ليبيا... محاضرات توعوية تدعو إلى معالجة ظاهرة التحرش ضد الأطفال

عانى الشعب الليبي لسنوات من كثرة حالات التحرش والاعتداء التي يتعرض لها الأطفال ملتزمين الصمت، تحت مسمى "العيب والعار"، ولكن مؤخراً بدأت مجموعة من أخصائيات علم النفس بتشجيع الأمهات للحديث عما يتعرض له أطفالهن لمعالجتهم نفسياً وطبياً.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ أقام مركز تنمية ابداعات الطفل والإرشاد الأسري بمدينة بنغازي، مجموعة من المحاضرات التوعوية والعلمية والثقافية حول التحرش والاعتداء على الأطفال، والتي بدأت أمس الاحد 24 تموز/يوليو، وتستمر حتى غاية اليوم الاثنين، بمسرح الطفل ببنغازي.

تضمن اليوم الأول ثلاث محاضرات حول تعريف التحرش ومسبباته قدمتها الأستاذة فوزي الهادي، تلتها محاضرة عن الأثار النفسية المترتبة على الاعتداء على الطفل القتها الأستاذة إيمان بوسنينة، ثم قدمت الأستاذة سعاد المجبري محاضرة حول الإدمان وأضراره.

فيما يتضمن اليوم الثاني محاضرات حول الجانب القانوني والتشريعات الليبية بخصوص الاعتداء والتحرش بالأطفال، تقدمها الأستاذة كاميليا المزوغي، ثم فتح حلقة نقاش للحاضرات حول الموضوع بشكل عام.

وحول فكرة طرح الموضوع والتحدث عنه بشكل عام التقينا بإخصائية رياض الأطفال بمركز تنمية ابداعات الطفل والإرشاد الأسري الأستاذة زعيمة صالح والتي قالت لوكالتنا "انطلقت الفكرة من الاخصائيات النفسيات العاملات بمكتب النشاط الخاص بالمركز، حيث أردن أن نسلط الضوء على هذا الموضوع الحساس والمسكوت عنه وأصبح ظاهرة، لذلك نتمنى من خلال هذه الفعالية أن نتعرف على أسباب هذه الظاهرة ومحاولة القضاء عليها، كما نسعى للتعلم كيفية التخفيف عن الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء".

وأشارت إلى أنه بعد الاتفاق على الفكرة وكيفية طرحها، تم التواصل مع الأخصائيين والدكاترة المختصين بهذا المجال "سنقوم من خلال المحاضرات بتنبيه الأمهات وأولياء الأمور على أمور في سلوك أبنائهم غائبة عن فهمها لهم بشكل صحيح".

وأضافت "هناك برنامج متكامل قامت به الأخصائيات في المركز حول هذا الموضوع، إذ سنقوم باستضافة دكاترة مختصين، كما أننا سنفتح باب الشكاوى للأمهات حوله، فالموضوع حساس، وليس من السهل للأمهات الحديث عنه، ولكن سنهيئ لهن الجو الملائم للحديث بكل أريحية حول ما يحصل مع أبنائهن بخصوص التحرش، ونقوم بتوجيهها للتصرف السليم حيال ما حصل، من مواجهة المجتمع أو كيف تأخذ حق طفلها من المعتدي".

 

 

وبدورها قالت الأستاذة بكلية التربية، قسم علم النفس في جامعة بنغازي، والمتخصصة في العلاج والإرشاد النفسي فوزية الهادي "ناقوس الخطر بدأ يدق في هذا الجانب من التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال وعلى الكبار على حد سواء، فأردنا تسليط الضوء عليه بنوع من الدقة والأهمية، وكانت البادرة من الاخصائيات النفسيات بمركز ابداعات الطفل".

وأوضحت "سيتم خلال المحاضرات التعرف على التحرش وأسبابه، كما سيتم التطرق الى الجانبين القانوني والديني، وأثار الإدمان واضراره، إضافة إلى الأثار النفسية المترتبة على الاعتداء على الطفل".

ولفتت إلى أنها "ستتطرق من خلال ورقتها للتعريفات التي تفرق بين عدد من المصطلحات المستخدمة أثناء الحديث عن المتحرش أو التحرش، وهذه معرفة لابد أن تكون لدى الحضور، ولدى كل أطياف المجتمع، وتكون هناك تفريق بين ما يعرف بالعنف الجنسي، الاعتداء الجنسي، الاغتصاب، التحرش الجنسي".

وأضافت "سأتطرق أيضاً إلى الأسباب التي أدت إلى التحرش، وكيف يخبرنا أطفالنا عن الاعتداء الجنسي، عندما يقع عليهم، وهذه التعريفات بناء عليها يتم تقديم باقي الورقات، التي سيتم تناولها في هذه المحاضرات".

 

 

وأكدت أن "هذه الظاهرة أصبحت متفشية بشكل كبير ولافت في المجتمع الليبي، ونظراً لعادات المجتمع وتقاليده أصبح هناك نوع من التكتم، ولكن مادام تم دق ناقوس الخطر لابد أن تكون هناك وقفة جادة من جميع الجهات المسؤولة، لنصل لمحو هذه السلبية".

وأوضحت "ما دعانا لافتتاح هذه المحاضرات هو استخدام الأغلبية لكلمة التحرش فقط، وأصبح هناك نوع من الحياء في نطق الكلمة أو قولها، وكأنها من المحرمات، ولذلك فأن الطفل منذ سن الست سنوات يصبح مدرك ويعرف الأشياء لذلك يجب توضيح هذه الأشياء له بطريقة تراعي مستواه وتفكيره العقلي، فعندما أقول العنف فليس من الضروري أن يكون فيه قوة، أو من شخص غريب عن الطفل، وعندما أقول اغتصاب فهذا لا يعني أنه يتم بمعنى الاعتداء الجسدي والجنسي وإنما هناك التقبيل واللمس قد يندرجان تحت هذا المسمى، وفيما يخص التحرش فهناك جزء منه يندرج تحت الاغتصاب وهناك أشياء أخرى، وحين نتحدث عن الاعتداء فهذا يكون به نوع من التلذذ".