مضى عام من المقاومة والنضال في مخيم مخمور

كان عام 2023 عاماً آخر من المقاومة في مخيم الشهيد رستم جودي "مخمور" للاجئين، وبصرخة "jin jiyan azadî" أصبح مرة أخرى رمزاً لقوة المرأة الكردية ومقاومتها.

برجين كارا

مخمور ـ مثل كل السنوات الأخرى، ترك النضال والمقاومة هذا العام في مخيم مخمور للاجئين بصمته على تاريخ اللاجئين الممتد على مدار 30 عاماً، وفي مقاومتهم منذ يوم تهجيرهم إلى يومنا هذا، وفي كل عام وكل يوم وكل لحظة، كانوا يكررون وعدهم للقائد عبد الله أوجلان من خلال قيامهم بفعالياتهم وأنشطتهم.

ظل لاجئي مخيم مخمور صامدين ونفذوا وعدهم ونضالهم الذي لم يعرف عمراً، ابتداءً من الأطفال الذين تعلموا المشي للتو إلى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 80 و90 عاماً، لم يتراجعوا عن وعدهم بكسر بوابة إيمرالي ووقفوا في وجه هجمات الدولة التركية وخيانة وحصار الحزب الديمقراطي الكردستاني وطالبوا بالحرية ولم يستسلموا.

وفي خضم تلك المقاومة، أظهرت النساء قوتهن الحاسمة ودورهن القيادي ليس فقط في مواجهة الهجمات، ولكن أيضاً في مواجهة العقلية المتخلفة التي تستعبد المرأة، ولقد خلقن الأمل من الحياة، والحياة من الأمل، ورغم الكثير من المشاق والصعوبات التي يعيشونها كل عام، إلا أنهم زينوا عامهم بالفن والثقافة والصوت واللون والأنشطة والعمل. لقد وقفوا طوال حياتهم صامدين على أقدامهم من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان بصرختهم "jin jiyan azadî" التي جعلوا منها هوية لحياتهم.

 

النساء في الساحات ضد العزلة

هذا العام، ضمن فعاليات كسر العزلة والحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان في مخيم مخمور للاجئين في 11 كانون الأول/ديسمبر 2022 وتحت شعار "الأمس مضى، والغد متأخر، الآن سنكسر العزلة" انطلقت فعالية الوقفة الاحتجاجية من أجل الحرية وتحولت يوم 1 شباط/فبراير عام 2023 إلى إضراب عن الطعام الذي انتهى مع اليوم العالمي للمرأة الذي صادف الثامن من آذار/مارس.

وبتاريخ 20 تموز/يوليو الماضي، وبهدف ضمان الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، انطلقت وقفة احتجاجية ويستمر هذا النشاط بتصميم قوي حتى الآن، ونظم أهالي المخيم مسيرة حاشدة ضد المؤامرة الدولية التي نفذت بتاريخ 15 شباط/فبراير 1999 وأدانوا المؤامرة والمتآمرين بغضب شديد. واحتفلت جمعية عشتار بالذكرى الـ 75 لميلاد القائد أوجلان، في الرابع من نيسان/أبريل، بالنشاطات الليلية والغناء.

كما تنظم لجنة التعليم في شهر نيسان/أبريل من كل عام مهرجان الرابع من نيسان. ومن ضمن سلسلة فعاليات المهرجان تم افتتاح معرض فني عرض فيه الطلاب مهاراتهم، وأقيمت مسابقات رياضية في المدارس وتم غرس الأشجار وأقيمت فقرات ترفيهية، ويعتبر أهالي المخيم ميلاد القائد أوجلان يوم انبعاثهم، ويحتفلون بحماس كبير. 

