مهرجان الباغوز للتمور احتفاء بالنخلة رمز البركة والصمود

انطلقت في مدينة هيجين بإقليم شمال وشرق سوريا فعاليات "مهرجان الباغوز للتمور" تحت شعار "حلاوة وطيب للياكل من تمرنا" لتسليط الضوء على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، ومكانة النخيل في حياة السكان، ليس فقط كمصدر غذائي، بل كرمز للبركة والصمود.

دير الزور ـ شهدت بلدة الباغوز في الريف الشرقي لمقاطعة دير الزور فعاليات "مهرجان الباغوز للتمور" بموسمه الرابع، بتنظيم من فريق "بكرى أحلى" التطوعي ومجلس الاقتصاد الزراعي في هجين، بهدف تسليط الضوء على أهمية النخيل والتمر ومنتجات البلدة التراثية.

شارك في المهرجان الذي انطلق اليوم الأربعاء 17 أيلول/سبتمبر عشرات المزارعين من أبناء المنطقة، حيث عرضوا مجموعة واسعة من منتجاتهم، شملت أنواعاً متعددة من التمور والدبس والمعمول، وتخللت الفعاليات عروض تراثية متنوعة، منها استعراض للخيول العربية الأصيلة، وفقرة شعرية تجسد تراث المنطقة، إلى جانب إعداد خبز الصاج من قبل المشاركات.

وأعلنت اللجنة المنظمة أسماء الفائزين في المهرجان، وتم تكريمهم بجوائز تقديرية، ويُعدّ هذا الحدث فرصة مهمة للمزارعين للترويج لمنتجاتهم وتعريف الزوار بقيمة هذا "الكنز الحضاري" الذي تتميز به المنطقة.

وتشتهر الباغوز بزراعة النخيل، حيث تنتشر فيها أكثر من 12 ألف شجرة نخيل وفقاً لإحصائيات البلدية، ما يجعلها المصدر الرئيسي للتمور في سوريا، ويعتمد غالبية سكانها على التجارة بها كمورد اقتصادي أساسي.

وعلى هامش المهرجان، أوضحت آمنة سالم، ممثلة الإدارة المشتركة لمجلس الاقتصاد، أن هذا المهرجان ليس الأول من نوعه، معربةً عن أملها في استمراره، واعتبرته احتفالاً بالخير والبركة، وتجسيداً لروح العطاء والارتباط العميق بين أهالي المنطقة وأرضهم.

وأضافت أن التمر في الباغوز لا يُنظر إليه كمادة غذائية فقط، بل يتم الاهتمام بالنخلة بكل تفاصيلها، من الشجرة إلى الجذع، الألياف وحتى الشعر، حيث يُستثمر كل جزء منها، فالنخلة هنا ليست مجرد نبات، بل رمز للبركة والصمود والاقتصاد المحلي.

وشددت على رغبة مجلس الاقتصاد الزراعي في دعم الاستثمار الجاد في منتجات النخيل، سواء التمور أو مشتقاتها، لما لذلك من أثر إيجابي على المنطقة وسكانها، وأن المهرجان يمثل منصة للتواصل والتنمية، والتعريف بمقومات المنطقة الاقتصادية والثقافية.

وقد سبقت انطلاقة المهرجان تحضيرات مكثفة استمرت لأكثر من خمسة عشر يوماً، تضمنت تنظيم فعاليات متنوعة مثل عروض الخيالة، واستعراض الجمال، إلى جانب مشاركة نسائية فاعلة في إعداد الأطعمة التقليدية، أبرزها خبز الصاجي.

كما تضمن المهرجان فقرات فنية وتراثية، من بينها إلقاء الشعر وعزف الربابة، والتي تُعد من أبرز ملامح الإرث الثقافي العريق للمنطقة.

وهكذا، تكللت جهود أهالي الباغوز ومجلس اقتصادها بتقديم نموذج يُحتذى به في التكامل بين الثقافة والتنمية، وبين الأصالة والرؤية المستقبلية. لم يكن المهرجان مجرد فعالية عابرة، بل وعداً بالاستمرار، وإعلاناً صريحاً بأن النماء يبدأ من الجذور، من الأرض، من النخلة، ومن الإنسان.