مهرجان نسوي... ناشطات وجمعيات نسوية تؤكدن على مناصرة حقوق وقضايا المرأة

أكدت المشاركات من ناشطات وجمعيات نسوية في مهرجان نسوي بمناسبة الذكرى العاشرة على تأسيس منظمة فيمايل، على مواصلة الحراك النسوي والنضال في مجال قضايا وحقوق النساء في لبنان والعالم.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ بمناسبة مرور عقد على تأسيسها، نظمت Fe-male مهرجاناً نسوياً على مدى يومي 23 ـ 24 حزيران/يونيو الجاري، بمشاركة منظمات وجمعيات نسائية عدة بالإضافة لرائدات وسيدات أعمال عرضن منتجاتهن ولا سيما الخاصة بالنساء والتي ساهمت في تمكين أسرهن.

تضمن المهرجان النسوي الذي نظم بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس منظمة فيمايل النسوية فضلاً عن تأسيس منصة "شريكة ولكن" لتكون صوتاً للنساء وتعبر عنهن، محادثات ملهمة من قبل نساء رائدات، بالإضافة إلى المناقشات وعرض الفنون ومشاركة المعرفة وغيرها من الأنشطة.

وفي كلمة لها قالت رئيسة منظمة فيمايل حياة مرشاد، أكدت على التزام المنظمة بالحراك النسوي في لبنان والعالم ومكافحة العنف الجندري بكافة أشكاله من النواحي السياسية والقانونية والاجتماعية وغيرها، والسعي الدائم لاسترجاع المساحات الآمنة للنساء والفئات المهمشة في العالم الواقعي والافتراضي لإنشاء معرفة نسوية عامة.

 

"نستحق المساواة"

وعلى هامش المهرجان النسوي، قالت منسقة التحرير في منصة "شريكة ولكن" والعضو في منظمة فيمايل مريم ياغي لوكالتنا "نفتخر كوننا جزء من هذا المهرجان النسوي الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط الذي جاء بمناسبة الذكرى العاشرة لمنظمة فيمايل التي تعنى بالنساء والفتيات والفئات المهمشة ورفع صوتهن ومناصرة قضاياهن، والضغط على الجهات الفاعلة لمنحهن حقوقهن، ونتمنى أن نحتفل بانتصارات حقوقنا ومطالبنا والتي لن نلتزم الصمت تجاهها إلى حين تحقيقها، فنحن نستحق المساواة".

وأشارت إلى أن "ما يميز هذا المهرجان هو أنه شعبي وجامع لكل الفئات، وهو خلاصة تجارب تشابه كل شخص منا، ستقوم نساء برواية هذه التجارب عبر سلسلة مؤتمرات بصورة نسوية، فكل منا معني بقضايا وحقوق النساء والوعي الذي نصنعه، وهو ما ترويه المشاركات سواء عبر تجاربهن أو عبر النقاشات المختلفة".

وأكدت على "حاجة المجتمع للوعي النسوي، حيث هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة، فالنسوية ليست ضد الرجل، بل هي ضد الذكورة، والنسوية تؤكد على مشاركة المرأة في كل مجالات الحياة ولا سيما السياسية وفي مراكز صنع القرار".

 

 

من جانبها قالت الناشطة السياسية والمرشحة السابقة للانتخابات النيابية ومنظمة هذا المهرجان باولا ربيز "هذا المهرجان النسوي الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط، نحتفل به بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس منظمة حقوق المرأة فيمايل، حيث استطعنا جمع جمعيات نسوية ومبادرات فردية في هذا المكان، بالإضافة إلى أحاديث نسوية Fem Talk تعبر فيها النساء عن تجاربهن وهواجسهن، وهن نساء قويات وقائدات ورائدات في المجتمع ما يدفع المجتمع نحو الأمام".

 

 

وفي هذا السياق، قالت إحدى مؤسسات مجموعة Girl Up Lebanon الشبابية ريم بدران "بدأت هذه المجموعة بالعمل عام 2019، وهي موجهة للشابات والفتيات، وهي من أولى الحركات في لبنان التي تقودها شابات لبنانيات، حيث نعمل على تمكين الفتيات والشابات في المدارس والجامعات والحد من الفقر، وهذه الفرصة بمشاركتنا في هذا المهرجان، للتعريف بهذه الحركة الشبابية".