وتحت قيادة جمعية عشتار أقيمت ورشة عمل تحت شعار "بنموذج القائد آبو، ستقوم المرأة الحرة بإحياء المجتمع الحر من جديد"، وفي الورشة طرحت مواضيع؛ أهمية القائد بالنسبة للمرأة والإنجازات التي حققتها المرأة، كما تم طرح ومناقشة مواضيع مثل "ما هي العلاقة بين المرأة وقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان؟ ما هي الجوانب الفلسفية والحياتية لـ "jin jiyan azadî" وغيرها، وبقيادة حركة المرأة الشابة وحركة شباب مخمور، وبشعار "اكتب رسالة للقائد"، بدأت حملة كتابة الرسائل إلى القائد أوجلان.

وفي ذكرى المؤامرة الدولية على القائد أوجلان، تم إدانة المؤامرة ببيان ومسيرة حاشدة، وشارك أهالي المخيم بحملة "الحرية لعبد الله أوجلان حل سياسي للمشكلة الكردية"، وفي نفس السياق أصدروا البيانات ونظموا مسيرات حاشدة.

وبعد الزلزال الذي ضرب جمليك في 4 كانون الأول/ديسمبر، أصبح سكان المخيم أكثر قلقاً وغضباً، وخرجت مسيرة حاشدة لتسليط الضوء على وضع القائد أوجلان.

وبشكل عام، خلال العام وبين الحين والآخر كانت تصدر البيانات وتقام مسيرات بقيادة النساء والشباب لنفس الأهداف التي تم ذكرها.

 

أعمال وأنشطة نساء وأهالي المخيم

بدأ مجلس عشتار يوم 8 آذار/مارس بشعار "بصرخة المرأة الحياة الحرية ننسج نسيج الحياة"، وقد استقبل يوم المرأة العالمي بحماس كبير، وافتتح معرض، ونظمت مسيرة، ووزعت الشابات منشورات، وتم إصدار البيانات وإقامة الندوات.

للاحتفال بعيد نوروز في 21 آذار/مارس أقيمت مسيرة بالمشاعل، وأشعلت النار في المخيم وعلى جبل قره جوخ.

وتم خلال العام تنظيم مسيرات والإدلاء ببيانات ضد الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا ومخمور ومناطق الدفاع المشروع وخيانة PDK وضد ما تمارسه الدولة التركية من تمثيل بجثامين ومقابر الشهداء. 

 

الأنشطة التذكارية

كما اهتم أهالي المخيم خلال العام بشهدائهم من خلال استذكارهم وتأكيد الولاء لهم، وقد تم استذكار كل من المقاتلات سيفي دمير، فاطمة أويار، باكيزة ناير، ساكينة جانسيز، فيدان دوغان، ليلى شايلمز، زينب اردم، فيان صوران، زيلان، روكن، سارة، بيريتان، إيفين كويي، وشهداء مجال التعليم، والأم عويش، وغيرهن. من خلال إقامة الأنشطة المختلفة.

وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لناكيهان أكارسال، صدر بيان تحت شعار "قوة نساء العالم ستحاسب قتلة ناكيهان أكارسال"، كما تم استذكار الشهيدة دنيز فرات بمعرض للصور من قبل زملائها.

وتم التهنئة بالأول من أيار/مايو يوم العمال ببيان. كما تم استذكار الشهيدة هوزان مزكين من قبل الهلال الذهبي في مخيم مخمور في الذكرى الـ 31 لاستشهادها، وبمناسبة تلك الذكرى، غير الهلال اسمه إلى النجمة الذهبية، وأجرت مجالات الجنولوجيا وأكاديمية الشهيدة جيان والصحة دورات تدريبية للنساء، كما افتتح وقف المرأة العديد من الدورات لتعلم الخياطة وشاركت فيها العديد من النساء.

ونظمت حركة الشابات ندوة تحت شعار "الحرية تنتصر على الحرب الخاصة"، وبدأت فرقة النجمة الذهبية دورة تدريبية على الآلات الموسيقية للأطفال والشباب خلال العطلة الصيفية، واستمر التدريب لمدة 3 أشهر وشارك فيه 120 شخصاً، وعقد المؤتمر الصحي السادس تحت شعار "ضد النظام الرأسمالي سنبني الصحة البديلة".

