مطالبات بالإفراج الفوري عن ناشطة كردية زينب جلاليان
أعربت أكثر من عشرين منظمة حقوقية، ونشطاء المجتمع المدني عن قلقهم حيال الظروف القاسية التي تعاني منها الناشطة في مجال حقوق المرأة زينب جلاليان، مشددين على ضرورة تمكينها من الحصول على العلاج الطبي دون أي قيود أو شروط.

مركز الأخبار ـ رغم المخاوف الجدية من إصابة زينب جلاليان بمرض خطير يُهدد حياتها، حرمتها السلطات الإيرانية مراراً من الرعاية الطبية المناسبة، وتشير التقارير إلى أنها تعاني من مشاكل في الكلى والجهاز الهضمي والبصر، إضافةً إلى ذلك ومنذ حزيران/يونيو 2014، عانت من آلام شديدة في البطن عدة مرات، ويُقال إنها تعاني من ما لا يقل عن عشرة أورام ليفية رحمية، مما تسبب لها بنزيف غزير، وقد حذر أحد الأطباء القلائل الذين تمكنوا من فحصها من احتمال إصابتها بسرطان الرحم، وقد تحتاج إلى جراحة، ولكن لم يُتح لها إجراء فحص طبي مفصل أو تشخيص نهائي.
عبرت أكثر من 20 منظمة حقوقية وعشرات نشطاء المجتمع المدني والسجناء السياسيين السابقين في رسالة مفتوحة، عن قلقها البالغ بشأن الحالة الصحية الحرجة للناشطة في مجال حقوق المرأة والسجينة السياسية المحكوم عليها بالسجن المؤبد زينب جلاليان.
جاء في نص الرسالة "نحن الموقعون أدناه، بصفتنا ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان وسجناء سياسيين سابقين ومنظمات حقوقية، نعرب عن قلقنا العميق حول حياة وسلامة الناشطة الكردية والسجينة السياسية التي قضت أكثر من 17 عاماً معظمها في السجن زينب جلاليان، وهي أقدم سجينة سياسية في إيران، والسجينة السياسية الوحيدة في البلاد التي حُكم عليها بالسجن المؤبد".
وأضافت "يجب فحص زينب جلاليان على الفور، وتشخيص أمراضها، وتوفير العلاج المناسب والكافي لمنع الضرر الذي لا يمكن إصلاحه لصحتها وكرامتها الإنسانية"، وقد أدانت هيئات وخبراء أمميون عديدون اعتقال زينب جلاليان وظروف احتجازها مراراً وتكراراً، ففي الأول من أيار/مايو الماضي، أعرب تسعة مقررين خاصين للأمم المتحدة عن قلقهم البالغ إزاء احتجازها المطول والتعسفي، وتدهور حالتها الصحية، ومزاعم تعرضها للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، ودعوا السلطات الإيرانية إلى توفير الرعاية الطبية الكافية لها فورً ودون قيد أو شرط في مستشفى مدني مستقل، محذرين من أن الوقت عامل حاسم.
ولفتت المنظمات في رسالتها إلى أنه مرّ أكثر من مئة يوم، ولم تستجب إيران، وتدهورت حالة زينب جلاليان وبدلاً من توفير العلاج المناسب لها، أفادت التقارير أن السلطات الإيرانية مارست ضغوطاً متزايدة عليها لتوقيع "خطاب توبة" مقابل العلاج أو الإفراج عنها. هذا الإكراه جزء من نمط أوسع نطاقاً، حيث تشترط السلطات الإيرانية الرعاية الطبية بالصمت السياسي أو التعبير عن الندم، وقد قاومت زينب جلاليان هذه الضغوط.
اعتُقلت زينب جلاليان عام ٢٠٠٨ عن عمر يناهز ٢٧ عاماً كانت تعمل في شرق كردستان وإقليم كردستان منذ عام ٢٠٠٠، حيث قدّمت خدمات تعليمية واجتماعية للنساء، وشاركت بنشاط في الدفاع عن حقوق المرأة ضمن الجناحين الاجتماعي والسياسي لحزب الحياة الحرة الكردستاني، كان من آخر أنشطتها قبل اعتقالها، في اليوم العالمي للمرأة عام ٢٠٠٨، خلال زيارة مدرسة ثانوية للبنات في كامياران، حيث تحدثت عن أهمية اليوم العالمي للمرأة وقدمت الزهور للطالبات.
في كانون الأول/ديسمبر 2008، حُكم على زينب جلاليان بالإعدام بتهمة ارتكاب جرائم حرب دون وجود محامٍ، وفي محاكمة غير قانونية افتقرت إلى معايير المحاكمة العادلة، رغم عدم وجود أدلة دامغة ضدها، خُفِّفت عقوبتها لاحقاً إلى السجن المؤبد، في عام 2016 أعلن الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة أن احتجازها كان تعسفياً بسبب جنسها ونشاطها في الدفاع عن حقوق المرأة الكردية.
قضية زينب جلاليان مثالٌ واضح على قمع السلطات الإيرانية للنساء والمعارضات، وكانت قد حذّرت نسرين برويز، السجينة السياسية السابقة عام ٢٠٢٣ من أن السلطات قد صعّدت من استخدام التعذيب الممنهج لإسكات الناشطات عقب وفاة الشابة الكردية جينا أميني.
في عام ٢٠١٤ وحده، سُجِّلت ١٠٢٣ حالة إعدام، مما يُشير إلى استمرار إيران في استخدام عقوبة الإعدام كأداة لقمع المعارضة، بما في ذلك المتظاهرين والأقليات، ومن بين المعرضات للخطر ناشطات كرديات وسجينات سياسيات، مثل بخشان عزيزي، ووريشة مرادي، وشريفة محمدي، حيث تعكس قضاياهن المخاطر الجسيمة التي تواجهها المتظاهرات والناشطات السياسيات، ومؤخراً أُفيد بإعدام ستة سجناء، بينهم امرأة في سجن يزد المركزي حيث تُحتجز زينب جلاليان حالياً.
دعت المنظمات في رسالتها المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى زيادة الضغط على السلطات الإيرانية، فرغم سنوات من تقديم الأدلة الموثقة والدعوات العاجلة للتحقيق، لا تزال ترفض الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، ويُعدّ العمل الدولي المنسق والمستدام الآن أمراً حيوياً لحماية حياة زينب جلاليان وكرامتها الإنسانية.
ومن بين الموقعين على الرسالة منظمة حقوق الإنسان في الأهواز (AHRO)، جمعية حقوق الإنسان للجميع في إيران، جمعية حقوق الإنسان لشعب أذربيجان في إيران (AHRAZ)، حملة النشطاء البلوش، مجموعة حقوق الإنسان في بلوشستان (BHRG)، التضامن ضد عقوبة الإعدام (ECPM)، الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (FIDH)، المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب (IRCT)، حقوق الإنسان الإيرانية (IHRNGO)، مركز توثيق حقوق الإنسان الإيراني، العدالة من أجل إيران، جمعية حقوق الإنسان في كردستان - جنيف (KMMK-G)، شبكة حقوق الإنسان في كردستان، منظمة حقوق الإنسان في كردستان، جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران (LDDHI) وغيرها العديد من الجمعيات والمنظمات.