 

 

وقالت مؤسسة مجموعة نون التضامن والتي تعمل مع النساء الريفيات فرح أبي مرشد "من مجالات عمل جمعيتنا التدخل السياسي والاجتماعي والحقوقي والمهني والحرفي وريادة الأعمال وتوعية النساء الريفيات حول المدارك والحقوق الجندرية والوعي النسوي، ويمتد عملنا مع النساء الريفيات والأقل حظاً في محافظات جبل لبنان، الجنوب، البقاع وسهل عكار".

وأضافت "نؤكد من خلال هذه المشاركة على التضامن والتشبيك النسوي بين الجمعيات الفاعلة في لبنان، وعلى مواجهة هذه السلطة خصوصاً وأن النساء هن الأكثر تأثراً خلال هذه الأزمة، لا سيما من الجانب القضائي وانعكاسه على وضع النساء، فضلاً عن الانفلات الأمني وما يتسبب به من تعنيف للنساء وكذلك الأزمة الاقتصادية التي تؤدي إلى حرمان النساء من الفرص وهو أمر ليس عابراً، وخصوصاً للريفيات، فوجودنا هنا هو أحد أشكال المواجهة، ولنكون منصة للتواصل مع غيرنا من النساء والمشاركة بإنتاجنا المعرفي الذي تابعناه مع مجموعات عدة وعلى مدى سنوات".

وقالت الناشطة نهاد الشيخ، ورائدة أعمال في المجال الحرفي "أسست ماركة تجارية "أسانتي" وهي عبارة عن حقائب ومستلزمات جلدية مصنوعة من جلد نباتي تعمل في مؤسستي نساء لتمكينهن، وكذلك للتوعية حول الرفق بالحيوانات، ومشاركتنا في هذا المهرجان هو منطلق للتوعية بهذه الحقوق".

 

 

من جهتها قالت مسؤولة منظمة ملالا رنا الحجيري "يعكس هذا المهرجان مزيج طاقات مختلف من النساء اللبنانيات القادرات على مستوى لبنان والمنطقة العربية، وهن قدوة للجميع وتؤكدن على أن المرأة تستطيع تحقيق العديد من الإنجازات بالرغم من كل التحديات والظروف وما يواجهه لبنان والنساء في ظل النظام الأبوي والنظم القانونية الموجودة مثل قانون الأحوال الشخصية الظالم للمرأة".

وأوضحت أنه "من خلال هذا المهرجان، نستطيع خلق مساحة للنساء اللواتي استطعن إثبات أنفسهن ونجحن لتوصلن قصصهن وتجاربهن مع أقرانهن وفتيات أخريات، لتنظرن إليهن كنموذج وفي الوقت عينه فهو صورة لبنان الحقيقي لهذا التمازج والنجاح، وهنا أقتبس قول مؤسسة فيمايل حياة مرشاد بأن قضايا النساء ليست بعيدة عن قضايا المجتمع بل هي جزء منه، وهو ما نعمل عليه في مؤسسة ملالا، في عملنا على التعليم، وبرأينا فأي كفاح نسائي أو لمنظومة عدالة اجتماعية لا تقوم إلا من خلال نظام تعليمي شامل وجيد ومنصف للجميع، وهو نظام يخلق هذه الكوادر الشبابية والنسائية القادرة على المواجهة والتغيير".

 

 

أما مديرة جمعية "حل تك" آمال الشريف فقالت "مشاركتنا كانت من منطلق نسويات ذوات إعاقة، وهنا تتقاطع قضايا النسوية مع قضية الإعاقة، ما يخلق تحدياً كبيراً، خصوصاً للواتي تعانين من إعاقات متعددة، والتمييز الذي يطالهن، وبهدف تعريفهن بحقوقهن شاركت في هذا المهرجان لطرح قضايانا النسوية خاصة ذوات الإعاقة".