وفي 19 تموز/يوليو أيضاً، تم الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة روج آفا في مخيم مخمور بحفل كبير، وأصدر أهالي مخيم مخمور، في 24 تموز/يوليو، بياناً ضد اتفاقية لوزان التي أكملت عامها المئة.

 

دعمت نساء مخمور حملة KJK

أطلقت تنسيقية KJK حملة من أجل نساء شنكال وأفغانستان في الفترة من 3 إلى 15 آب/أغسطس تحت شعار "نحن مع النساء الأفغانيات والشنكاليات ضد هجمات الرجل المهيمن"، وأعلنت جمعية عشتار في 2 آب/أغسطس بدء أنشطتها في إطار حملة KJK، وضمن الفعاليات تم إصدار البيانات وعقد ندوات ومسيرات ومنصات حرة وتعليق ملصقات في المخيم. كما تم كتابة رسائل لنساء شنكال وأفغانستان باسم نساء المخيم.

وانعقد المؤتمر السادس لمعلمات مخيم مخمور بمشاركة 120 مندوبة تحت شعار "هدفنا النساء ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو".

وفي 16 أيلول/سبتمبر، وبقيادة جمعية عشتار، صدر بيان بمناسبة ذكرى انتفاضة "jin jiyan azadî" كما انعقد المؤتمر الحادي عشر لمؤسسة عوائل الشهداء تحت شعار "الانتقام للشهداء حياة حقيقية".

وأعلن مجلس عشتار عن بدء فعالياته في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار "بصرخة المرأة، الحياة، الحرية، ننسج نسيج الحياة". وكجزء من الأنشطة، تم عقد ندوات وحلقات نقاش ونظمت المسيرات.

وفي 19 تشرين الأول/أكتوبر انعقد المؤتمر الـ 13 لمجلس عشتار تحت شعار "السير مع المرأة الحرة نحو مستقبل حر" بمشاركة عدد كبير من النساء.

 

سياسة ووضع المخيم

وفي 20 أيار/مايو، توجهت الحكومة العراقية إلى المخيم بهدف تطويقه بالأسوار والحفر، لكن سكان المخيم هزموا هدف الحكومة العراقية بمقاومتهم لمدة 16 يوماً، وخلال مقاومتهم التي استمرت 16 يوماً، تم نصب خيمة، وتم الإدلاء ببيان وعقد اجتماع.

وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر، نفذت طائرة استطلاع تابعة للدولة التركية هجوماً على مسجد المخيم. وأدى الهجوم إلى إصابة طفلين وامرأة، وبعد ذلك، خرج الشعب بمسيرة حاشدة بغضب شديد، وأكدوا عزمهم على المقاومة، وفي الشهر نفسه، وبالتحديد في 13 تشرين الأول/أكتوبر، قصفت الدولة التركية المحتلة مجدداً أحد منازل المخيم، وأسفر الهجوم عن إصابة امرأة تبلغ من العمر 50 عاماً، وأدان أهالي المخيم ذلك ببيان ومسيرة حاشدة، وبعد أربعة أيام من ذلك الهجوم، في 17 تشرين الأول/أكتوبر، وقع هجوم على سيارة مدنية تابعة للمخيم في كوي، أدى إلى مقتل شاب يدعى دلوفان إشليك.

وفي نفس اليوم، اعتقل الحزب الديمقراطي الكردستاني 5 من عمال المخيم، وفي 19 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت قيادة مركز الدفاع الشعبي في بيان لها، انسحاب كافة قواتها من مخيم مخمور، وبعد الإعلان انتشرت قوات الفرقة 14 في الجيش العراقي في الأماكن التي أخلتها قوات الدفاع الشعبي، وبعد تمركزها في محيط المخيم في 22 تشرين الأول/أكتوبر، اندلع اشتباك بين القوات العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وخلال العام، تم تنظيم بيانات ومسيرات من وقت لآخر ضد خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحصاره وتصرفات الحكومة العراقية.