عادل بين الأطباء والممرضات.
وأدت المشاكل الهيكلية في النظام الصحي الإيراني، بما في ذلك تركيز الموارد على العلاج الطبي المتخصص وإهمال خدمات التمريض، إلى حرمان الممرضين من المكانة الاجتماعية والاقتصادية التي تتناسب مع دورهم الحيوي، يتقاضى العديد منهم أجوراً تقارب الحد الأدنى للأجور ويعملون في نوبات عمل طويلة، كما أدى التأخير في دفع الرواتب والترقية إلى زيادة الاستياء.
ومن جانب آخر تتزايد هجرة الممرضات إلى الدول المجاورة أو الأوروبية، وهو ما يعد مؤشراً على تآكل رأس المال البشري في القطاع الصحي.