مهرجان الشهيدة زيلان بنسخته الخامسة يجسد تميز وتنوع الفن والثقافة بين المكونات
بحضور العشرات من أهالي مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا يستمر مهرجان الشهيدة زيلان الخامس في يومه الثاني بالعديد من الفعاليات الفنية والثقافية على مستوى الإقليم.

الحسكة - احتضنت مدينة الحسكة في إقليم شمال وشرق سوريا هذا العام مهرجان الشهيدة زيلان الخامس الذي نظم من قبل اتحاد المرأة الشابة تحت شعار "من أجل الحرية حان وقت الريادة"، ويحمل هذا الشعار دلالات كثيرة أبرزها الأمل والإرادة بتحقيق ريادة المرأة.
قالت "أريد أن أصبح رمزاً للمرأة الكردية" فأصبحت كذلك، منذ 28 عاماً نفذت عمليتها وغاب جسدها عن العالم لكن ذكراها وما قامت به بقي إرثاً للنساء الكرديات اللواتي تعلمن منها أن النضال مهم لتحقيق زيادة المرأة، إنها الشهيدة زيلان "زينب كناجي" التي قالت لا للاحتلال التركي لكردستان فوضعت اسمها في تاريخ النضال الكردي، والمهرجان الذي يقام منذ خمس سنوات في إقليم شمال وشرق سوريا باسمها ليس إلا تكريماً بسيطاً لما قدمته من أجل نضال الشعب الكردي ونضال المرأة.
واستكمالاً لفعالياته التي انطلقت أمس الأحد ۲۹ حزيران/يونيو بعروض رياضية من قبل ٦ فرق تمارس مختلف الألعاب الرياضية أقيمت اليوم الاثنين ٣٠ حزيران/ يونيو فعاليات اليوم الثاني التي تناولت الجانب الفني والثقافي بإلقاء القصائد وتأدية الأغاني، ولم يتم إغفال الأطفال من هذه الأنشطة والفعاليات.
وبدأت الفعاليات بإلقاء كلمة الافتتاح باسم اتحاد المرأة الشابة من قبل الناطقة باسم الاتحاد بيريتان روج قالت فيها أنه "بهذا الوضع الحساس نظمنا المهرجان لأهميته بالنسبة لقضية حرية الشعوب، ويأتي المهرجان هذا العام مع دعوة القائد أوجلان للسلام من أجل كافة المجتمعات لإرساء السلام".
وترى أن الشهيدة زيلان ليست إنسانة فقط وإنما فلسفة وإيديولوجية لنا نحن النساء وذلك من الآن فصاعداً علينا تصعيد وتيرة النضال من خلال التمعن برسالتها التي تركتها قبل تنفيذ العملية".
أما الكلمة التي ألقيت باسم مؤتمر ستار من قبل الناطقة باسم الاتحاد ريحان لوقو تم التأكيد فيها على أن "هذا اليوم له معنى كبير بالنسبة لنا نحن النساء وحركة حرية كردستان فميراث الشهيدة زيلان واضح بكافة مجالات الحياة ونستذكر جميع الشهيدات في هذا الشهر"، مبينةً "عندما نتحدث عن المناضلات نحن نتحدث عن تجربة عشناها بريادة المرأة الكردية وبفكر الحرية في إقليم شمال وشرق سوريا، والشهيدة زيلان هي مثال للحياة المشتركة والمجتمع الديمقراطي. اليوم العالم يتكلم عن تاريخ المرأة بفضل فلسفة المرأة حياة حرة".
وشددت على أن "تاريخ المرأة الكردية ارتبط بالشهيدة زيلان فمن يريد معرفة الكرد وقضيتهم عليه معرفة ما قدمته الشهيدة زيلان وشهيدات الحرية سنحمي المجتمع الديمقراطي الحر الذي حققناه من خلال ثورتنا نحو تحقيق الديمقراطية في كل الأراضي السورية.
مكونات المنطقة حاضرة بثقافاتها
العروض الفنية لم تغفل التنوع الذي تتميز به مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ففرقتي الهلال الذهبي وكالا ستيرك قدمتا عروضهما بالرقصات الفلكلورية، وأرسوز دربيسية قرأت قصيدة باللغة الكردية فيما غنت سيرلي أغنية أرمنية، ثم غنت الفنانة أوجين أغنية من التراث العربي.
ولمعرفة تفاصيل أكثر عن نضال الشهيدة زيلان عرض سنفزيون تناول حياتها منذ ولادتها عام ۱۹۷۲ في قربة المالي بملاطيا ومن ثم تأثرها بحركة تحرير كردستان والانضمام لها.
ويصادف هذا العام الذكرى الـ 28 لاستشهاد زيلان "زينب كناجي" التي نفذت عملية فدائية في ٣٠ حزيران/يونيو ۱۹۹٦ ضد القوات التركية في مدينة ديرسم شمال کردستان وترکت رسالة عبرت فيها عن أهمية نضال المرأة ومواجهة التحديات، وقالت عن هدفها من العملية "أريد أن أعيش حياة ذات معنى وأنقذ عملية عظيمة. أحب الناس والحياة ولهذا السبب أقوم بهذه العملية. أريد أن أكون رمزاً للمرأة الكردية".
ولقد تأثر القائد عبد الله أوجلان بشكل كبير بما قامت به وقال عن ذلك "لقد تفوقت زيلان علي بعمليتها ولا يسعني من الآن فصاعدا إلا أن أكون مناضلاً وسائراً على خطاها".
الأطفال حاضرون
للأطفال حصتهم من مهرجان الشهيدة زيلان فهم شبيبة الغد وأمل المستقبل، وهذا الحضور اثبته الأطفال الـ ١٥ من فرقة "كوكب الطفولة" القادمة من مدينة الرقة بملابس الفتيات الفلكلورية باللونين الذهبي بالأسود والفتية باللباس الكردي الفلكلورية.