منظمات دولية تحذر من أزمة إنسانية تتفاقم في دارفور

حذرت مجموعة من المنظمات الدولية من تفاقم الأزمة في ولاية شمال دارفور السودانية مع انتشار العنف خارج الفاشر.

مركز الأخبار ـ على الرغم من الهدوء النسبي في الفاشر، ما زالت الأزمة الإنسانية تلقي بظلالها على آلاف النازحين الذين يعيشون في أكثر من 16 مخيم داخل المدينة وضواحيها، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.

بحسب مكتب الأمم لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، لا تزال التقارير تشير إلى اشتباكات على طول طرق الوصول الرئيسية، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مما أدى إلى محاصرة المدنيين وقطع المساعدات.

ووفقاً للمنظمة، فر ما يقرب من 89 ألف شخص من الفاشر والقرى المجاورة خلال الأسبوعين الماضيين، ولجأ غالبيتهم إلى بلدات طويلة ومليط وسرف عمرة، بينما نزح آخرون إلى دبة في الولاية الشمالية.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن العنف في منطقة كردفان يتصاعد، مما أدى إلى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين وموجات نزوح جديدة، فقد نزح أكثر من 10 آلاف شخص إلى ولاية النيل الأبيض بحثاً عن الأمان، بينما فر آخرون إلى منطقة أم درمان في ولاية الخرطوم وأجزاء أخرى من شمال كردفان.

وأفاد متطوعون محليون بأن أكثر من 3 آلاف نازح من الفاشر لجأ إلى بلدة طينة بالقرب من الحدود السودانية التشادية، بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، وعبر الحدود في شرق تشاد، تستعد المجتمعات المضيفة المثقلة بالفعل لاستقبال وافدين جدد، حيث يواصل الناس البحث عن الأمان والمساعدة.

بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية إنها تحققت من هجوم على مستشفى الدلنج بولاية جنوب كردفان في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أسفر عن مقتل وإصابة أشخاص، وبذلك، يشكل هذا هو الهجوم رقم 192 الذي تم التحقق منه على المرافق الصحية في السودان منذ اندلاع النزاع في نيسان/أبريل 2023.

من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن الوضع في السودان يخرج عن السيطرة بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر التي تعاني "مجاعة حادة"، مشيراً إلى أن "مئات الآلاف من المدنيين محاصرون، ويموتون نتيجة سوء التغذية والأمراض والعنف"، مؤكداً على وجود تقارير موثوقة عن عمليات إعدامات واسعة النطاق منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وفي ذات السياق، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، أمس عن فتح تحقيق رسمي بشأن "الجرائم الخطيرة" التي وقعت في الفاشر، موضحةً أنها "جزء من نمط عنف أوسع" طال دارفور منذ بداية النزاع في السودان، مشيرة إلى أن هذه الأفعال قد تُعد "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" وفقاً لنظام روما الأساسي.